.
.
.. بسم الله الرحمن الرحيم ..
مما لا شك فيه أنه من أسوأ عيوب مجتمعاتنا العربية هي ثقافة العيب و التي قد تكون بعيده كل البعد عن الدين .
قال تعالى : ( اليوم أكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتي و رضيت لكم الإسلام دينا ) سورة المائدة " آيه 3 "
بمعنى أن دين الإسلام هو دين متكامل , دين الأخلاق و اليسر
و لا مجال للتجديد لأنه مناسب لكل زمان و مكان .
ثقافة العيب اتخذت لها خطاً خاصاً لا يوازي أخلاق ديننا بل يتجاوزها في بعض الأحيان !
أي دين الذي يقبل أن يجلس أبناءه بلا عمل و عرضه للإنحراف و إفتراش الشوارع و تمشيطها طولاً و عرضاً بمجرد أن بعضهم يعتقد أن هناك مهن لا تصلح لهم و تناسوا أن رسولنا الكريم و المصطفى المختار كان يرعى الغنم و أشتغل بالتجاره و لم ينقص من قدر أي عمل ! بل حث على العمل و كان ذلك جلياً حينما قال صلى الله عليه و سلم : (والذي نفسي بيده لأن يأخذ أحدكم حبله فيحتطب على ظهره خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه) أخرجه البخاري في صحيحه .
و هناك مقوله رائعه قالها أحدهم " إن أراد الشعب يوماً أن يصبحوا حكاماً .. فمن أين سآتي بالشعب ؟! "
الحقيقه أن العيب هو أن يجلس أبناء هذا الوطن عاله عليه و نستعين بالعماله الأجنبيه لإتمام أعمالنا , و لنا أن نتصور أثـر هذه النظره الدونيه على مجتمعنا و ما آلت إليه الأوضاع من مشاكل لا تعد و لا تحصى بسبب بعض هؤلاء العمال الكفار أو من يعتنقون ديانات أخرى كالبوذيه و غيرها .
إنتهاكات , جرائم , سِحر و الكثير من المشاكل سببها العماله الأجنبيه التي دخلت كل بيت .
لا أعلم هل هذه ثقافه ؟؟ أو مرض ؟ أو تقليد أعمى ؟ أو سمه من سمات مجتمعنا , الأكيــد إنها بصمة عار !
" ثقافة العيب " تحول مراجع الطبيب النفسي إلى " مجنون " !!
هذا هو الواقع للأسف !
نعلم أن كل إنسان معرّض لحالات نفسيه طارئه و خارجه عن إرادته , كالإكتئاب و الصدمه و الخوف " الفوبيا " , كلها حالات بسيطه و ربما مراجعه واحده لطبيب نفسي كفيله بإنهاء هذه المعاناة .
لكن البعض تمنعهم النظره الخاطئه لمن يراجع الأطباء النفسيين عن التفكير بالعلاج النفسي , و أحياناً تتطور الحاله إلى أن تصبح " مرض نفسي " و السبب أن هناك أشخاص يضخمون من ثقافة العيب !
و لعل الحوادث التي توردها الصحف اليوميه خير دليل على هذه القضيه , فكم من مريض نفسي إرتكب جريمه أو ألحق الأذى بنفسه أو غيره , لا شك بأن العدد كبير !
و قد نرى أحياناً من يتكلم مع نفسه و يجوب الطرقات و عندما تسأل ُيرد عليك :
( هذا فلان مسكين مريض نفسي بسبب ... الخ )
و كأن المرض النفسي لا علاج له ..!
سألت نفسي كثيراً : هل الشوارع مكان ملائم لهؤلاء الأشخاص ؟
هل يخجل ذويهم منهم ؟
و هل النظره الدونيه لمن يرتاد العيادات النفسيه أكثر ضرراً من تركهم للشوارع , للضياع , لـ لا شيء ؟!
قال تعالى : ( و لنبلونكم بشيء من الخوف و الجوع و نقص من الأموال و الأنفس و الثمرات و بشِّر الصابرين) سورة البقرة " آيه 155 "
و الأمثله كثيره على أن " ثقافة العيب " هي بحد ذاتها " عيب " ..!
مسك الختام :
آللهم صلي و سلم على نبينا محمد و على آله و أصحابه أجمعين ..
.
.
المفضلات