ضرب أكثر من عصفور بحجر هذا الموسم
الزعيم ..قطار لا يتوقف عن حصد الألقاب
الداهية البلجيكي غير ملامح الهلال وفرض الانضباطية وأعاد الروح القتالية
حقق الهلال العديد من الألقاب المحلية والخليجية والعربية والآسيوية , والأخيرة منحته لقب نادي القرن في آسيا من قبل الاتحاد الدولي للتاريخ والإحصاء , ليؤكد زعامته القارية والمحلية . ويبدو أن العام 2009 و2010م يشهد بداية حقبة جديدة لنادي الهلال تحت إشراف مدربه البلجيكي إيريك جيريتس الذي نجح في تحقيق لقب الدوري قبل انتهائه بثلاث مراحل بعدما حط الهلال رحاله في مسيرته مع البطولات المحلية والخارجية في المحطة الـ50 بتحقيقه لقب كأس ولي العهد السعودي وهو اللقب الثاني له هذا الموسم حيث أضاف لخزانته اللقب الـ12 في الدوري السعودي كما ضم لقب الكأس إلي جانب الدوري , وكان تحقيقه لقب الدوري قبل انتهائه بثلاث مراحل في سابقة وتفرد وأولوية في المنافسات السعودية التي عادة ما تحسم في الجولة الأخيرة على الأقل في العقد الأخير , ويحسب للبلجيكي جيريتس أنه أعاد للهلال هيبته الهجومية التي افتقدها مع البرازيلي ماركوس باكيتا والروماني كوزمين اولاريو رغم تحقيقهما الألقاب مع الفريق , إلا أن شكل الفريق تغير من الناحية الفنية والانضباطية مع الداهية البلجيكي , ونجح الأخير في نسيان الجماهير الهلالية التي كانت تتغنى بالروماني كوزمين .
ولم يتلق الهلال في منافسات الدوري في الموسم المنصرم سوى هزيمة واحدة من غريمه النصر 1- 2 , ويعد الهلال الأكثر تسجيلا للأهداف والأقوى دفاعا بين فرق الدوري , والأكثر فوزا والأقل تعادلا , كما فاز نجمه الموهوب محمد الشلهوب بلقب الهداف برصيد (12) هدفا بعد منافسة شرسه مع الثلاثي زميليه البرازيلي نيفيز , و السويدي كريستيان فيلهامسون , وياسر القحطاني .
ويرجع النقاد الرياضيون تميز الهلال هذا الموسم لاختيارات مسئوليه للجهاز الفني واللاعبين الأجانب الذين كانوا في مستوى طموحات الفريق , بل أضافوا له الشيء الكثير , ونتيجة لهذا النجاح فقد جدد الهلال عقدي السويدي كريستيان فيلهامسون , والروماني ميريل رادوي , ولم يعرف حتى الآن مصير البرازيلي ثياجو نيفيز , والكوري الجنوبي لي بيو , ولكن الأقرب هو التجديد لنيفيز ليكون ضمن صفوف الفريق في المرحلة القادمة .
ويمتد عقد المدرب البلجيكي إيريك جيريتس لعامين مع الهلال وهناك أفضلية للهلال في تمديد العقد لموسم ثالث , و أعاد جيرتيس المتعة للفريق مع تحقيق الألقاب والانضباطية التي ينشدها أي فريق , كما أنه جعل جميع اللاعبين مؤثرين داخل الملعب , وهذا ما يفسر تسجيل معظم لاعبي الهلال للأهداف , بدليل أن أربعة لاعبين من الهلال تنافسوا على لقب الهداف . وكان جيرتيس قد كشف عن رفضه لعرض مغر من الاتحاد العاجي لتدريب منتخب بلده في كأس العالم التي ستقام بجنوب افريقيا الصيف المقبل كما رفض عرضا مماثلا لتدريب المنتخب المغربي . وما يتميز به الهلال عن غيره من الأندية عدم تأثره برحيل جيل بأكمله , واللعب بجيل جديد من اللاعبين يتطلب الصبر من أجل العودة للمنصات , أي أن الهلال لا يمر بمرحلة بناء جديدة تستدعي توقفه المؤقت عن حصد الألقاب , فمنذ رحيل جيل العمالقة يوسف الثنيان وسامي الجابر ومن قبلهما خالد التيماوي وفهد الغشيان وعبد الله الشريدة وأخيرا نواف التمياط , لم يتوقف زعيم الأندية السعودية عن حصد الألقاب , وتميز هذا الموسم بتفريخ نجوم جدد في طليعتهم نجم منتخب الشباب السعودي نواف العابد , ويعد هذا اللاعب من فئة السوبر ستار لإمكاناته المذهلة التي أعجب بها البلجيكي إيريك جيريتس , واصفا قدراته ومهاراته بالفذة والنادرة , وكان هناك بعض اللاعبين برزوا في الموسمين السابقين وفي مقدمتهم عبد الله الزوري الذي حجز له مقعدا في المنتخب السعودي الأول ومعه ماجد المرشدي أفضل لاعب في خليجي (19) بمسقط إضافة إلى اللاعبين المنتقلين من الوحدة للهلال المدافع الدولي أسامة هوساوي الذي يعد صمام الأمان في الخط الخلفي الهلالي , والمهاجم عيسى المحياني الذي برز في الآونة الأخيرة رغم بدايته المتواضعة مع فريقه الجديد .
ويعد محمد الدعيع الحارس العملاق هو أكثر لاعبي الهلال حاليا تحقيقا للألقاب حيث وصل مع لقب الكأس هذا الموسم للقب الـ (98) مع الهلال , رغم أن بدايته كانت عن طريق نادي الطائي , ومع ذلك وصل لهذا الرقم الكبير مع الهلال , وكان غريتس قد استعان بالحارس حسن العتيبي بدلا من الدعيع في منافسات مسابقة كأس ولي العهد , وهي الطريقة الأوربية المعروفة , بالزج بالحارس الاحتياطي في منافسات الكؤوس , ونجح غيريتس في هذا الاختيار ونجح العتيبي في تحقيق اللقب مع فريقه الهلال .
وينفرد الدعيع بلقب عمادة لاعبي العالم حتى الآن لمشاركته مع المنتخب السعودي في أكثر من 165 مباراة دولية .في حين يعتبر العتيبي أكثر الحراس في السعودية جلس على مقاعد الاحتياط .
ويعد الهلال الذي يتمتع بشعبية جماهيرية جارفة ليس فقط في العاصمة الرياض , بل في كل المدن السعودية , وفي دول الخليج , ويعد واحدا من الأندية التي لا تزال تعيش تحت ظل مؤسس النادي عبد الرحمن بن سعيد , وهذه الشخصية الرياضية ساهمت في تأسيس ناديين عملاقين في السعودية , عندما أسس الشباب أولا , ثم نادي الهلال ثانيا , وكلا الناديين حاليا يغذي المنتخبات السعودية بأبرز اللاعبين الموهوبين .
ويقول ابن سعيد «الهلال متميز ليس ببطولاته وألقابه فقط , بل في فكر مسئوليه , وتتابع نجومه من جيل لآخر, وكثافة جماهيره».
ورغم الإنجاز الكبير للهلال هذا الموسم في حصد لقب الدوري قبل انتهائه بثلاث جولات وأيضا تحقيق الكأس , إلا أن جماهيره لا ترى أن الهدف في العام 2010 هو لقب محلي , فهي متشوقة للألقاب الآسيوية التي ابتعد عنها الفريق مع المسمى الجديد للبطولة القارية «دوري أبطال آسيا» وسبق للهلال في العقد الماضي أن حقق كل ألقاب الاتحاد الآسيوي , لقب أبطال الدوري , ولقب أبطال الكؤوس , وكأس السوبر , ووصلت عدد بطولاته الآسيوية إلى (6) بطولات , لكنه مازال محروما من اللعب في مونديال الأندية , منذ توقف البطولة الثانية التي تأهل لها وألغيت العام 2001 م , وهدف الهلاليين الأول والأخير والأهم في العام الجديد مع مدربهم الداهية جيريتس سيكون اللقب الآسيوي , وأي لقب آخر سواء محليا أو خارجيا غير دوري أبطال آسيا لن يضيف للهلاليين أي جديد
وكان الهلال قد ضرب أكثر من عصفور بحجر هذا الموسم فبالإضافة للفوز بمسابقة كأس ولي العهد والدوري , عودة ياسر القحطاني لمستواه وحاسته التهديفية .
ومن مكاسب الهلال هذا الموسم أيضا بروز مدافع الفريق أسامة هوساوي بشكل لافت هذا الموسم حتى إنه فاز بجائزة أفضل لاعب سعودي والتي دائما ما تشهد صراعا بين المهاجمين إلا أن الجائزة قد كانت من نصيبه هذا العام تتويجا للجهد الذي قدمه مع فريقه في حالة نادرة الحدوث في الملاعب السعودية .
ويصنف النقاد و المحللون هوساوي على أنه امبراطور الكرة السعودية الجديد ويشبهونه بالمدافع صالح النعيمة .
المفضلات