من أكبر مصائب الآونة والتي تهدد الحراك الفكري المنتشر عبر أكثر من وسيلة اعلامية والذي نأمل من خلاله أن يحدث التطور والارتقاء فهو بالنسبة لنا بارقة أمل يلوح في الظلام أن يتم اقصاء هذا الحراك ونعيه وموارته التراب ..
فهناك الكثير من بعض العقول التي لا يناسبها الارتقاء بالحركة الفكرية لغايات في نفوسهم تعمل ليل نهار في سبيل اقصاء المفكرين والكتاب وتنحيتهم عن الساحة الفكرية وبالتالي الاختلاء بالساحة لبث افكار هادمة وأخرى تنم عن رواسب النفوس التي تعرضت للأمراض فاتضح مرضها لمن يواكب الحراك الثقافي الفكري في الساحة العربية وبما أن مرضى النفوس على عددهم أقل من أن يرى بالعين المجردة تم اهمالهم ولم يتم مكافحتهم حفاظاً على المضي في الارتقاء والاعتلاء الفكري .

إن من أهم احتياجات أمتنا العربية في هذه الآونة الخطيرة جداً والتي تدق فيها طبول المخططات الصهيونية ومخططات هدم الاقصى واستكمال تهويد القدس أن يتلقى الجانب الثقافي والفكري لدى افراد شعوب هذه المنطقة المزيد من الدعم والعناية ولو اضطررنا لتكثيف الجهود وسهر الليالي و الابحار في تلك الاحتياجات ومحاولة رأبها كخطوة في درب مرحلة تتطلب ذلك الجهد ولا يخفى على القاصي والداني الجهود التي توليها بعض الهيئات والمنظمات الثقافية للنهوص بالحركة الفكرية ومن ضمنها اختيار عواصم للثقافة فكانت دمشق والقدس والشارقة .

ان هذا الانطلاق لم يأتي من جهد قليل ولا من عطاء مقتصد بل من جهد متواصل للربط بين الثقافات والحضارات وتهيئة العالم العربي لصد أي هجوم فكري قادم لغزو معتقده وثقافته وتراثه وحضاراته وتاريخه المجيد..
لكن البعض من المرضى ممن سقطوا سهواً من قوائم الناشطين لايزالون يبثون أمراضهم النفسية لدى بعض أفراد هذه الأمة للتقليل من الجهود وبأنها لا تواكب المرحلة مع أنهم يعلمون أن الشمس لا تغطى بالغربال لكنها محاولات يائسة وبائسة يحاولون خلقها من خلال عملية الخداع البصري للبعض من ابناء عالمنا العربي ..

فالخداع البصري هو ذلك الفعل الذي يجعل الأشياء أو الأشكال أو الألوان ترى أو تدرك بطريقة كاذبة و مغايرة لماهيتها الأصلية و بخلاف حالتها الطبيعية. و بصيغة أخرى فإن الخداع البصري هو أنّه يخيّل لك أنك تظن نفسك ترى أشياءا على حالة معيّنة بينما الحقيقية مخالفة تماما لما رأيت. و هذا يعود إلى "الخطئ التحليلي" لماهية و حقيقة الصور و المشاهد التي نراها ، أي أنّه لا يوجد توافق بين ما تمّ تحليله في الإدراك و حقيقة الشيئ.
أي أن الخدعة البصرية يطلق على كل فعل يخدع النطام البصري للإنسان بدئا من العين حتى الدماغ و يجعل الاشياء المرئية مخالفة لحقيقتها.

هذه العملية تتم من خلال مرضى ليتمكنوا من القضاء على أي نشاط وحراك ناهض بالأمة وللأسف كثير من ابناء الأمة يقع ضحية امام تلك الخدع البصرية والتي تهدف في محتواها الى تفشيل واقصاء اي نهضة في سبيل اكتساب المكانة لتحقيق أهداف ذاتية وشخصية بعيدة كلياً عن المصلحة العامة للأمة ..

من العلماء من قال أن الخداع البصري أو الوهم البصري نوع من أنواع السحر الذي اشتهر به العرب قال الأزهري: "أصل السحر صرف الشيء عن حقيقته إلى غيره، فكأن الساحر لمّا رأى الباطل في صورة الحق وخيل الشيء على غير حقيقته قد سحر الشيء عن وجهه أي صرفه أما "سحر التخييل" خاصة هو ذلك العمل الذي يطلق عليه في عصرنا هذا بإسم "الخداع البصري" والوهم البصري وفي هذا لله تعالى آية لو تأملناها لرأينا فيها حقيقة من يستخدم سحر التخييل يقول تعالى
( قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى ) - طه - (الآية:66)،
فلنتأمل اعجاز ذلك في آية ولنراقب من يكرس للخداع البصري بالضرب من تحت الحزام لاقصاء حركة التطوير الفكرية القائمة حالياً لعلهم يتقون...!!