أنثى عاشت حياتها من شقين
الفرح في سطرين والباقي كله عذاب
لعقدين من عمري عشت حياة الترف والتنقـّل من قارة لقارة ثم لقارة
ولعقد ونصف حزن ضياع ثم إنابة والدلوف بناعورة الحياة من جديد
كانت دعوة كريمة من بنت كرام لم استطع تجاهلها
كان كتمي لاحزاني ربّما سبب عللي فكانت الفضفضة
في نقطة تحوّل ليتيمة
فعزمت على سردها بقلبي قبل قلمي
بدايةً
سأحكي مرحلة ما بعد وفاة والدي الله يسكنه الجنة ....
ثم سأعرّج على حياة طفلة نشأت بغفلة من غدر الزمان
فترة قصيرة درستها بالرياض واما باقي عمري فهو خارج المملكة لضروف الحياة
من الميلاد حتى هذه الساعة
كان عمري في بحر العشرين وفيني من الاستقلاليّة ومقومات الشخصية الكثير
في السنة الثانية بجامعة في شمال أمريكا
ورد اتصال من احد اقاربي يفيد ان والدي وقع عليه حادث وهو الآن بالعناية وحالته تسوء
وقع الخبر علي كالصاعقة فالجميع يعلم تعلّقي بوالدي
وعلى اول رحلة كنت على متنها
من استقبلني اخبرني ان والدي توفى بسكتة قلبيّة ولتخفيف الصدمة قيل حادث
وصلت البيت وبدت الدنيا تظلم في عيوني ولم استيقظ الا بالمشفى
اضربت وفي جوفي كرهي للعالم اضرمت
ماحسبت حساب ذى الصبح الكئيب ,,,,,, ولاحسبت لليتم مرّه حساب
لو مرّه علي بالحلم اتمنى يجيب ,,,,,, واحتريه سنين احتري جــــواب
ليت روحي محل روح الحبيب ,,,,,, روح بنت راحت عقبك سراب
عن كل شئ وانقطعت عن العالم الخارجي حتى دراستي خسرت جزء منها
لكن كل شئ يهون بالنسبة لخسارة نهر الحنان يا ملا الجنان
رفضت السفر لاكمال دراستي وانطوائية ونفسيتي يُرثى لها
ومرت علي فترة صعبة للغاية لا اتمناها تمر على صديقة
صار لدي فراغ إنساني بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى
بعد فترة وتحت الحاح القريبين للخروج من عزلتي
صرت ارتاد مقاهي الرياض
للخروج من حزني الذي كاد ان يقضي علي
فتعرفت علي مجموعة من الفتيات
من الطبقة الارجوازية كما يحلو لهن التسمّي بها
في شارع الانحلال شارع التحلية بالرياض وكانت كل
واحدة منهن تحرص على المسكينة للوجاهة ولاكثر من سبب مستغلات نفسيتي المُضطربة ..
بعدها احسست انني اخرج عن المألوف وصرت افكر للقيام بأمور فادحة بالنسبة
لفتاة بعمر 22 سنة فهاهي العروض بالمجان ولا ينقصني سوى الشيطان !!
والذي كان حاضر وقتها وبقوة ..
بعدها
لم يعجبني الحال بعد رؤيتهن امامي يدخن ما هو افضع من التدخين
حاولن استدراجي وما الحاحهن الا خلق جدار الصد والفراق
والحمد لله قبل الإنخراط وانفراط العقد وقفت وقفة فتاة مسلمة
كيف بكِ وابوك يشوفك الحين .. هذا بدل الدرجة العلمية التي حرصت على نيلها !!
فكانت الخطوة والتي اعتز بها حتى الآن
وأنا اعتز بتلكم الخطوة ففي لحظة خفت على نفسي من الضياع فعزمت على
أمر غريب فريد من نوعه لكي أضع حد صارم لوضعي
وحتى الآن وأنا أعيش حسناته وممتنّه لذلك وحتى اطوّع نفسي وإغوائها الذي
لفترة سيطر علي قررت انظم لجمعية خيرية تعُني بتغسيل الأموات
حتى اطوّع قلبي الذي بالفعل هو بريف هارت جدا وهو سبب ضياعي وقتها
فكنت اذكر حديث الرسول صلى الله عليه وسلم
((أكثروا من هاذم اللذات))
كن الأخوات بالجمعية يتعجبن من تلكم المفارقة لفتاة ثرية جميلة تحرص على التطوّع هنا
لعدة أشهر ولين حسّيت أني كسرت وسواس وهوى نفس وحتى أخي لم يعرف بذلك ثم الحمد لله
أفادتني كثيرا ثم استقامت الحال نسبيّاً ,,,,,, وزهدت بالدنيا بكبرها
ولو لم اقطع وعد لأبي الله يغفر له كما سيأتي بنقطة تحولي على إكمال دراستي لزهدت بكل شئ ....
بعدها سافرت مرة أخرى واستأنفت دراستي
ولا انسى عندما قمت بزيارة منزلنا في تلكم المدينة الباردة
ومن فرط تعلّقي بتلك المنزل والتي ذكرياته لا تبرح تلاحقني حتى في احلامي
ولسنوات ماضية كانت صورته في توقيعي هنا
حيث كانت حياتي مع اهلي ودراستي فيه الذ مراحل عمري وعشت فيه احلا سنين
وبعد الشتات ورجوعي في سن 23 سنة لاكمال دراستي الجامعية في نفس المدينة
حرصت على مراسلة العائلة التي كانت تقطن منزلنا لرؤيته من جديد ..
لم انسى ذلك اليوم ابدا .....
في حوالي الساعة الرابعة عصرا في يوم الاحد من نهاية الاسبوع
كان موعدي مع الاسرة
عند الشخوص على المكان واذا بشريط ذكرياتي يمر امامي !!
وما اصعبه من شريط .. تعزّمت رغم العذاب
رحبت بي الاسرة واستأذنتهم بالتجوال في ارجاء المنزل
ياااا الله
كما عهدته قبل اربع سنوات
وصارت الذكريات تتوارد بسرعة وبغاية الوضوح ..
هذا هو مطبخنا وكأنـّي بوالدتي تحضّر العشاء للعائلة
ياااااااه هذه غرفة المعيشة وكأني بطاولة السفرة ذات المقاعد الاربعة
وهذه غرفة الجلوس وهذه الصوفا وهذا الارمتشير الذي تعوّد والدي .......
ها هو يتصفـّح الجريدة بهدوء المثقفين ......
حبيبي لم يكن يعلم في ذلك الوقت ان
ابنته ستمر بعد حين على بيت لتتذكّر لحظات ليست كاللحظات ...
ها هو والدي يتصفّح الجريدة بنظارته الطبية ... الله يرحمك ويتغمد روحك الجنـّة
لحظتها اخذت اجهش بالبكاء ودموعي تترا ...
وكثيرا ما ابكي بحرقة ودموعي عبارة عن سيل متصل
وجلست قبالة تلكم الزاوية ووجهي يتوارى بالحجاب عن ربة منزل
والتي اخذت تتفهّم الامر وتعلم انه منزلنا قبل سنوات قليلة
لكنها لا تعلم حقيقة ما يبكي يتيمة بتلك الحرارة ......
صبورة ولا اذكر اني فضفضت لاحد عن ما يختلج بصدري
او ما يفطر قلب انهكه الاعياء والحزن
وكم تؤنسني الكلمة الطيبة والإبتسامة الصادقة
وعادةً لا انسى ما يجبر قلبي بعزاء وافرح كثيرا بذلك لفقدي اياهـ
وبعد ورود رسالة منذ اكثر من ثلاث سنوات ولم أنسها
فهي عبارة عن لفتة كريمة أسعدتني وآنستني والتي كانت من أحد نبلاء المضائف
فكم حسستني ان هناك من شاركني همي بنصح
وكم كانت عزيزة على قلبي لانها حسستني فيه منهو فاهم كيف انا عايشة
....
إعداد هذا الموضوع استغرق قرابة الشهر
لعدم تمكني من الاستمرار فكم كانت الذكرى مؤرِّقة
وكان لدي الكثير من الترجمان لحياة لكن لم تسعفني ذكرى احزاني
فالعذر والسموحة من كل عزيز وعزيزة يعتبرون سارا
اخت لهم ولا يجدون بقلوبهم عليها من شئ غير المودّة بالحُسنى
http://www.shmmr.net/vb/threads/7254...366#post954366
المفضلات