حينما نكون اغرابا ندرك معنى الوطن.و حينما نكون ايتاما ندرك معنى الام.
حينما نقرر الرحيل عن الوطن نرحل ..... لكننا بعد فترة نشتاق ونتمنى ان نعود .... ان نقبل التراب و الحجارة ...
نصرخ باعلى اصواتنا ....نتحسس كل شبر كل صرح كل رمز فيه
و لو اتيحت لنا الفرصة لفعلنا ذلك دون تردد و دون خجل.
لكن حينما لا نقرر
الرحيل.
................. و ليس القرار بايدينا............
بل ترحل من حبها و طاعتها عبادة و رضاها مفتاح كل باب موصدة.
ترحل من حنانها يذيب كل قسوة
ترحل من حجرها امن كل خوف او حيرة
ترحل من قبلتها تجبر كل كسر في النفس و تلملم كل جرح.
و نفقد بفقدها كل شعور بالسكينة و الطمانينة
كل شعور بالامان
نفقد العنوان.....
...عنوان اطهر المشاعر و انقاها
.
.
.
.
.....و صرت فاقدا لعنواني و انا في العنوان
ارقب و اترقب من حولي
....غريب بين اهلي...
الكل ها هنا له عوان
الكل ها هنا دافئ العنوان
الكل قد اوصد الباب في وجهي و احتضن فلذات الاكباد
احاول طرق الباب .... بل الابواب
فيلفح وجهي بل يصفعني دفئ البيوت
دفئ البيوت الذي تصقع ما ان فتح الباب
و كان عالمي من جليد و عالمهم من نار
و كان دماءهم التي تجري في دمي ليست دماء
و كان و كان قلوبهم لم تعد تقوى على العطاء
على لفح وجهي بدفئ مشاعر صادقة لطالما كانت موجودة حين كان لي عنوان.
.
.
.
. و عندما توصد الابواب و المشاعر في وجهي
اتيه .... و اتيه
بين دفئ بارد متجمد
و بين دمعة تغلي لكنها تتجمد في بؤبؤ العين
لا هي تقوى على النزول امامهم
و لا هي تقوى على البقاء طويلا بين جفني
و اغمض عيني ......اغمضها
حتى اتمكن من واد هذه الدمعة قبل صراخها
و استجمع شجاعتي.... و اعود متجمدة الى غرفتي ضمن ذاك العنوان
الذي لم يعد عنواني.
غرفتي التي كانت تسكنها الحبيبة
صورة و بعض اشيائك
... كنزي الغالي...
ها هنا لن ابرد
سافرغ كل دمعي
و يكتوي خدي من حرارة دمع عين مغمضة لم تقوى على فراقك.
ها هنا عنواني ...مجرد حروف و ارقام ... ربما تعني لغيري معاني.
المفضلات