في لحظات سفر الشمس ناحية الغروب
و سماء ازدحمت على متنها الغيوم
منذرة بشتاء يجتث الدفء من بين الضلوع
تتكئ روح متعبه تسكن جسد لايكاد يحمل صاحبه
يتابع بنظرة منهكه مراسيم رحيل سرب طيور مهاجره
يبعث هذا المشهد في قلبه اشواق تستهلك جل طاقته
وتعيد ذكرى وجع صنعته الايام ...
تحدثه تلك الصوره بما لاتحدث به سواه
ليست مجرد شمس غاربه وغيوم ماطره
وطيور على وشك الرحيل
هي صورة تخفي خلفها الف صوره
قفزت اليه من بين طيات الذاكره
ارهقت منه الفؤاد وآلمت الاحساس
وجعلته يمعن بالاتكاء على الجدار اكثر واكثر
لعله يحمل عن كاهله بعض حمل ينوء به
ومااشد ثورة الاشواق حينما تداهم القلوب
ومااثقلها حينما تزور ممتطية وحشة الغياب
حاملة رسائل فارغه
صامته
تصل بلا سطور
بلا حبر وبلا توقيع
وليس هناك افضل منه في فهم لغة صمتها
وتفسير سطورها الغائبه
قالت له ذات غروب :
- حينما شكى اليها وطأة الشوق -
" تلك المشاعر ياعزيزي لاتزور الا ذوي القلوب الانيقه
وقلبك ملك الاناقه "
تلك التي كان عشقها فرض التزم به منذ عرفها
والشوق اليها نافلة يداوم عليها
لم يفوت يوماً واحدا من طقوس هذا العشق
كانت تحسن قراءة صمته
وكان يتقن تفسير احاديث عينيها
يعلم ان قلبه لايرسو الا على شاطئ قلبها
يعلم انها تملك مفاتيح سعادته
يعلم ان لا احد في الكون يستحق
ان يحمل على متن الاشواق الى حيث زهور الربيع
حيث قلبه ...الا هي !!
.
.
حينما عاد من سفر الذكريات
اعطى ظهره لتلك الشمس الغاربه
وسار على مهل وامل يشرق في روحه
همس لنفسه :
رغم كل شئ ....
فلاتبرز روعة الضوء الا بعد كآبة العتمه !!
.
.
.
مال مزاجي للخواطر لكن الحروف ابت الا ان تهرب مني
فاحضرت القديم لعله يستفزها فتعود
الى ذلك الحين تقبلوها مشكورين
المفضلات