نقلا عن الأخ الفاضل : ابن الفاروق .. من منتدى الفوائد :
يقول :
هذه القصة المرّة .. لا كالقصص .. والله إنّها أثّرت في نفسي أيّما تأثير .. واعلموا أنّها ليست من نسج الخيال بل والله هي حقيقةٌ .. وحقيقةٌ مرّة أشدّ من العلقم .. نعم والله ..
ليست قصّة فتاةٍ .. طالما كانت تسمع لبريد الزنا ( الغناء ) .. لا والله .
وليست ممن تشاهد التلفاز ، وليست ممن تعاشر النمّامات والمتابات صويحبات يوسف .. كلا
وليست ممن تحبّ البذيء من القول ، وليست من النساء العاديّات اللائي همّهنّ أنفسهنّ فقط وصلاحهنّ على أنفسهنّ ،
بل .. هي إمرأة صالحة ..
وليست فقط صالحة في نفسها .. بل .. والله مصلحةٌ لغيرها ، لا تقولوا : مبالِغ . بل .. والله إن خوفي من أن لا يصدقوني أحد .. جعلني أختصر كثيراً من سيرةِ هذه المرأة ..
المهم أحبابي .. سأورد هذه القصّة وأنا بين أمرين كما يقال ( أحلاهم هو الأمرّ ) نعم
فأنا بين .. أن أسكتَ _ أو _ أن أخبركم بها للعبرة ...
لستُ نقلاً لهذه القصّة من أحد ليس بثقةٍ بل .. والله أوثق من الثقة . .
والله .. ثم والله ..ثم والله ما جعلني أكتبها إلا أنّي أريد من أخواتي في الله .. أن ينتبهن من ( مزالق الشيطان الرجيم ).
قال تعالى :
( ولا تتّبعوا خطوات الشيطان )
( وزيّن لهم الشيطان أعمالهم ) . .
لقد أيقنت من خلال هذه القصة .. بأنّ الشيطان الرجيم له مداخل ليست فقط على أهل المعاصي والفسوق فقط .. بل والله على الأخيار . . فأسأل الله أن يحميني وإياكم من خطوات الشيطان وطرقه اللهم آمين . .
بداية القصة
كما هي عادت رجال الحسبة وفّقهم الله .. في حماية أعراض المسلمين .. خرجت دوريّة الهيئة الى أحد أماكن تجمّع الناس وبالذات العوائل ...
وبينما هي تسير .. إذ شدّنا رؤية أحد السيارات وهي تقف بشكل يلفت الإنتباه في مكان منزوي .. فوقعت في قلوبنا الريبة .. وكان الوقت مبكّراً تقريباً أي قبيل غروب الشمس .. المهم تقدّمنا الى تلك السيارة ووقفنا بجانبها ولم يتحرك أحد .. علماً بأنّنا لم نشاهد سوى رأس الرجل صاحب السيارة .. مما زادنا بأنّ في الأمر ريبة ..
قمنا بمناداة صاحب السيارة ، وأتى .. وقد دا عليه الإرتباك فسلّمنا عليه وسألناه عن اسمه فقال وهو خائف : لماذا ؟ أنا لم أفعل شيئاً .. أنا بصحبة عائلتي ماذا تريدون ؟ !!!
قلنا له : لا بأس عليك .. نحن والله نفرح بأن يكون من معك هم أهلك ولكن ما هذه الوقفة المريبة ؟ ولم أنت مرتبك ؟!
فقال أنتم ماذا تريدون الآن ؟ !
فقلنا له كلّ خير .. نريد إثباتك حتى نتبيّن صحّة المعلومات التي أدليت بها لنا .. فقام بإعطائنا إثباته وتحققنا من صحّة المعلومات .. فقلنا له : قم بنا الآن .. نريد أن نطمئنّ أكثر من تلك المعلومات من زوجتك ..
قال : ا .. ليس لكم حقٌّ بذلك ..
وبعد أن هدأ .. قمنا بسؤال المرأة من هذا الرجل الذي معك .. فلم تجب .. وأعدنا السؤال ثلاث مرّات وهي لازمتٌ الصمت ..
ولمّا نهرناها بالصوت أجابت بقولها هو زوجي ! !
قلنا لها : لماذا إذاً لزمتِ الصمت ولم تجيبي بسرعة ... فلم تجب !!!
قلنا لها : ما أسم زوجكِ هذا ؟
فتلعثمت بالكلام .. وبدأت بالبكاء وبصوتٍ عالٍ .. وتقول : أرجوكم .. أرجوكم .. أرجوكم أستروا عليّ
وقامت من مكانها وقد رأينا عليها اللباس المزري اللباس الغير لائق بمسلمة ..
فأركبناها واتجهنا بهما الى المركز .. ووالله إنّي عجبت لحالها .. لقد أغرقت غطاء وجهها بالدموع .. واعجباً لحالها .. أوّل فتاةٍ أرى مثلها حيث البكاء الشديد حيث الدعاء على نفسها بأنّ الله يميتها ولا يفضحها !!!
توقفت سيارتنا عند المركز ودخلنا فيه وكانت المرأة تكاد تسقط على الأرض في مشيتها من هول المصاب ...
جلست هذه المرأة في المكتب ..
وقبل أن نسألها .. قالت وهي تبكي : أسألك بالله ياشيخ أن تقتلني الآن أسألك بالله ذلك !!! أرحم عليّ .. أن يقولوا .. ماتت فلانة مقتوله .. ولا يقولوا مسكت فلان ..
بدأنا بتهدئتها قليلاً .. ولكن المرأة تكاد تقتل نفسها من البكاء ..
وبعد فترةٍ قليلة قلنا لها بإذن الله أنّه سوف يتمّ الستر عليكِ . ولكن .. أخبرينا ما هي قصّتك .
قالت يا شيخ : أرجوك الوقتُ يمضي عليّ كأشدّ ما يكون .. أنا متزوّجة ولي أطفال وهم الآن بانتظاري ..
قلنا بإذن الله سوف تذهبين اليهم ولكن .. أخبرينا ما قصّتك .
قالت وهي تجرُّ ذيل الحسرة بل الحسرةُ بأجمعها : ( أنا فلانة بنت فلان ..)
والله ما أن قالت لنا اسمها .. حتى أنّي أحسّ بأنّ الدني لا تكاد تسعني واعجباه ! ! كيف وصل بكِ الحال الى هذه الدرجة يا مؤمنة ؟ ! ! أين خوفكِ من الله ! ! أين خوفك من الفضيحة في الدنيا والآخرة ..! !
قالت وكلّها أسى وحزن يا شيخ إسمع لقصّتي واحكم عليّ بما تراه ..
بداية الماساة : :
في يوم من الأيام وفي الصباح الباكر اتّصل بمنزلي رجل وقال :
هل هذا منزل فلان ؟
قلت له الرقم خاطئ ..
فأغلقتُ السمّاعة وبعد فترةٍ .. عاود الإتصال وبنفس الطريقة .. وأغلقتُ السمّاعة بوجهه مرّة أخرى ..
ولم يعاود الإتصال بعدها .
nوفي الغد اتّصل بنفس الوقت .. وطلب نفس الإسم السابق وقال لي :
والله يا أختي أنّي مضطرٌّ لصاحب هذا الإسم ؟
فقلتُ له : يا مسلم والله أنّ هذا الرقم لا يوجد عليه هذا الشخص الذي تريد ..
فقال لي : طيّب ممكن الرقم هذا قريب من رقمكم .. فأجبته وبكلّ صراحة .. وصدقت مقولته بأنّه مخطئ .. وأخذت بالحديث معه أنّ هذا الرقم لنا منذُ زمن وياليتني لم أطل الحديث معه فهو وبكلّ خبث كان .. يسجّل كلامي !!!
المهم يا شيخ أغلقتُ السمّاعه بوجهه .. ومرّ عليّ أسبوع وهو لم يتّصل الى أن جاء ذلك اليوم الذيالآن تمنّيت أنّي لم أكن قد خلقتُ ...
لقد اتّصل وقال لي : أختي أنا آسف على إزعاجكم في تلك الأيّام التي كنتُ مخطئاً فيها بالرقم وأخذ يثني عليّ بطريقة أدبي معه فقلتُ له أياهذا أتّق الله أليس لديك نساء أليس لديك زوجة أليس لديك بنات أليس لديك أليس .. أليس ..
فوجئتُ .. ببكاء هذا الشخص وعويله .. فقد أجهش بالبكاء فخشيتُ عليه.. ( الكلام الان لي أنا ابن الفاروق والله هذا من جهلها ومن مداخل الشيطان عليها فأصلاً كان المفروض عليها من حين سماع صوته أن تغلق السمّاعه بوجهه ولكن الله يحكم ما يشاء ) \n
فقلتُ له: ما بك يارجل .. فقال لي : والله يا أختي أوّلُ مرّةٍ في حياتي أسمع توجيهات دينيّة وتدخل قلبي ..
فقلتُ في نفسي .. لماذا لا أوجّه نصيحة إليه علّ الله أن يفتح على قلبه ..( الكلام لي أنا أخوكم ابن الفاروق أنظروا الى مداخل الشيطان عليه لعنة الله على أهل الخير واعجباً لمن أطاعه ).
فبدأتُ بقولي له : أخي تب الى الله فإنّ الله يقبل توبة التائبين ويغفر ذنوب المذنبين أفلا تتوب الى الله ..
فأجابني : أريد التوبة ولعلّي أتوب على يديك أختي في الله ..( الكلام لي يا أحبابي في اله أنظروا الى ألفاظ هذا المجرم المخادع كيف ينسّقها حتى يستولي على أكبر حجم ممكن من الكلام واعلموا أنّه كان يسجّل المكالمة حتّى يجد شيئاً يهددها به )
ووالله إني سوف أغيّر من حالي هذه بحالٍ ترضي الله عنّي ..
وقال لها : أنت تعلمين أنّ الإنسان يضعف ويأتيه الشيطان فهل بإمكاني أنّي أقوّي إيماني بكِ إذا ضعفتُ ؟؟
فما كان مني إلا أن قلتُ : لا حرج عليك ( واعجباً لهذه المرأة وتجرّؤها ولكن عدم إحساسها بأنّها تتحدّث مع رجلٍ ليس بمحرمٍ لها أوصلها الى هذا الحال )
وافقتُ على أن يتّصل بي بع مرور شهر ..
وبعد مرور شهرٍ .. اتّصل بها وقال : بفرحٍ غريب والله يا أختي في الله أنّي في كلّ تلك الأيام أرفل في طاعةٍ تلو طاعة .. والحمد لله أنّي أتّصلتُ بك وكانت هدايتي على يديك .. ووالله صوتك لم يفارق مسمعي .. وبدأ يبحثُ في أفضل الكلمات حتى يذيب مشاعري وقد ذابت مع تلك الكلمات ..
رحلة العذاب :
وبدأت رحلة العذاب .. لقد بدأ يتّصل بي كلّ يوم أو يومين .. الى أن طلب مني مقابلته .. وحينها والله كأنّي صحوتُ من رقدةٍ كنتُ رقدتها .. !
نعم والله ياشيخ .. طلب مني وبكلّ جرأة .. فحنها عاد اليّ شعوري الذي غاب عني لفترةٍ طويلة وأحسست بأنّي أخطأتُ ..
فأجبته بقولي : لا .. لا .. لا لن أخرج معك .. وليس هذا كلام عاقل ..
فقال : بملئ فيه : العقل لكِ أنتِ فقط . . ودعي عقلك يفكّر . . لأنّك إن لم تستجيبي لي .. سوف أخبر زوجكِ بكلّ شيء ..
قلتُ له : لن يصدّقك .. قال : نعم لن يصدّقني ولكن إسمعي هذا الشريط ..
لقد أسمعني ياشيخ صوتي وأنا .... وأنا .... وأنا اتحدّثُ إليه بستطرادٍ لا مثيل له .. حينها وقفت نبضات قلبي .. وبدأ الشيطان يذكّرني الفضيحة .. وكيف سأصنع وضاقت بي لدنيا .. وقلتُ له : بالله عليك لا تفضحني .
فقال لي : إن إستجبتي لي فلن أفضحك .. قابليني وسوف أعطيك الشريط .
فلم يكن لي بدٌّ من أن أقابله .. ( إخواني الحديث لي الان أخوكم ابن الفاروق : والله حصل مثل هذه القصّة كثير ولو أنّ هذه المرأة ومثيلاتها فقط أتّصلن برجال الهيئة وأخبروهم بأنّ هناك شاب يهددهنّ .. لوجدوا رجال الهيئة من أكثر الناس ستراً لتلك الفتاه ولقضوا على تلك الفضيحة من دون علم أحد )
فاتّفقتُ معه في عصر هذا اليوم .. ووالله لقد ذهبتُ لأشتري عبائتي هذه التي والله .. لم ألبسها فيحياتي سوى هذه المرّة .. حتى لا يشاهدني أحد ويعرف أنّي فلانة ..
المهم خرجت .. واتجهتُ الى أحد الاسواق .. ومن هناك قمتُ بإبدال ملابسي وركبتُ معه الى ذلك المكان الذي قبضتم به علينا .. والحمد لله أنّكم أتيتم لأنّ المجرم كاد أن ( *******) .
أنتهت القصّة .. ووالله إني قد أختصرتُ فيها كثيراً لأجل .. مصالحٍ كبيرة ... ولولا حرصي على أن أنبّه أخواتي الكريمات في هذا المنتدى من مغبّة التمادي في الحديث على الهاتف أو حتى في الأسواق مع الباعة لما وضعتُ هذه القصّة ..
__________________________
( فاعتبروا ياأولي لأبصار ) .. والسعيد من وعظ بغيره .
قال تعالى ( ياأيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان , ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر ) الآية . سورة النور .
--------------------------------------------------------------------------------
المفضلات