لا نستطيع أن ننكر حقيقة أنّ مسألة تجاوز أيّة علاقة عاطفية فاشلة يمكن أن تعدّ من بين أكثر الأمور التي تلوي القلب وتؤلمه، إلا أنّه يتوجب علينا مواجهتها.
وعلى الرغم من أننا نكون قد اخترنا الحب في الأساس، من دون أن نفكر أبداً في الفراق، إلا أنّه في بعض العلاقات العاطفية قد نختار الفراق إلى جانب اختيارنا الحب، ومن دون أن نعلم.
وسواء اعتقدنا أنّ الظروف هي الني فرضت علينا أن نتذوق طعم الفراق، وأن يتخلّى عنا الشخص الذي رسمنا مستقبلنا معه؛ أم كنّا نعتقد أنّ مشاعر الطرف الآخر هي التي قد تبدّلت لسبب ما، فإنّ النتيجة تبقى نفسها، فنحن الآن وحدنا عالقون في أشواك العلاقة العاطفية التي باتت من الماضي.
وبما أنه لن يبقى لنا سوى أن نحاول مواجهة هذه الحالة، كيف يمكننا مواجهتها بشجاعة، ولا سيّما أنّ الحياة من حولنا ما زالت جميلة، ونحن نستحقّ فعلاً أن نعيشها بسعادة؟.يمكن أن يجد الكثير منّا صعوبة في أن ننسى العلاقة العاطفية التي فشلنا في المحافظة عليها، ولم نستطع أن نكلّلها بالزواج.
كما أننا قد نجد صعوبة أيضاً في أن نتابع حياتنا، محاولين أن ننسى الألم الذي سبّبته لنا هذه العلاقة العاطفية الفاشلة.
إلا أنّ الحياة تستمرّ من دون أن تهتمّ لنا؛ إن كنا فعلاً قادرين على الاستمرار أم لا.
وفي كثير من الأحيان يبقى الشخص عالقاً ضمن أشواك الماضي، ويحلم بأن يعود إليه حبيبه، إلا أنّ ما يزيد الأمر سوءاً هو أنّ الأمل يمكن أن يحطم قلبه بعد أن يدرك أن الحبيب لن يعود أبداً.
وعلى الرغم من صعوبة الموقف إلا أنّ هذا الألم يمكن أن تتجاوزه بنجاح في حال أردت فعلاً تجاوز الماضي، واقتنعت برحيل الشخص الذي أحببت، وابتعدت عن تعذيب روحك.ولذلك انهض بروحك من بين الحطام، ولا تدع نفسك أسيرةً لهذه المشاعر المؤلمة، التي لا جدوى منها سوى أنها تحولك إلى شخص تعس ويائس وغير قادر على القيام بأيّ شيء، وغير قادر على أن تحقّق أهدافك في هذه الحياة، وتحولك إلى شخص غير فعال.
لا تستحق أن تغمرك مشاعر الأسى
يميل معظمنا إلى الشعور بالأسى على ذاته، عندما يتخلى عنه الشخص الذي يحبه، وعلى الرغم من أنه يعدّ من الطبيعي أن نشعر بالأسى على ذاتنا عندما يتم إهمالنا من قبل الشخص الذي نحب ويتخلى عنا، إلا أنّه من الخطأ أن ندع لهذه المشاعر أن تسيطر علينا ولفترة طويلة.
ومن الخطأ أن تعتقد أنّ علاقتك العاطفية التي انتهت كانت أكثر العلاقات حزناً في التاريخ، وأنّك الشخص الوحيد الذي يعاني هذه المشاعر.
إذ إنّ حقيقة المسألة تكمن في أنّ كلّ شخص منّا يمكن أن يعتقد أنه وجد الشخص الذي سيكمل معه حياته، إلا أنه قد يكتشف أنّه كان مخطئاً إلا أنّ الحياة تستمر.
وفي حال بقيت تفكر في درجة الأسى التي ألمّت بك، فإنك لن تشفى أبداً. ولذلك توقف عن الشعور بالأسى، فأيّ شخص يمكن أن يمرّ بمثل هذه الحالة، فمن الضروري أن تساعد نفسك على مواجهة هذه المشاعر بنجاح.
دمّر الذكريات
غالباً ما يتعلق الشخص الذي يمر بعلاقة عاطفية فاشلة بالأمل الكاذب، ويعتقد أنّ الشخص الذي أحبّه يمكن أن يعود إليه ويندم على قام به.
إلا أنّ الحبيب لا يعود، وذلك يزيد من خطورة المسألة.
وفي كثير من الأحيان؛ وعلى الرغم من أنّ الشخص في هذه الحالة قد يتظاهر أمام الآخرين من حوله بأنّ الأمر قد انتهى، وأنّ حبيبه السابق لم يعد يعنيه، إلا أنّه قد لا يكون كذلك فعلاً.
ويقول الخبراء إن الكثير من الأشخاص لا يستطيعون التخلي عن الذكريات الماضية المؤلمة.
وللتخلص فعلاً من الألم الذي سببته لك علاقاتك الفاشلة ومواجهتها بنجاح، فإنّه من الضروري أن تتخلص من الذكريات المؤلمة.
ومن الأفضل أن تتجه إلى الأمام، وأن تترك كلّ شيء وراءك، من دون أيّ التفات إلى الوراء، وانسَ الماضي نهائياً، من دون أن تدع لبعض الذكريات أن تعيد إحياء ما قد نسيته.
ولذلك حاول التخلص من أيّ شيء قد يذكرك بالشخص الذي أحببته وتخلّى عنك.
وعلى الرغم من أنّ مسألة التخلص من الذكريات قد تبدو صعبة في البداية، إلا أنه، وبعد التخلص نهائياً منها، ستجد أنّ متابعتك حياتك قد أصبحت أسهل نوعاً ما، إذ إنه لا يوجد بعد الآن أيّ شيء يمكن أن يذكرك به، ويعيد إحياء الماضي الذي يجعلك تشعر بالأسى على نفسك، والذي يجب أن تنساه.
تذكّر أفراد أسرتك وأصدقاءك
من بين أهم الأمور التي يمكن أن تساعدك على تجاوز هذه المرحلة بنجاح من دون أن تتألم كثيراً هي أن تقوّي علاقتك بأفراد أسرتك وأصدقائك.
إذ إنّه لا شيء يمكن أن يضاهي قدرة الصداقة وصحبة الناس من حولك على مواجهة الأزمات العاطفية؛ خاصة أنّ هؤلاء الأشخاص كثيراً ما يقفون إلى جانبك في المواقف الصعبة والسارة في الوقت نفسه من دون أن يتخلوا عنك.
وفي الواقع لا يمكن للإنسان أن يعيش وحده وبشكل طبيعي، فإنّ كل واحد منا بحاجة إلى صديق وإلى تحقيق التواصل الاجتماعي مع الناس من حوله.
وعلى الرغم من أنّه من الطبيعي أن يشعر الشخص بالتعاسة بعد انتهاء العلاقة، إلا أنّ هذه الفترة يجب ألا تدوم طويلاً وألا تسيطر عليه.
إذ يجب أن تحاول الخروج من السجن الذي وضعت روحك فيه، وأن تنظر إلى الجانب المشرق في هذه الحياة.
وكون الحياة لا تنتهي عند انتهاء العلاقة، فإنه من الضروري أن تستعيد نشاطك وحيويتك وحبك للحياة.
ومن الضروري أن تثبت لنفسك أولاً، وللآخرين من حولك ثانياً، أنّك قادر على أن تتابع حياتك من جديد.
ولا تستهن أبداً بقدرة الأشخاص، الذين تحبّ من أفراد أسرتك وأصدقائك، على مساعدتك في مواجهة الحالة التي تمرّ بها، بل امنحهم الفرصة واستمتع بوقتك معهم.
امنح ذاتك دفعة من الحيوية والنشاط
ليس من السهل أبداً على الشخص أن يشعر بأنّه تمّ التخلي عنه.
ولكي تساعد نفسك على مواجهة الموقف حاول أن تجدد ذاتك، وأن تعيد الحياة إلى روحك من جديد.
ويكمن الحل الأساسي في الخروج إلى الحياة من جديد، والقيام بأنشطة كنت دائماً تحبّها.
ويمكنك أيضاً أن تمارس أنشطة جديدة، كالرياضة أو السباحة أو تعلم لغة
وأكّد لنفسك أنّك شخص قادر على التعلم والقيام بأمور جديدة، وأنّك شخص ناجح وفعال في المجتمع الذي تعيش ضمنه.
وتذكر أنّك قادر على أن تستمتع بالحياة من دون الشخص الذي تخلّى عنك، فطالما كنت سعيداً بحياتك وبإنجازاتك فيها، حتى قبل أن تتعرّف إليه. على الرغم من أننا نكون قد اخترنا الحب في الأساس، من دون أن نفكر أبداً في الفراق، إلا أنّه في بعض العلاقات العاطفية قد نختار الفراق إلى جانب اختيارنا الحب، ومن دون أن نعلم.
وسواء اعتقدنا أنّ القدر هو الذي فرض علينا أن نتذوق طعم الفراق، وأن يتخلّى عنا الشخص الذي رسمنا مستقبلنا معه؛ أم كنّا نعتقد أنّ مشاعر الطرف الآخر هي التي قد تبدّلت لسبب ما، فإنّ النتيجة تبقى نفسها، فنحن الآن وحدنا عالقون في أشواك العلاقة العاطفية التي باتت من الماضي.
المفضلات