نعم هو الخليفه الذي وحد المسلمين وهو الخليفه القوي الفقيه الحكيم الداهيه ولنتحدث عنه قليلا .
وقد نقلت لكم مقتطفات عنه .
أبو الملوك عبد الملك بن مروان الفقيه باني مسجد قبة الصخرة ومعرب الدواوين.
أبو الملوك عبد الملك بن مروان كانوا يقولون عنه: يلد الناس أبناء،وولد مروان أبًا تربى في المدينة المنورة فقد كان أبوه مروان بن الحكم واليًا عليها في عهد معاوية، فدرس عبد الملك العلوم الإسلامية على شيوخها وتفوق في دراسته حتى أصبح أحد فقهاء المدينة الأربعة.
هو عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي القرشي أبو الوليد أمه عائشة بنت معاوية بن الوليد بن المغيرة بن أبي العاص بن أمية. انتقلت إليه الخلافة بعد وفاة أبيه في السابع و العشرين من رمضان سنة 65هـ،فضبط أمورها وظهر بمظهر القوة،فكان قوي الهيبة،جبارا على معانديه، أجمعت عليه كلمة المسلمين بعد مقتل مصعب بن الزبير ومقتل أخيه عبد الله بن الزبير في حربهما مع الحجاج.
نشأ في المدينة وكان فقيها واسع العلم متعبدا ناسكا،وكان يعتبر من فقهاء المدينة قبل أن يلي الخلافة، كان من أعظم الخلفاء ودهاتهم ومن أكثرهم حزما وعزما، نقلت في أيامه الدواوين «سجلات الدولة» من الفارسية والرومية إلى العربية،وضبطت الحروف بالنقط،وهو أول من صكّ النقود الإسلامية وجعلها العملة الوحيدة بالعالم الإسلامي لأول مرة.
وعبد الملك بن مروان خامس خلفاء الأمويين ويعد المؤسس الثاني للدولة الأموية التي خلفها أبوه مهددة بالأخطار من كل جانب، وسع الدولة شرقاً وغرباً، قضى على فتنة عمرو بن سعيد في دمشق وقتله عام 689،وأعاد العراق إلى حظيرة الدولة بالقضاء على مصعب بن الزبير، وبدأت في عهده حركة تعريب الدواوين، بإحلال اللغة العربية محل اللغات المحلية واستبدال الموظفين العرب بالأعاجم،
كما أقيمت دور لصك العملة التي كانت متوقفة منذ أيام معاوية والتي حملت كتابة عربية،وهو أول من كسا الكعبة بالديباج،وفي عهده ابتكر الحجاج قضية نقط الكلمات القرآنية فأزال الشك الذي لحق بعض الكلمات قبل ابتكار النقط،وتمت في عهده إصلاحات زراعية وتجارية كثيرة عادت بالخير الوفير على الأمة الإسلامية، واتسع العالم الإسلامي في عهده اتساعا شاسعًا.
وبنى عبد الملك مسجد قبة الصخرة على الصخرة المقدسة التي مستها أقدام النبي عليه الصلاة والسلام ليلة الإسراء، وهو غير المسجد الأقصى الذي أعاد بناءه ابنه الوليد، ومسجد قبة الصخرة فريد في نوعه، فقد بني مثمن الأضلاع، وارتفعت فوقه قبة عالية مزخرفة بالفسيفساء بدقة متناهية، وكان من أسباب بنائه على هذا النحو من الفخامة القضاء على إعجاب بعض المسلمين بكنيسة القيامة التي كانت شامخة بهذه المنطقة. وتوفي الخليفة عبد الملك بن مروان تاركاً دولة قوية الأركان لابنه الوليد،و لقب بأبي الملوك لأن أربعة من أبنائه تولوا الخلافة وهم: الوليد وسليمان ويزيد الثاني وهشام .
-------------------------------------------
شخصيته
كانوا يقولون عنه: يلد الناس أبناء، وولد مروان أبًا تربى في المدينة المنورة فقد كان أبوه مروان بن الحكم واليًا عليها في عهد معاوية بن أبي سفيان ، فدرس "عبد الملك" العلوم الإسلامية على شيوخها وتفوق في دراسته حتى أصبح أحد فقهاء المدينة الأربعة. وهو فوق ذلك شاعر وأديب وخطيب. وقد وصف بأنه ثابت الجأش عند الشدائد، يقود جيشه بنفسه.
إنجازاته
قضى على الفتن التي كانت تعم العالم الإسلامي عندما تولى الخلافة. يقول عنه ابن خلدون: هو من أعظم خلفاء الإسلام والعرب، وكان يقتدي في تنظيم الدولة بأمير المؤمنين عمر بن الخطاب . عرّب الدواوين فكان ذلك سببًا في اتساع نطاق العالم العربي إلى ما هو عليه الآن. أعطى الطابع النهائي لنظام البريد المتطور. صكّ النقود الإسلامية وجعلها العملة الوحيدة بالعالم الإسلامي لأول مرة. و هو أول من كسا الكعبة بالديباج في عهده ابتكر الحجاج قضية نقط الكلمات القرآنية فأزال الشك الذي لحق بعض الكلمات قبل ابتكار النقط ،تمت في عهده إصلاحات زراعية وتجارية كثيرة عادت بالخير الوفير على الأمة الإسلامية. بنى "عبد الملك" مسجد قبة الصخرة على الصخرة المقدسة التي مستها أقدام النبي عليه الصلاة والسلام ليلة الإسراء، وهو غير المسجد الأقصى الذي أعاد بناءه ابنه الوليد، ومسجد قبة الصخرة فريد في نوعه، فقد بني مثمن الأضلاع، وارتفعت فوقه قبة عالية مزخرفة بالفسيفساء بدقة متناهية، وكان من أسباب بنائه على هذا النحو من الفخامة القضاء على إعجاب بعض المسلمين بكنيسة القيامة التي كانت شامخة بهذه المنطقة. اتسع العالم الإسلامي في عهده اتساعا شاسعًا. كان عبد الملك حسن الصلة بآل البيت، فكان يتودد لعلي بن الحسين ويبره.
قيل عنه
وإذا كان القارئ يتعاطف مع عمر بن عبد العزيز ويثق في رأيه فليتذكر أن رأي عمر في "عمه عبد الملك" كان رائعًا، فعندما رزق طفلا أسماه، عبد الملك تيمنا به، وعندما مات "عبد الملك بن مروان" حزن عليه عمر أشد الحزن، ويقال:إنه لبس الحداد عليه سبعين يومًا، وكان عمر يرى في عمه عبد الملك صورة صادقة للخليفة.
أوائل
كان عبدالملك بن مروان أول من:
ضرب اسمه على السكة أي العملة.
كسا الكعبة بالديباج.
------------------------
بعث عبد الملك إلى ابن زياد يقرُّه على ما ولاه عليه أبوه مروان، وتقدم ابن زياد نحو العراق وهدفه إجلاء ولاة ابن الزبير، ولكنه اضطر إلى أن يغير خطته، فقد ظهر في الميدان أعداء جدد لم يكونوا في حسبان ابن زياد وهم "التوابون"..
والتوابون هم مجموعة من الشيعة كان كثيرون منهم ممن كتبوا إلى الحسين بن علي وهو في مكة بعد موت معاوية ليسير إليهم في الكوفة؛ فلما سار إليهم خذلوه وتخلوا عن نصرته، وأسلموه إلى المصير المؤلم .
ولكن بعد استشهاده هزتهم الفاجعة، وعضهم اصابع الندم على تقصيرهم نحوه، فلم يجدوا طريقة يكفرون بها عن هذا التقصير الكبير، ويتوبون إلى الله بها من هذا الذنب العظيم سوى الثأر للحسين بقتل قتلته فسُمُّوا بذلك: التوابين، وتزعمهم سليمان بن صرد الخزاعي وسموه: أمير التوابين.
عَلِم التوابون بقدوم ابن زياد إلى العراق فربأوا الخروج لقتاله وقتل ابن زياد أخذًا بثأر الحسين، وكان عددهم في باديء الأمر ستة عشر ألفًا فلما جاء وقت العمل الجاد نكصوا وتقاعسوا حتى وصل عددهم إلى أربعة آلاف، وحتى الآلاف الأربعة الذين تجمعوا حول زعيم التوابين سليمان بن صرد تخلَّى عنه منهم ألف وبقي معه ثلاثة آلاف فقط، ويبدو أن نقض العهود والمواثيق صفة متأصلة في الشيعه عامه وشيعة أهل العراق، أما جيش الشام فكان عدده ستين ألفاً عليهم عبيد الله بن زياد أرسله مروان بن الحكم ليعيد العراق إلى سلطان الأمويين بعد أن بسط حكمه على الشام فالتقى بالتوابين في عين الوردة من أرض الجزيرة، ودارت معركة غير متكافئة قُتِلَ فيها معظم التوابين وزعيمهم سليمان بن صرد، وكان ذلك في ربيع الآخر سنة 65هـ، وفَرَّ الباقون عائدين إلى الكوفة لينضموا إلى المختار الثقفي الذي انفرد بزعامة الشيعة، فقويت حركته وكثُر أتباعه، ثم ازداد مركزه قوة بانضمام إبراهيم بن الأشتر النخعي إليه وهو من زعماء الكوفة فثار على عبد الله من مطيع العدوي أمير الكوفة من قِبَلِ عبد الله بن الزبير فأخرجه منها وأحكم سيطرته عليه، ولكي يثبت صحة دعواه في المطالبة بدم الحسين تتبع قتلته فقتل معظمهم في الكوفة، ثم أعد جيشًا جعل على قيادته إبراهيم بن الأشتر، وأرسله إلى قتال عبيد الله بن زياد، فالتقى به عند نهر الخازر بالقرب من الموصل وحلَّت الهزيمة بجيش ابن زياد الذي خَرَّ صريعًا في ميدان المعركة سنة 67هـ.
وتعاظم نفوذ المختار بعد انتصاره على ابن زياد، وسيطر على شمال العراق والجزيرة وأخذ يولي العمال من قبله على الولايات ويجبي الخراج، وانضم إليه عدد كبير من الموالي لبغضهم لبني أمية من ناحية، ولأنه أغدق عليهم الأموال من ناحية ثانية، وبدا كما لو أنه أقام دولة خاصة به في العراق، بين دولتي ابن الزبير في الحجاز، وعبد الملك بن مروان في الشام، ولكه لم ينعم طويلاً بهذه الدولة.
كان المتوقع أن تكون نهاية المختار على يد عبد الملك بن مروان الذي وتره بقتل ابن زياد أبرز أعوانه ولكن عبد الملك كان سياسيًا حكيمًا، وقائدًا محنكًا، فقد ترك لابن الزبير مهمة القضاء على المختار، لأن عبد الملك كان يعلم أن ابن الزبير لابد أن يتحرك للقضاء عليه فهو لا يسمح لنفوذ المختار أن يتسع ويهدد دولته، فلذلك آثر عبد الملك بن مروان الانتظار، لأن نتيجة المواجهة ستكون حتمًا في صالحه فسوف يقضي أحدهما على صاحبه ومن يبقى تكون قوته قد ضعفت فيسهل القضاء عليه، وبالفعل حدث ما كان توقعه عبد الملك بن مروان، فالمختار لم يكتفِ بانتصاره على جيش عبد الملك وبَسْطِ نفوذه على شمال العراق والجزيرة، بل أخذ يُعِدُّ نفسه للسير إلى البصرة لانتزاعها من مصعب بن الزبير الذي أصبح واليًا عليها من قبل أخيه عبد الله بن الزبير، فسار مصعب بنفسه إلى المختار قبل أن يُعاجِله في البصرة، والتقى به عند حروراء فدارت الدائرة على المختار فأسرع بالفرار إلى الكوفة، وتحصن بقصر الإمارة، إلا أن مصعبًا حاصره في القصر حتى قُتِلَ سنة 67هـ، وهكذا انتهت حركة هذا المغامر الذي كان همه الوصول إلى الحكم بأية وسيلة، ولم تنفعه ادعاءاته بحب آل البيت والطلب بثأرهم، فقد انكشفت حيله، وتخلى عنه أهل العراق وأسلموه إلى مصيره المحتوم..
-----------------
الخدري وأبي هريرة كما روي عن معاوية بن أبي سفيان وعن أبيه مروان وكان يكثر من مجالسة العلماء وروي عنه جماعة من التابعين منهم خالد بن معدان وعروة بن الزبير والزهري ورجاء بن حيوة وجرير بن عثمان وكان من فقهاء المدينة المعدودين وكان يلقب بحمامة المسجد لملازمته مسجد الرسول صلي الله عليه وسلم والأخبار متواترة علي فقة عبد الملك وغزارة علمه ورجاحه عقله قال عنه الذهبي ذكرته لغزارة علمه ))وقال الشعبي (( ما جالست أحدا إلا رأيت له ا لفضل عليه إلا عبد الملك بن مروان )) .
وقد احتج الإمام مالك بقضاء عبد الملك بن مروان ويقول ابن خلدون : (( وعبد الملك صاحب ابن الزبير أعظم الناس عدالة وناهيك بعدالته احتجاج مالك بفقهه وعدول ابن عباس وابن عمر إلي بيعته عن ابن ا لزبير وهما معه بالحجاز )) .<o
قضي عبد الملك بن مروان معظم حياته قبل ان يلي الخلافة في المدينة ا لمنورة ينهل من علمائها وفقهائها ويتأدب بآدابهم ولم يكن يغادرها إلا للحج أو ا لغزو فقد اشترك في غزو شمال افريقيا في عهد معاوية بن أبي سفيان .<o></o>
وظل في المدينة مع أهله من بين أمية حتي طردهم منها عبد الله بن الزبير فرحولا الي الشام بعد موت يزيد بن معاوية واضطراب الأمر علي بني أمية لكن بوصولهم علي الشام بدأت الأمور تتحسن لمصلحتهم فجمعوا كلمتهم وعقدوا مؤتمر الجامية في نهاية ذي القعدة سنة 64 هـ ذلك المؤتمر الذي بويع فيه أبوه مروان بن الحكم بالخلافة كما مر بنا قبل قليل وبعد انتصار أبيه علي أنصار عبد الهل بن الزبير في معركة مرج راهط وتمكنه من بسط نفوذه علي الشام توجه الي مصر وترك انبه عبد الملك نائبا عنه في دمشق ولما عاود مروان من مصر في رجب سنة 65 هـ لم يلبث أن توفي في رمضان من السنة نفسها فبويع لعبد الملك في اليوم الذي مات فيه أبوه . <o
عبد الملك وإعادة الوحدة للدولة الإسلامية :<
تجمع المصادر التي ترجمت لعبد الملك وأرخت له علي أنه كان من عقلاء الرجال وانذاذهم ومن أكثرهم دهاء وحزما وشجاعة وإقداما ولد برهن عبد الملك علي كفائته العالية سواء في إعادة توحيد الدولة الإسلامية أو في الإدارة و الساياسة وكان غير هياب يمضي إلي هدفه بعزيمة ثابتة ولا يعرف اليأس غلي نفسه سبيلا وكان يقود المعارك ضد خصومه بنفسه وقد استطاع بعد جهود جبارة أن يعيد الوحدة إلي الأمة الإسلامية وان يجمع كلمتها تحت راية واحدة بعد ان مزقتها الفتن والخصومات . <
فعندما تولي عبد الملك الخلافة كانت الدولة الإسالمية مقسمة علي النحو التالي : دولة عبد الملك بن مروان نفسه وتتكون بكشل رئيسي من الشام مصر ودولة عبد الله بن ا لزبير وتتكون من الحجاز والعراق وما يتبعه من بلاد فارس وان يحكم من مكة ودولة الخوارج الأزارقة في الأهواز ودولة الخوارج النجدات في اليمامة والتي امتد نفوذها الي اليمن وحضر موت والطائف فضلا علي الشيعة الذين كادت تقوم لهم دولة بالعراق بزعامة المختار بن أبي عبيد الثقفي وكانت صورة هذا الانقاسم الخطير في صفوف الأمة الإسلامية تتجلي بارزة في موسم الحج ففي سنة 68 هـ ارتفعت في موسم الحج أرعبة الوية لواء عبد الملك بن موران ولواء محمد بن علي بن أبي طالب ـ ابن الحنفية ـ لواء عبد الله بن الزبير ، ثم لواء الخواج النجدات وكان هذا وضعا شاذا وغريبا وقد رأي عبد الملك أنه المسئول عن تصحيح هذه الأوضاع والقضاء علي هذه الانقسامات وإعادة الوحدة إلي الدولة الإسلامية لأنه كان يعتبر نفسه هو الخليفة الشرعي للأمة الإسلامية وهؤلاء جميعا خواج عليه وقد برهن عبد الملك عن فهم عميق لطبيعة هذه الصراعات وان هذه القوي جميا لا رابط يجمعها سوي العداء لبني أمية ولذلك قرر ان يتخلص من منافسيه الواحدة بعد الآخر ولقد ساعدته ا لظروف حيث بدأت هذه القوي يأكل بعضها بعضا فدخل عبد الله بن الزبير فس صراع مع المختار في العراق ووقف عبد الملك من أمر هذا الصراع موقف المتفرج حتي إذا استطاع مصعب بن الزبير القضاء علي المختار في العراق سنة 67 هـ بدأ عبد الملك يعد عدته للمسير الي العراق لا نتزاعه من آل الزبير ونجح في القضاء علي مصعب بن الزبير سنة 72 هـ ثم أرسل قائدة الحجاج بن يوسف الثقفي للقضاء علي عبد الله بن الزبير في مكة ونجح الحجاج في تحقيق الهدف سنة 73 هـ وبهذا تخلص عبد الملك من خصومة وإعاد الوحدة للأمة الإسلامية واعتبره المؤرهون المؤسس الثاني للدولة الأموية واعتبر عام 73 هـ عام الجماعي الثاني . <o
عبد الملك وإدارة الدولة : <
كما اظهر عبد الملك مهارة ومقدرة فائقة في القضاء علي خصومه فقد أظهر براعة في إدارة الدولة وتنظيمها وكان في اسلوبه ومنهجه شبيها بمعاوية بن أبي سفيان في كثير من الوجوه فكما اعتمد معاوية في سياسته علي ركائز ثابتة فكذلك كان عبد الملك بن مروان حيث استعان بنخبة من أمهر رجال عصره في الإدارة والسياسة مثل الحجاج بن يوسف الثقفي الذي اعتمد عليه في إدارة العارق وهو أخطر أجزاء الدولة يومئذ والقسم الشرقي من العالم الإسلامي وأطلق في يده في كل ذلك فنهض الحجاج بمهمته وكان عند حسن ظن عبد ملك به وثقته فيه فاخلص كل الإخلاص للدولة وبذل أقصي طاقاته في تثبيت أركانها كما اعتمد عبد الملك علي رجال بيته وأخوته عبد العزيز ومحمد وبشر وغيرهم كذلك ا قتدي عبد الملك بمعاوية في تفقد أحوال دولته وتصفح أمورها وكان دائم المراقبة للعمال والولاة حريضا علي نزاهتهم واستقامة أخلاقهم وبعد عن الشبهان ولم يكن يسمح لأحد ان يداهنه أو ينافقه أو يضيع وقته فيما لا يفيد ولم يكن أحد من ولاته وعماله فوق الحساب مهما كانت مكانته إذا أخطأ أو قصر تقصيرا يخل بسير الأمور سيرا حسنا .<o
شكا إليه أنس بن مالك خادم رسول الله صلي الله عليه وسلم من الحجاج فلما وصله كتاب أنس يقول محمد بن الزبير أخبرني من شهد عبد الملك يقرأ الكتاب وهو يبكي وبلغ به الغضب ما شاء الله ثم كتب الي الحجاج بكتاب غليظ فجاء الي الحجاج فقرأه فتغير ثم قال لحامل الكتاب انطلق بنا إليه نترضاه وقد كان لعبد الملك فضل كبير في تعريب دواوين الدولة الإسلامية وعمتلها وتنظيم البريد حتي جعله جهازا فعالا ففضلا عن أهمتيه في سرعة أيصال المراسلات بين الخليفة وعماله وولاته وقادته علي الأقاليم فقد جعل عبد الملك من رجال البريد عيونه في الأقاليم الذين يمدونه بكل الأخبار عن العمال والولاة وعن سيرهم ومعاملاتهم للناس حتي يطمئن علي ان كل شئ يسير سيرا حسنا ولقد بادر عبد الملك بعزل احد العمالم من منصبه عندما أخبره رجال البرد ان هذا العامل قبل هدية فاعتبر عبد الملك ذلك خطأ كبيرا استوجب عنده عزل ذلك العامل لأن الهدية للموظف العام تعتبر رشوة . <
وخلاصة القول فقد كرس عبد الملك كل وقته وجهده لتوطيد أركان دولته وتنظيمها والسهر علي أمنها ورعاية مصالحها ونجه في ذلك نجاحا باهرا وخلف وراءه دولة قوية غنية مرهوبة الجانب <
سياسة عبد الملك الخارجية : <o
كما تجلت شخصية عبد الملك بن مروان وعبقريته في السياسة الداخلية من البراعة في القضاء علي الخوم الساسيين الي تنظيم الدولة وإدارتها وتطوير أهزتها ودواوينها فقد تجلت عبقريته أيضا في السياسة الخارجية تجاة الدولة البيزنطية التي كانت العدو الرئيسي للدولة الإسلامية ولما ان عبد الملك ف ي مستهل خ9لافته مشغولا بالقضاء علي خصومه السياسين في الداخل فقد قرر مهادنة الدولة البيزنطية وتأجيل الصدام مها حتي يفرغ من مشاكله الداخلية ولذلك وقع مه جستنيان الثاني امبراطور الدولة البيزنطية معاهدة صلح ليضمن عدم إغارته علي الحدود الإسلامية أثناء انشغال عبد الملك بحرب ابن الزبير ولكن ما ان تخلص عبد الملك من مشاكله الداخلية وقضي علي ابن الزبير حتي تجددت المشاكل بينه وبين امبراطور بيزنطة ووجدها عبد الملك فرصة ليضغط علي هذا العدو التقليدي وأخذت عزوات الصوائف والشواتي تنتظم من جديد واستمرت هذه الساية حتي وصلت قمتها في عهد ولديه الوليد وسليمان فقد تمشيا مع هذه السياسة فقد اولي عبد الملك جبهة شمال إفريقيا عنابة كبيرة لانه أدرك ان البيزنطيين قد استغلوا بعد هذه الجبهة عنن مركز الدولة ا لإسلامية فأوقعوا بالمسلمين عدة هزائم مما جعل عبد الملك يرسل إلي هذه الجبهة جيشا من الشام علي رأسة حسان بن النعمان الغساني الذي استطاع القضاء علي النفوذ البيزنطي في الشمال الافريقي كله قضاءا تاما .<>
وفي الشرق ـ في الجنوب حيث إقليم السند وفي الشمال حيث إقليم ما وراء النهر فما أن فرغ عبد الملك من مشاغله الداخلية حتي بدأت العزوات تنطلق إلي هذه الجبهات تمهيدا للإنطلاقة الكبري من الفتوحات التي ستبدأ في عهد ابنه وخليفته الوليد .<
والخلاصة ان عبد الملك بن مروان رجلا فذا وعبقريا عظيما وحد ا لدولة الإسلامية وابعد عنها شبح الإنقسامات ووطد أركانها وأبعد عنها خطر أعدائها وتركه لأنبائه قوية البنيان مرهوبة من أعدائها .<
توفي عبد الملك بن مروان في منتسف شوال سنة 86 هـ وصلي عليه ا بنه الوليد بن عبد الملك ثم بويع له بالخلافة في اليوم نفسه .
وهذا قيض من فيض الخليفه الأموي ///
عبد الملك بن مروان ...
شكرا لمن يقرأ
دمتم بحفظ الرحمن
المفضلات