ملاك أنقذت والدها وعدداً من الأسر قبل أن تجرفهم السيول
ملاك فواز المطيري 15 عاماً، طالبة في المرحلة المتوسطة وجه طفولي أشرق من وراء غيوم كارثة جدة، أنقذت والدها وأخوها فايز، وثماني أسر كانت تحتجزهم السيول داخل سيارتهم من خلال قيادتها لسيارة عائلتها الجمس ذات الدفع الرباعي بعد اتصال هاتفي من والدها يطلب منها سرعة التوجه إلى المكان الذي كانت تحاصرهم فيه السيول والقريب من سوق الأضحى.
تقول ملاك الابنة الكبرى في العائلة المكونة من ثمانية إخوة: قيادة السيارة كانت مجرد هواية مما دفع والدي لتعليمي وأخي فايز فن القيادة وأنا في سن العاشرة في المناطق البرية أثناء الخروج في الرحلات. ثم سردت لحظة خروجها بالسيارة الى الطريق الممتلئ بمياه الأمطار فقالت: اتجهت إلى المكان الذي وصفه لي والدي والذي يبعد عن منزلنا مسافة نصف ساعة في وادي الحرازات لأرى سيارته غارقة إلى المنتصف في مياه السيول فقمت برمي الحبل لهم وسحبتهم إلى منطقة مرتفعة بعيدة عن مجرى السيول ورغم تحذير والدي بعدم الاقتراب أكثر من مجرى السيول إلا أن صوت استغاثة الأسر المحاصرة في المياه كان أعلى من صوت والدي فتوكلت على الله وبدأت في سحب السيارات عن طريق الحبل أو بدفعها من الخلف وحمدت الله أن سخرني لأكون سببا في نجاتهم.
وتصف ملاك - والتي تحلم بأن تصبح طبيبة أطفال - حياتها بعد التجربة بأنها أصبحت مشهورة في وسط صديقاتها، رغم أن هذا الأمر لا يعنيها كثيرا فهي سعيدة بتكريم مدرستها المتوسطة الواحدة والاربعين بجدة لها والتي قدرت شجاعتها بحفل تكريمي يوم أمس حضره عدد من المعلمات وقيادات التعليم، كونها أصبحت نموذجاً للفتاة السعودية التي يُفتخر بها.
جريدة الرياض
المفضلات