[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:100%;background-color:black;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
.
.
أن تسمع بالشئ غير أن تعاينه وتراه
ولايكون للأمر تأثير لتتحدث عنه بكل يقين
الا حين يمسّك ويخصّك وتتعامل معه بنفسك
.
.
لطالما سمعنا عن حقوق الجار
وتعامل الجيران مع بعضهم
بحرص يفوق حرص احدهم على ابناءه
وكادت هذه الامور في هذا الزمن
ان تتحول لخيال بعيد عن الواقع
ولقصص تحكى قبل النوم
.
.
كنا نستمتع بحكايات الاجداد التي تظهر خصال فطروا عليها
في تعاملهم مع جيرانهم بحيث ان احدهم يقدم جاره على نفسه
ولايغيب عن ذهني ابدا حكاية المهادي وجاره السبيعي
التي كنت اتابع تفاصيلها التي ترويها جدتي رحمها الله
وكأنني اتابع فيلم سينمائي ثلاثي الابعاد
باسلوبها الممتع برواية الحكايات
ناهيك عن قصائد وقصص لاتنتهي
عمن يحفظ حق الجوار
ولسان حالهم يقول :
الجار مهما جار لا تلحقه لوم ..ادمح له الزلات واحشم جنابه .
.
وقد قرأت من قريب
قصة لواحد من الأسلم من المناصير
وجارة من قبيلة العجمان لهم 10سنوات
وهم اكثر من الأخوان
ورحل المنصوري لمدينة ثانية
وفالح اخو العجمي صاحب القصيدة
وكان يسمعه يسئل عن جارة المنصوري
وكتب القصيدة
اسمعك يافالح تسئل عن الجار000000الجار والله بالعقيله شمالي
ابو حمود اللي على الجار نوار0000000جاره خشيرله على كل حالي
وللقصيده بقيه لايتسع المجال لها
.
.
وتاريخ العرب منذ القدم لايخلو من توثيق لمثل هذا
حتى في الجاهليه كان للجيرة حقها
ومن اهمها حفظ عرض الجار والذود عنه
وهذا عنتره يفخر بأمر يحق له الفخر به :
وأَغُضُّ طرفي ما بدَتْ لي جارَتي..حتى يُواري جارتي مأْواها
واما حاتم الطائي فهو يقول مخاطباً أزواجه:
أيـا ابنة عبد الله وابنة مـالك ... ويا ابنـة ذي البُرْدين والفرس الورد
إذا ما عملت الزاد فاتخـذي له ... أكيـلاً فإني لست آكلـه وحــدي
بعيداً قصيـاً أوقريبـاً فإننـي ... أخاف مذمـات الأحـاديث من بعدي
وكيف يُسيغُ المرءُ زاداً وجاره ... خفيف المعي بادي الخصاصة والجهد
.
.
و يوم ان كنت اسمع عبارة " الجار قبل الدار "
لم اكن استوعب ان هناك من قد يغير داره بسبب جار
او يتمسك بها من اجل آخر
الى ان حدث الامر معي
ورأيته رأي العين !!
وقبل ان اروى لكم حكايتي دعوني اجول بكم
في تراثنا ولنرى كيف يصبح الجار قبل الدار !!
باع أبو الجهم العدوي داره بمائة ألف دينار، ثم قال للمشترين:
بكم تشترون جوار سعيد بن العاص؟
فقالوا: وهل يشترى جوار قط؟
قال: ردوا عليَّ داري، وخذوا دراهمكم،
والله لا أدع جوار رجل: إن فقدتُ سأل عني،
وإن رآني رحب بي، وإن غبت حفظني،
وإن شهدت قربني، وإن سألتُه أعطاني،
وإن لم أسأله ابتدأني، وإن نابتني جائحة فرّج عني.
فبلغ ذلك سعيداً فبعثه إليه بمائة ألف درهم.
.
.
وأبو الأسود الدؤلي باع داره ، فقيل له: قد بعتَ دارك؟! فقال: بل بعت جاري؛
يلومونني أن بعت بالرخص منزلي ولم يعرفـوا جاراً هناك ينغصُ
فقلت لهـم كفـوا المـلام فإنـها بجيرانهـا تغلو الديار وترخص
صدقوا والله ومازلوا قيد انمله
واليكم حكايتي ........
نسكن بشكل مؤقت في منزل مؤجر خارج السعوديه
والمنزل رغم انه جديد وجميل جداً
الا اننا اكتشفنا به بعض العيوب
قررنا الرحيل عنه لغيره
وحينما عزمنا على ذلك
تذكرنا جارنا ( ابو عبدالعزيز ) وحسن استقباله
وجميل تعامله وفزعته وحرصه على كل مايخصنا
وتذكرت زوجته التى يندر مثلها بالنساء
طيبة قلب وعذوبة لسان وحفظ لحق الجيره
.
.
تعلمون كم تنتهك الغربه بهجة روحي
وتنتزع مني راحة وهدؤ اتوق اليهما
لكنها - تلك الرائعه - ازالت كل مابنفسي بايام معدودات
اشعرتني انني من اهل البلد وقطعت كل شعور لدي بالغربه
وتعامل بمثل هذا الرقي يكون رده بالمثل
وان عجزنا ان نجاريهم بروعتهم ونقائهم
وطيبة تلك القلوب التي اظنها نحتت من الالماس الخالص
.
.
وجدنا منزل الاحلام وعلى مانريد من مواصفات بل واكثر
وحينما حزمنا المتاع وقررنا الرحيل
كانت ملامح ابو عبدالعزيز تنطق بالحزن
ويردد / هل ضايقناكم ؟ هل قصرنا معكم ؟ هل ينقصكم شئ ؟
واما ام عبدالعزيز .....فكأنها تلقت صفعه !!
تحدثت وكأنني جارتها منذ الازل بل وكأنها ستفقد عضواً من اعضاءها
.
.
اثناء حوار عائلي /
سألني ابو طلال : هاه ........تختارين الجار ام الدار ؟!!
قلت موافقة له : لاشك ولاريب!! ......جيرة هولاء الكرام تشترى بغالي الاثمان
ولو سكنا بعشش وخيام !!
ومانفع البيوت الفخمه والمنازل المريحه بجار سؤ يؤذيك
واي عيوب يمكن تحملها الا ان تبتلى بجارٍ لا تأمنه ولا ترتاح له
واي نعمة هي اكبر واروع من جارٍ
هو كما جاء بوصف ابو الجهم لجاره سعيد ابن العاص
بل واكثر !!
ولاخير فينا ان لم يكونوا لدينا افضل من كل دار !!
.
.
انتهت الحكايه ولم ينتهي المقال :
من كان لديه تجربة مع جار خير او جار سؤ
فلا يبخل بها علينا
او اي اضافات تثري الموضوع اكون له شاكره
ولنجعل هذا المتصفح موسوعتنا
للجيران والجيره ..
ودمتم على احسن حال
[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]
المفضلات