بعد أنتهائي من قراءة هذه الكلمات الطيبة والصادقة والوافية التي تدعوا إلى أعظم
وأطهر عاطفة من عواطف النفس.. وإلى أعظم وأصدق مايتقرب به المرء إلى ربه
هو رضاء الوالدين...
خطر لي إننا بحاجة إلى علماء النفس ليساعدوننا في الكشف عن أسباب حياء
الأبناء من إحسانهم لأبائهم في أقوالهم ومواقفهم..
ولكن برأيي.. وفاصلة أخرى...
أن من أراد أن يطلب السعادة فليطلبها من بين أقدام أبائه..
وإلا فهو أتعس التعساء وأشقاهم..
فإذا نشأ الإنسان عالي الهمّة إلى الأجر محباً للإحسان وللذكر الحسن والثناء الجميل..
سهل عليه أن يبذل في سبيل ذلك ما يستطيع بذله من ذات نفسه وقوله وفعله..
لهذا أعتقد أن من أسباب هذا الحياء.. هو تلك النشأة التي نشأ فيها في بدايته..
فيا أيها الإنسان... إن كنت صاحب همة قل لأبيك وأمك ماتريده من حب بلا خجل ولا أستحياء
إن ذلك أفضل عند الله ذخراً وأعظم أجراً..
وأعلم أن كل ما يحدث في حياتك من أمور تعكسك..
من أسبابها العظمى هو غضب والديك
فلا خلاص لك فيها إلآ معالجة نفسك على الرضاء بما يرضى به والديك..
لا أن لا تبالي أن رضوا عنك أم سخطوا عليك.. أحبّوك أم أبغضوك.. فإن في ذلك الشقاء
الأكبر فهتدي إليهم إن في ذلك هداية لك وأقرب إلى رضوان ربك..
ويا أيها الأبناء ليست الحياة التي تعرفونها لأنفسكم إلآ منحة بعد ربكم من أباءكم..
فلولا أهتمامهم بكم ودعواتهم لكم في حضوركم وغيابكم ما توفقتم.. فلا تجزوهم بالإحسان إلآ إحساناً..
فأنكم لن تجدوا إحساناً هو أقرب إلى ربكم وإلى رحمته وإحسانه وأجلب لمغفرته ورضوانه من إحسانكم لأباءكم ورحمتهم..
حضرت مجلساً من مجالس العامة وأحزنني فيه ما أحزنني...
قول رجل منهم وقت خطابه لهم.. ففي بداية حديثه...
قال ( أمي أعزكم الله) حينها شعرت بالنار تشتعل في جوفي وفي حنايا روحي..
ولولا صغر سني وكبر سنه
لأخرجته وقلت له ما لا يعجبه مني..
فعار على الإنسان تلك المواقف قبل أن تكون ذنباً عند ربه..
فأتق الله في أباءك..
أخيراً.. ربما أطلت أكثر مما تجب عليه الإجابة.. وربما خرجت قليلاً عن هدف الموضوع...
فعذراً... لم أشعر بهذا.. إلآ بعد ما وصلت إليه...
أما الأجابة عن تسؤلاتك... وبعيداً عن كل ماذكرت.... وبإختصار....
فأعتقد أن كل ما في المسألة أن هذه هي عادته وتلك طريقته...
هنا... أشكر شاعرتنا شكراً كثيراً...
ولا أقل من التقدير والأحترام أن نقدمه لها.. أتجاه عملها وموقفها أمام والديها..
فأعانك الله على أمرك وأحسن جزاءك.. وأطال بعمر والديك وعمرك..
فدمتِ بخير
المفضلات