المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو ضاري
الشرك أعظم الذنوب
أن الشرك يحبط جميع الأعمال قال تعالى : ( ذَلِكَ هُدَى اللّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُمْ مّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ) ،وقال تعالى: ( وَلَقَدْ أُوْحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) .
يقول العلماء: إن الذنوب منها كبائر ومنها صغائر، كما قال تعالى: “إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم” (النساء: 31)، وقال تعالى: “الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم” (النجم: 32) والصغائر مكفراتها كثيرة، فإلى جانب التوبة والاستغفار يكفرها الله بأي عمل صالح، قال تعالى: “إن الحسنات يذهبن السيئات” (هود: 114) وقد نزلت في رجل ارتكب معصية وقال له النبي صلى الله عليه وسلم: “أشهدت معنا الصلاة”؟ قال: نعم، فقال له: “اذهب فإنها كفارة لما فعلت” وقال صلى الله عليه وسلم: “الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة كفارة لما بينهن ما لم تغش الكبائر” رواه مسلم وقال: “وأتبع السيئة الحسنة تمحها
وعلى هذا قالوا: إن النصوص العامة التي فيها تكفير الأعمال الصالحة لكل الذنوب كحديث الحج المتقدم مخصوصة بالذنوب الصغيرة، أما الكبيرة فلا يكفرها إلا التوبة
وليكن معلوما أن التوبة لا تكفر الذنوب التي فيها حقوق العباد لأن من شروطها أو أركانها أن تبرأ الذمة منها، إما بردها لأصحابها، وإما بتنازلهم عنها، وبالتالي فالحج أو غيره من الطاعات لا يكفر الذنب الذي فيه حق للعباد حتى تبرأ الذمة منه، ويؤيد ذلك أن الشهادة في سبيل الله، وهي في قمة الأعمال الصالحة لا تكفر حقوق العباد، كما ورد في حديث مسلم “يغفر الله للشهيد كل شيء إلا الديْن”.
أما الذنوب التي هي حق لله فهي قسمان، قسم فيه بدل وعوض، وقسم ليس فيه ذلك، فالأول كمن أذنب بترك الصلاة أو الصيام فلا يكفر إلا بقضاء ما فاته من صلاة وصيام وكما وردت بذلك النصوص الصحيحة، والثاني كمن أذنب بشرب الخمر مثلا، فإن مجرد تركه والتوبة منه يكفره الله تعالى، والتوبة تكون بإقامة الحد عليه إن كانت الحدود تقام، وإلا فهي الإقلاع عن الذنب والندم عليه والعزم على عدم العود
نفعك و نفعنا الله بما كتبت
شكراً لحضورك
المفضلات