أستاذتي الدهوور..
راائعه بمعنى الكلمة.. و قصيدة مفعمة بالاحساس.. و اسمحي لي بتحليل بسيط لابيات القصيدة..
و بداية مع المدخل الذي يبيّن مدى التصادم في نفس الشاعره بين العيش بالحب أو من دونه .. فهي بين خيارين كلاهما أصعب من الاخر، اما عدم الحب و الذي يعني لا معنى للعيش.. او الحب مع الجرح.. و ربما الجرح هنا هو الغياب.. و لذلك استهلت الشاعره ابياتها..
يسعد صباح اللي على البال يطري
..................... اللي على طاريه طيف ابتسامة..
فهذا الغائب دائما ما يطري على البال.. و أرى هنا أحساس عالي.. ترجم بهذا البيت.. فهي تتمنى أن الله يسعد صباح هذا الغائب الذي لا يأتي في بالها الا مبتسما.. و ما ذلك الا لمدى ما يملكه هذا الشخص لدى الشاعره..
يدري عن أشواقي وانا عنْه أدري
............................. مير البلا، كلٍ يداري كلامه..!
و هنا بيت يشرح فكرة راائعه.. فما أجمل كلام الصمت.. بين حبيبين.. فكلاهما يعرف ما يدور في بال الآخر رغم الغياب.. و فيه اشاره ايضا أن هذا الغياب ربما هو غياب معنوي ..!!!
اللي سكن من بدّ هالأرض صدري
........................... يا ليت لو هو غاب [ يوصل سلامه ]
هذا الغائب الذي لم يوصّل سلامه.. يسكن في صدر الشاعره فهي لا تحس انه في الارض بل في صدرها و هنا احساس عالي جدا.. و بيان لمدى انقطاع هذا الشخص..
يا عكس مرآتي ويا ريح عطري
........................... تحرق مراسيلي و تخنق حمامه !
وتقول [ نصبر ]، بس انا ملّ صبري
........................... يعني أبصبر لين يوم القيامة ؟!!
تنسى [ وأذكر ] بس على الله خبري
........................... أتسحّر لساني واتمّم صيامه
تخاطب الشاعره غائبها و الذي تراه نفسها.. و ذلك بتصوير بعكس مرآتها فهي عندما تنظر للمرآه تراه أمامهاوالذي يلازمها دائما كرائحة عطرها و تشبيه جميل جدا برائحة العطر و وصف بليغ... معاتبة له على عدم استجابته لمراسيلها و كأنها يحرق هذه الرسائل.. فهو بعدم رده انما يخنق هذه الحمامه والتي أعتقد انها روح الشاعره شبهتها بالحمامة.. كنايه عن المرأة و طبيعتها فهي تشبه الحمامه بنعومتها.. و عذر هذا الغائب هو الصبر الذي ملـ الشاعره منه.. فهي تراه منذ أمد طويل.. و ذلك يقولها يعني ابصبر لين يوم القيامه..؟ و تعود الشاعره لتذكره انه ينسى و هي تذكر.. و ليس لها الا الصمت.. و عبّرت عن صمتها بصوره اراها رائعه جدا.. و هي الصوم عن الكلام.. فهي تتسحر لسانها و تكمل الصووم..!
والبارحه باآآح الألم [ سدّ ] حبري
........................... واكمل على كبت الأحاسيس عامه
وينك تشوف الصبح والليل يسري
........................... لا طاب يوم ولا اهتنيت بْـ منامه !
وينك تشيل من التّعب حِمْل ظهري ؟
........................... وينك ضيا يكسر زجاج العتامة ؟
وينك ذبحني الشوووق يا [ عُمْر عمري ]
........................... بقووولها وانْ زدْت فيها خصامه !
في كل حالاتك تبي تغيب [ قسْري ]
........................... وش له يكمّل صدر حبري فطامه ؟
هذه الابيات هي انفجار للشاعره و عدم تحملها الصبر اكثر مما كان و جاء بصوره رائعه بعد ما سبقها من أبيات.. فالالم قد اتعبها و لم تعد قادره على الكتمان و كبت احاسيسها.. و هنا تنادي الغائب بكلمة وينك.. ؟ ليزيل عنها هذه المتاعب... فهي لا يطيب لها عيش في النهار ولا نوم في الليل.. و أتى في بيت فكرته رائعه.. و حل بها من التعب ما حل بها.. وانها في عتمة صوّرتها و كأنها زجاجه تعيش فيها لا يخلص منها ولا يكسرها الا هذا الغائب.. فكان تصويرا رائعا.. و قد اضناها الشوق مما جعلها دائما تردد وينك ذبحني الشووق.. و تعود لتؤكد ان سبب انفجارها بان هذا الغائب الذي سيغيب اجباريا في كل حالاته.. فلماذا لا تتحدث.. و جاء في تصوير بليغ و دقيق جدا.. " وش له يكمل صدر حبري فطامه" ؟
بدري عليّ أنساك، والله بدررري
........................... أما انت غيييب و رافقتك السلامه !!
أخيرا تعود لتؤكد.. انه مهما غاب فلن تنساه.. و ترجع لتؤكد الاحساس العالي.. فهي و رغم الغياب تتمنى له السلامة..
بعض الملاحظات على القصيدهـ..
تنسى [ وأذكر ] بس على الله خبري
........................... أتسحّر لساني واتمّم صيامه..
هنا كلمة خبري.. لم تكن موفقه.. وذلك حسب لهجتنا و ربما لها باللهجة الاماراتيه معنى اخر..
وذلك لان معنى البيت ان الشاعره تقول لا احد يعلم بحالي الا الله..
والبارحه باآآح الألم [ سدّ ] حبري
........................... واكمل على كبت الأحاسيس عامه
هنا و كما قال أخي عبدالمجيد.. يفترض ان تكون بيّح... و أيضا الشطر الثاني لم يكتمل معناه و الذي كان يجب ان يكون والبارحه بيح الالم سد حبري.. و الذي اكمل على كبت الاحاسيس عامه..! فكلمة الذي في بداية الشطر الثاني كانت ستوضح المعنى بشكل جلي..
وينك تشوف الصبح والليل يسري
........................... لا طاب يوم ولا اهتنيت بْـ منامه !
هنا فكره رائعه.. ولكن لم تكن مكمتلة الصياغه.. رغم وضوحها و لكن لم تأتي بالصياغه الصحيحه.. فهي ارادت ان تقول وينك تشوف الصبح و اللي يسريان.. علي ولا يطيب لي نهاري ولا نومي في ليلي..!
وينك ذبحني الشوووق يا [ عُمْر عمري ]
........................... بقووولها وانْ زدْت فيها خصامه !
عمر عمري.. لا اتوقع انها ذات معنى.. فلو قالت يا بعد عمري.. في نظري. افضل.. و انا متيقن انها لم تفت على الشاعره.. و لكن ربما لها وجهة نظر..!
أيضا هنا خصامه.. لم تكن موفقه.. كانت يجب ان تكون خصامك.. او خصومه.. و لكن القافيه اجبرتها على ذلك..!
في كل حالاتك تبي تغيب [ قسْري ]
........................... وش له يكمّل صدر حبري فطامه ؟
هنا قسري.. صفة وكان يجب ان يسبقها موصوف كان تقول غيابك قسري.. لم تكن في محلها..
أخيرا هي قصييده راائعه عالية الحس راقت لي كثيرا..
و ما كتابتي الا رأيي الشخصي.. و ليس بالضرورة ان يكون صحيحا..
تقديري يا استاذتي..
أخووك
المفضلات