النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: حب الأزواج بين الاقتراب والابتعاد

  1. #1
    مـسـيّـر الصورة الرمزية غرور النرجس


    تاريخ التسجيل
    11 2009
    الدولة
    KSA
    المشاركات
    24
    المشاركات
    24

    New حب الأزواج بين الاقتراب والابتعاد



    مشاعر المرأة فيما له علاقة بالحب والبغض تختلف تمامًا عن مشاعر الرجل، ولكي أثبت هذا الكلام تعالي معي أختي القارئة وأخي القارئ لنرى نموذجين لما نقول.

    عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم ((إني لأعلم إذا كنتِ عني راضية وإذا كنت علي غضبى))، قالت: فقُلت: من أين تعرف ذلك؟ فقال ((أما إذا كنت عني راضية فإنك تقولين لا ورب محمد, وإذا كنت غضبى قلتِ لا ورب إبراهيم))، قالت: قلت: أجل، والله يا رسول الله ما أهجر إلا اسمك [رواه البخاري].


    لقد بلغ من دقة عناية الرسول صلى الله عليه وسلم بمشاعر عائشة رضي الله عنها حتى صار يعلم رضاها وغضبها من مجرد كلامها وحلفها في هذا الحديث.

    قال الحافظ بن حجر (قول: إني لأعلم إذا كنتِ عني راضية.. إلخ) يؤخذ منه استقراء الرجل حال المرأة من فعلها وقولها فيما يتعلق بالميل إليه وعدمه [فتح الباري]) [من كتاب النبي مع زوجاته، عصام بن محمد الشريف، ص
    64].



    هذا نموذج، أما المثال الثاني فهو:-





    (هذه زوجة تشتكي من زوجها، أنها في كل مرة تريد أن تتحدث يقوم هو بالانسحاب، وتشعر أن أمرها لا يهمه، وهي تتعجب لأنه في الوقت الذي تكون فيها علاقتهما مستقرة وهادئة فجأة يبتعد الزوج بدون سبب أو مقدمات، ثم بعد فترة قصيرة يرجع مرة أخرى إلى طبيعته بدون سبب حدث منها أو تقصير) انتهى كلامها






    وهنا نبدأ بالحديث عن مشاعر المرأة وعواطفها، فالمرأة في نظر كثير من الكتاب مثل الموجة، حين تشعر بأنها محبوبة يصعد تقديرها لذاتها ارتفاعًا وانخفاضًا كالموجة، وعندما تكون معنوياتها مرتفعة تكون أكثر قدرة على رؤية كل جميل ورائع في حياتها، ولكن عندما تنكسر موجتها لا تتذكر إلا ما تفتقده في حياتها.



    (إن هناك من يشبه بعض الجوانب النفسية للمرأة بأمواج البحر، حيث تتراوح عواطفها ومشاعرها بالارتفاع الشديد عندما تكون مسرورة مبتهجة، لتعود مشاعرها للانخفاض عندما تنزعج، وتضعف ثقتها بنفسها، وما تلبث مشاعرها أن ترتفع من جديد، وهكذا كأمواج البحر المتقلبة، فعندما ترتفع مشاعر المرأة وتعظم ثقتها بنفسها، فإنها تكون مصدرًا لا ينضب للحب والتضحية والعطف والحنان للآخرين وخاصة زوجها.



    ولكن عندما تنخفض أمواجها وتشعر ببعض الاكتئاب، فإنها تحس بفراغ كبير في داخلها، وبأنها تحتاج إلى الحب والرعاية من قبل الآخرين، وخاصة زوجها [التفاهم في الحياة الزوجية، د.مأمون مبيض، ص80].



    إن قدرة المرأة على تقدير الحب لزوجها تعكس حالة مشاعرها، فعندما تكون في حالة إيجابية فهي تستطيع أن تقدم الحب والعطاء، وإن كانت في حالة سلبية فإنه يصعب عليها تقديم المحبة للشريك الآخر.



    وهناك من يشبه انخفاض مشاعر المرأة وعواطفها وكأنها تنزل في بئر أو جب عميق مظلم، وما تلبث المرأة بعد أن تصل إلى قاع البئر ـ خاصة إذا شعرت أن هناك من يحبها ويتمناها ـ أن نبدأ رحلة الصعود للخروج من هذا البئر، وتعود كما كانت نبعًا معطاءً من الحب والرعاية لمن حولها، وخاصة زوجها.



    يقول أحد الأزواج: لا أستطيع فهم زوجتي، إنها تكون لعدة أسابيع أروع امرأة؛ تمنح حبها لي ولباقي أفراد الأسرة من غير قيد أو شرط، ثم تصبح فجأة مُثقلة بمدى ما تفعله لكل أحد، وتبدأ تستهجنني، إن كونها غير سعيدة ليس خطئي، أشرح لها ذلك ونتورط في أكبر المشاجرات بدون أن يكون لها داع.















    والسؤال الآن: كيف يتعامل الرجل مع تقلب أمواج المرأة؟



    إن على الرجل أن يفهم أن تبدل مشاعر المرأة على هذا النحو من الارتفاع والانخفاض، ونزولها إلى البئر وصعودها منه ليس من تصرفاتها، وليس لسبب يرجع إلى الزوج، بل هو سجية وخلقة خلقها الله عليها، وعليه أن يتعامل معها كما هي ويتقبل تقلبات أمواج المرأة.



    (ومن الخطأ الذي يمكن أن يقع فيه الرجل أن يمنع زوجته من تقلبات المشاعر والمزاج، أو أن يخرجها من ذلك البئر العميق، فهي لا تحتاج إلى من يخرجها منه، وإنما تحتاج أن تشعر بأن زوجها بجانبها ويرعاها، وتحتاج أن تسمعه منه كلمات الرعاية والعناية, وأن تحس بدفء الحب ولطف المعاملة) [حتى يبقى الحب، ص55].



    أما بالنسبة للرجال، فإن لهم طبيعة مختلفة عن النساء....



    هل رأيت أخي القارئ وأخيتي القارئة الحزام المطاطي، إننا يمكننا أن نباعد بين طرفيه إلى أقصاه، ثم نتركه فيرجع بسرعة إلى ما كان عليه.



    إن الحزام المطاطي هو المجاز لفهم دورة المحبة عند الرجال، لذا يُقال أن للرجال دورة في علاقة المودة والألفة التي تربطهم بزوجاتهم، وهي دورة اقتراب ثم ابتعاد ثم اقتراب ثم ابتعاد وهكذا، فيحتاج الرجل من حين إلى آخر أن يبتعد عن زوجته ثم يقترب مرة ثانية، وهذا الدافع للابتعاد هو شعور غريزي عند الرجل، وجِبِلَّة خلقه الله عليها، وليس قرارًا أو اختيارًا، لكنه يحدث تلقائيًا، فهي دورة طبيعية، وليست بسبب خطأ منها أو منه، فالرجل يتأرجح دائمًا بين حاجته للاستقلال وحاجته للاقتراب والحب.



    (وقد تخطئ المرأة في تفسير سلوك الرجل أو رغبته بالابتعاد قليلًا، لأن المرأة لا تبتعد عادة عن زوجها إلا إذا كان هناك أمر سلبي بينهما) [التفاهم في الحياة الزوجية، د.مأمون مبيض، ص89].








    والسؤال الآن: لماذا يبتعد أو ينسحب الرجل؟








    وذلك لإشباع حاجته للحرية أو الاستقلال، فعندما يدخل الرجل في علاقة عاطفية قوية، فإنه يبدأ يحمل مشاعر زوجته ورغباتها وأمنياتها وحاجاتها وعواطفها، ويبدأ يترك أو يبتعد عن مشاعره الخاصة ورغباته وأمنياته وحاجاته، وهو مع بعض الابتعاد يحاول استعادة استقلاليته.



    إن معرفة هذه الدورة للمحبة عند الرجل يساعد المرأة على تفهم نفسية زوجها وعلاقته بها، ولا تفاجأ المرأة بابتعاد زوجها عنها رغم قناعتها بمحبته وتقديره لها، وفهم الزوجة لهذه الطبيعة يزيل الكثير من المخاوف، ويمنع الوقوع في الكثير من المشكلات في العلاقة الزوجية، وقد تشتكي الكثير من الزوجات أنها عندما تشعر بالرغبة في الحديث والاقتراب من الزوج، تجده راغب بالابتعاد عنها، ولا شك أن هذا يجرح المرأة ويؤلمها، لكن فهم هذه الطبيعة يخفف من مشاعر الاستياء والحزن عند المرأة.



    وعلى الزوجة في هذا الوقت عدم ملاحقة الرجل عندما يرغب بالابتعاد، ولا تمنعه من العودة عندما يرغب بالاقتراب أو تعاقبه وتلقنه درسًا قاسيًا بسبب ابتعاده عنها




    وخلاصة القول




    إن حب الرجل كالقمر؛ يذهب ويأتي، وإن حب المرأة كموج البحر صعودًا وهبوطًا، وإن المرأة تنزل إلى البئر، وإن الرجل عندما يواجهه المشاكل يدخل إلى الكهف، وهذه أمور خلق الله عز وجل الذكر والأنثى عليها، ولا سبيل إلى تغييرها بل لا بد من التعامل معها كما هي.



    لا تتوقع أخي القارئ وأختي القارئة أن (تسطع الشمس كل الوقت، فالحياة مملوءة بالتوترات والكون يتغير ليل ونهار، وحر وبرد، وصيف وشتاء، وهكذا، وبالمثل في أي علاقة الرجال والنساء لديهم أيضًا إيقاعاتهم الخاصة، فالرجال يبتعدون ثم يقتربون كالأحزمة المطاطية، بينما النساء يصعدن ويهبطن في قدرتهن على حب أنفسهم والآخرين) [الرجال من المريخ والنساء من الزهرة، د.جون غراي، ص161].




    وماذا بعد الكلام؟؟



    1- إلى الزوج: مطلوب منك طمأنة زوجتك عند الابتعاد، وأنها ليست سببًا في ذلك، وأنك تريد الانفراد بنفسك بعض الوقت، وتفهم مشاعر زوجتك في حال هبوط موجتها.



    2- أختي الزوجة: مطلوب منكِ عدم ملاحقة الزوج عندما يرغب بالابتعاد، وعدم منعه من العودة عندما يرغب بالاقتراب، مع التأدب بالآداب اللازمة عند هبوط الموجة والنزول إلى البئر، خاصة مع الزوج، وتذكري أدب السيدة عائشة عندما كانت تغضب من الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم تقول (والله ما هجرت إلا اسمك).












    المصادر



    1- حتى يبقى الحب، محمد محمد البدري.



    2- النبي صلى الله عليه وسلم مع زوجاته، عصام محمد الشريف.



    3- التفاهم في الحياة الزوجية، د.مأمون مبيض.



    4- الرجال من المريخ والنساء من الزهرة، د.جون غراي.




    فضلاً وليس امراً


    اخواني اخواتي الاعضاء
    ردودكم جوهر هاذ المنتداء اتمنا من الجميع المشاركه حتا لو مكانو متزوجين او الموضوع مو من اهتماماتكم الحاليه شاركوني ولو بالقليل واتمنا يكون لردودكم قيمه معنويه جوهريه تعكسون فيها وجهت نضركم تجاه مشاعركم وكذالك ارائكم في حب المراءه وكذالك حب الرجل و ميجب توفر في كليهم ؟؟كيفيت النصح فيما بينهم!!! بتمنا يكون موضوع يتدرج في سياقها هاذي الاطروحات... وكذالك ممكن تحطون الفروق من وجهت نضركم. في هاذ الموضوع لا اطلب منكم الكثير ولكن اتمنا ان احصل على خبرتكم ومشاعركم وتجاربكم في هاذه الحياه الفانيه وبجب ان يكون هاذ الموضوع مرجع للحياه المستقبليه مع شركائكم في الحياه...... تحياتي ودمتم بكل ودوتقدير


    ابي ردودكم مثل هالورده متعدده وكل لون لها تاثيره ومغير من قيمت الثاني ابي كل شي يجتمع ويتواجد في الموضوع مثل هالورده تحمل جميع الوان الطيف ابي طيفكم يغطي عا النت ومافيه بكبره املي فيكم كبير لاتخيبونه




  2. #2
    أبو عبدالله الصورة الرمزية منصور الغايب


    تاريخ التسجيل
    04 2007
    المشاركات
    11,380
    المشاركات
    11,380
    Blog Entries
    1


    شكرا على هذا النقل أختي الفاضلة


    وألفت انتباهك إلى أن للمنقول مضيف خاص به


    شكرا لك




  3. #3
    ما ينلحق معروفه الصورة الرمزية راقيه الجزائريه


    تاريخ التسجيل
    11 2008
    العمر
    36
    المشاركات
    1,518
    المشاركات
    1,518
    Blog Entries
    2


    أاسال الله أن يديم المودّه في قلوب الأزواج

    فلحب شرط مهم لتكوين اسره سعيده ومستقره

    بارك الله فيك اخيه موضوع قيّم ويستحق القراءه بتمعن

    شكرا لك



    اللهم اغفر لوالدي وارحمه واجعل قبره روضة من رياض الجنة

  4. #4
    مشرفة مضيف الاسرة الصورة الرمزية شموخ شمالية


    تاريخ التسجيل
    10 2008
    المشاركات
    14,566
    المشاركات
    14,566


    عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم ((إني لأعلم إذا كنتِ عني راضية وإذا كنت علي غضبى))، قالت: فقُلت: من أين تعرف ذلك؟ فقال ((أما إذا كنت عني راضية فإنك تقولين لا ورب محمد, وإذا كنت غضبى قلتِ لا ورب إبراهيم))، قالت: قلت: أجل، والله يا رسول الله ما أهجر إلا اسمك [رواه البخاري].






    رضي الله عنها وارضاها ليتنا نحب أزواجنا كـ حب عائشة
    ويحبنا أزواجنا {مستقبلآ} كـ حب رسولة الكريم


    شكرآ لكـِ أختي الكريمة وأبدعتي بما نقلتي

    أحترااامي



    وأن أردت التفاخر بشيء
    ذكرت { أبي } لا أكثـر ..!

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

المواضيع المتشابهه

  1. الاتحاد أمام فرصة الاقتراب من اللقب
    بواسطة حمـود في المنتدى المضيف الرياضي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 30-03-2008, 20:07
  2. الوزن الثقيل ممنــوع الاقتراب بس النظر من بعيد....؟؟؟
    بواسطة الشمـــااااالي في المنتدى فـنـون الـمـطبخ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 13-10-2004, 10:25
  3. طرائف الأزواج......
    بواسطة فارس الجربا في المنتدى مضيف فلّة الحجاج
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 26-09-2003, 20:46
  4. طرائف الأزواج......
    بواسطة فارس الجربا في المنتدى المنقول هنا
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 26-09-2003, 20:46
  5. العزلة والابتعاد عن الناس؟؟
    بواسطة موج البحر في المنتدى المضيف العام
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 12-01-2002, 23:16

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
جميع ما يطرح بالمضايف يعبر عن وجهة نظر صاحبه وعلى مسؤوليته ولا يعبر بالضرورة عن رأي رسمي لإدارة شبكة شمر أو مضايفها
تحذير : استنادا لنظام مكافحة الجرائم المعلوماتية بالمملكة العربية السعودية, يجرم كل من يحاول العبث بأي طريقة كانت في هذا الموقع أو محتوياته