صفحة 1 من 9 1 2 3 4 5 6 7 8 9 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 86

الموضوع: حبيته لما عرفته ...

  1. #1
    -


    تاريخ التسجيل
    06 2005
    المشاركات
    34,989
    المشاركات
    34,989
    Blog Entries
    78

    حبيته لما عرفته ...



    [ALIGN=CENTER][TABLE1="width:100%;background-color:black;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]




    حبيته لما عرفته
    تعالوا نتعرف لكي نحبه أكثر
    لكي نقتدي به أكثر
    إنه النبي والهادي رسولنا العظيم صلى الله عليه وسلم ..
    حبيته لما عرفته مواقف من حياته ومن سيرته
    بالاشتراك مع مشرفنا القدير
    ( ابوضاري)


    قال تعالى

    إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً
    [الأحزاب : 56]




    [/ALIGN]
    [/CELL][/TABLE1][/ALIGN]



    هكذا هم الغرباء يأتون ويرحلون بـصمت ..!

  2. #2
    -


    تاريخ التسجيل
    06 2005
    المشاركات
    34,989
    المشاركات
    34,989
    Blog Entries
    78


    [ALIGN=CENTER][TABLE1="width:100%;background-color:black;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]




    نعود معاً الى ذلك الزمن الجميل ...عندما كان الحب حبا....

    عندما كان يعني الحب الوفاء و الإخلاص ...عندما كان الحب هو أسمى المشاعر الطاهرة....

    عندما كان الحب طاهرا.....لم تدنسه الاعتقادات الغربية الفاسدة....و لا الأفكار الشاذة...

    التي حولت أطهر و أسمى المعاني الإنسانية الى دعوة الى الزنى و العياذ بالله ...

    اليوم سنعود بالزمن ....و إلى أي زمن....زمن الحب الطاهر....عندما تزوج أشرف الخلق و الأنبياء صلى الله عليه وسلم

    من رمز العفة و الوفاء سكن سيد الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم

    خديجة بنت خويلد رضي الله عنها

    فاليوم رسالة الى كل مسلمة .....

    انها قصة الحب الطاهر ....
    نهر الرحمة و ينبوع الحنان
    امنت به حين كفر به الناس
    و صدقته حين كذبه الناس
    وواسته بمالها إذا حرمه الناس

    فكانت في الجاهلية و ما تحملها من عبودية و تخلف تحمل خديجة رضي الله عنها لقب الطاهرة

    فهي الطاهرة قبل الإسلام و بعده ....أول صدّيقة في عالم المؤمنات

    و أول زوجة من الزوجات العفيفات الطاهرات إنها أول من صلى على ظهر الأرض
    مع رسول الله صلى الله عليه وسلم

    أول من استمع الى القرءان غضا طريا من فم رسول الله صلى الله عليه وسلم

    فبذلت قلبها كله و مالها كله و حبها كله و عقلها كله

    لأشرف خلق الله محمد صلى الله عليه وسلم

    فقال الحبيب صلى الله عليه وسلم عنها:

    خير نسائها خديجة بنت خويلد وخير نسائها مريم بنت عمران

    الراوي: علي بن أبي طالب المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3877
    خلاصة الدرجة: صحيح


    و الراجح من قول العلماء أن خير نسائها أي خير نساء زمانها

    صلى الله على محمد صلى الله عليه وسلم

    أن رسول الله – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – خط أربعة خطوط ثم قال : أتدرون لم خططت هذه الخطوط ؟ قالوا : لا قال : أفضل نساء الجنة أربع : مريم بنت عمران ، وخديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد ، وآسية ابنة مزاحم .

    الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: الوادعي - المصدر: الصحيح المسند - الصفحة أو الرقم: 590
    خلاصة الدرجة: صحيح

    فشهد لها نبي الله صلى الله عليه وسلم و هو لا ينطق عن الهوى إن هو الا وحي يوحى

    أنها خير نساء زمانها و أفضل نساء الجنة

    خديجة بنت خويلد رضي الله عنها

    و قال المصطفى صلى الله عليه وسلم أيضا عنها ....

    حسبك من نساء العالمين مريم بنت عمران ، وخديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد ، وآسية إمرأة فرعون .

    الراوي: أنس بن مالك المحدث: الوادعي - المصدر: الصحيح المسند - الصفحة أو الرقم: 37
    خلاصة الدرجة: صحيح

    و تخيل أن ترى رؤيا أن عمر بن الخطاب يسلم عليك

    أو أن أبا بكر يسلم عليك

    أو أن المصطفى صلى الله عليه وسلم يسلم عليك

    فما بالك أن يسلم عليك من بيده ملكوت السماوات و الأرض

    فلقد بعث الله الملك ملك السماوات و الأرض مع أمين وحي السماء جبريل عليه السلام

    بعث الله لخديجة بنت خويلد السلام .....

    أتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، هذه خديجة قد أتت ، معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب ، فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها ومني ، وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب .

    الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 3820
    خلاصة الدرجة: [صحيح]

    فقالت خديجة الطاهرة بلسان بليغ يعرف عظمة خالقه:

    جاء جبريل إلى النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – وعنده خديجة وقال : إن الله يقرئ خديجة السلام فقالت : إن الله هو السلام وعلى جبريل السلام وعليك السلام ورحمة الله .

    الراوي: أنس بن مالك المحدث: الوادعي - المصدر: الصحيح المسند - الصفحة أو الرقم: 116
    خلاصة الدرجة: حسن

    و بشرها جبريل ببيت في الجنة من قصب أي لؤلؤة مجوفة لا صخب فيه و لا نصب .....

    اللهم ابن لنا قصورا في الفردوس الأعلى أجمعين ....




    و كانت عائشة رضي الله عنها تعرف مكانة خديجة في قلب النبي صلى الله عليه وسلم فقالت :

    ما غرت على أحد من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ما غرت على خديجة وما بي أن أكون أدركتها وما ذاك إلا لكثرة ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم لها وإن كان ليذبح الشاة فيتتبع بها صدايق خديجة فيهديها لهن

    الراوي: عائشة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3875
    خلاصة الدرجة: صحيح

    و قالت:


    ما حسدت أحدا ما حسدت خديجة وما تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بعد ما ماتت وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب

    الراوي: عائشة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3876
    خلاصة الدرجة: صحيح

    فلقد كان لخديجة مكانة عظيمة في قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم

    فقالت عائشة رضي الله عنها:

    كان إذا ذبح الشاة يقول : أرسلوا بها إلى أصدقاء خديجة

    الراوي: عائشة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 4722
    خلاصة الدرجة: صحيح

    فمن هي خديجة؟!!

    نشأت خديجة رضي الله عنها في مكة في بيت شرف و مكانه

    في بيت غنى و ثراء

    و أول زواجها كان من عتيق بن عابد المخزومي و توفي عنها ثم تزوجت بعده أبي هالة بن زرارة و أنجبت منه ولدا اسمه هند بن أبي هالة .....

    فأعرضت عن الزواج ....

    و تقدم لخطبتها كثير من شرفاء قريش لحسبها و أخلاقها و مالها حيث أنها لقبت بالطاهرة ...

    و سمعت الطاهرة العفيفة عن أخلاق الصادق الأمين فعرفت بأخلاقه من غلام يدعى ميسرة ....

    فرغبت بالزواج منه و كانت في الأربعين من عمرها رضي الله عنها و كان بلغ النبي صلى الله عليه وسلم الخامسة و العشرين من عمره الشريف ....

    و هي التي خطبت رسول الله صلى الله عليه وسلم

    و كان أبوها يرغب عن زواجها ( أي يرفض) من النبي محمد صلى الله عليه وسلم

    و كان يقول : أأزوج خديجة يتيم بن أبي طالب؟

    و من الأقوال أن أبو خديجة هو الذي زوجها و روايات أخرى تقول أنه عمها

    و لنا هنا وقفة....

    مع المستشرقين...

    أصحاب الفكر الساقط...

    الذي أنهكهم التحلل الأخلاقي ....

    ما الذي يدفع شاب في مقتبل عمره عرف بالصدق و الأمانة و أشرف الأخلاق و الوسامة و النسب العريق الذي إن أراد أجمل فتاة من قريش لتزوجها أن يتزوج من امرأه أكبر منه ؟!!!!

    و يزعمون ما يزعمون هؤلاء المستشرقون .....

    تزوجها و هي في الأربعين و هو صلى الله عليه وسلم في الخامسة و العشرين في ذروة شبابه

    و لم يتزوج بعدها إلا أن توفيت ....

    و كان عمره حين تزوج زوجته الثانية سودة 53 سنة أي تقدم به العمر

    و العلماء يقولون أن الشيخوخة تبدأ من سن الخمسين

    فأي شبهة يلقونها على أطهر خلق الله محمد صلى الله عليه وسلم و هو الطاهر الذي فاضت طهارته على العالمين أجمعين

    و ما نقول دفاعا فإنه كلاما لا يستحق دفاعا أو حتى النظر ليه

    إنما نقول حبا لحبيب قلوبنا صلى الله عليه وسلم

    اللهم صل و سلم و زد و بارك على حبيب قلوبنا صلى الله عليه وسلم



    و في بيت جميل زين الحب جدرانه

    كان الحبيب صلى الله عليه وسلم و الطاهرة العفيفة خديجة رضي الله عنها رموز الوفاء

    و أكمل الله لنبيه صلى الله عليه وسلم السعاده ....

    و أنجبا

    القاسم الذي يكنى به النبي صلى الله عليه وسلم

    ثم زينب

    ثم رقية

    ثم أم كلثوم

    ثم فاطمة

    و امتلأ البيت بالمودة و الحنان

    و عواطف الأبوة الحانية و مشاعر الأمومة الجياشة ....

    وضم البيت هند ابن خديجة و علي بن أبي طالب و زيد ابن حارثة و أم أيمن حاضنة النبي صلى الله عليه وسلم

    و بدأت بشائر النبوة.....

    و أول ما كانت كانت الرؤيا الصادقة ...

    عن عائشة أم المؤمنين أنها قالت : أول ما بدىء به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم ، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ، ثم حبب إليه الخلاء ، وكان يخلو بغار حراء ، فيتحنث فيه - وهو التعبد - الليالي ذوات العدد قبل أن ينزع إلى أهله ، ويتزود لذلك ، ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها ، حتى جاءه الحق وهو في غار حراء ، فجاءه الملك فقال : اقرأ ، قال : ما أنا بقارىء . قال : فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ، ثم أرسلني فقال : اقرأ ، قلت ما أنا بقارىء ، فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ، ثم أرسلني فقال : اقرأ ، فقلت : ما أنا بقارىء ، فأخذني فغطني الثالثة ، ثم أرسلني فقال : { اقرأ باسم ربك الذي خلق . خلق الإنسان من علق . اقرأ وربك الأكرم } . فرجع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم يرجف فؤاده ، فدخل على خديجة بنت خويلد رضي الله عنها فقال : زملوني زملوني . فزملوه حتى ذهب عنه الروع ، فقال لخديجة وأخبرها الخبر : لقد خشيت على نفسي . فقالت خديجة: كلا والله ما يخزيك الله أبدا ، إنك لتصل الرحم ، وتحمل الكل ، وتكسب المعدوم ، وتقري الضيف ، وتعين على نوائب الحق . فانطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى ، ابن عم خديجة ، وكان امرءا تنصر في الجاهلية ، وكان يكتب الكتاب العبراني ، فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب ، وكان شيخا كبيرا قد عمي ، فقالت له خديجة : يا بن عم ، اسمع من ابن أخيك . فقال له ورقة : يا بن أخي ماذا ترى ؟ فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر ما رأى ، فقاله له ورقة : هذا الناموس الذي نزل الله به على موسى ، يا ليتني فيها جذع ، ليتني أكون حيا إذ يخرجك قومك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أومخرجي هم . قال : نعم ، لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي ، وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا . ثم لم ينشب ورقة أن توفي ، وفتر الوحي .

    الراوي: عائشة المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 3
    خلاصة الدرجة: [أورده في صحيحه] وقال : يونس ومعمر (بوادره)

    تأملوا وفاءها ...

    عندما رجف قلب الحبيب صلى الله عليه وسلم

    طمأنته بكلمات عذبه و قالت:
    كلا والله ما يخزيك الله أبدا ، إنك لتصل الرحم ، وتحمل الكل ، وتكسب المعدوم ، وتقري الضيف ، وتعين على نوائب الحق .

    صلى الله على محمد صلى الله عليه وسلم

    و بعث الحبيب صلى الله عليه وسلم ...

    و ما لبث أن عودي المصطفى صلى الله عليه وسلم

    و قاطعت بنو قريش بني هاشم

    و دخلت خديجة الحصار مع نبي الله صلى الله عليه وسلم

    ووقفت بجانبه و ازرته بنفس راضية و أحبها حبا شديدا و قدرها تقديرا شديدا فهي الزوجة الوفية رضي الله عنها و أرضاها

    حتى انتهى الحصار الظالم

    و لم تلبث خديجة رضي الله عنها الا قليلا ثم توفيت

    و حزن عليها المصطفى صلى الله عليه وسلم حزنا كثيرا

    و نزل بها الى قبرها في رمضان

    ففارقه جسدها

    و لم يفارقه حبها

    و عندما غارت منها عائشة

    قال صلى الله عليه وسلم : إني قد رزقت حبها ....

    عن عائشة قالت : ( ما غرت على نساء النبي صلى الله عليه وسلم إلا على خديجة وإني لم أدركها . قالت : وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذبح الشاة فيقول : أرسلوا بها إلى أصدقاء خديجة قالت فأغضبته يوماً فقلت : خديجة! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ إني قد رُزقت حبها ] رواه مسلم

    صلى الله على محمد صلى الله عليه وسلم



    [/ALIGN]
    [/CELL][/TABLE1][/ALIGN]



    هكذا هم الغرباء يأتون ويرحلون بـصمت ..!

  3. #3
    -


    تاريخ التسجيل
    06 2005
    المشاركات
    34,989
    المشاركات
    34,989
    Blog Entries
    78


    [ALIGN=CENTER][TABLE1="width:100%;background-color:black;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]






    في الثامنة من عمره صلى الله عليه وسلم

    أوصى به جده عبد المطلب لعمه أبي طالب و هو أخو عبد الله أبو النبي صلى الله عليه وسلم من الأب و الأم

    حن له و رق له رقة شديدة و رعاه كأنه من صلبه و لازمه في كل مكان و ما فارقه الا نادرا

    كان لا ينام الا و رسول الله صلى الله عليه وسلم في جواره في نفس فراشه....

    كان لا يأكل الا إذا حضر أشرف الخلق محمد صلى الله عليه وسلم و جلس على الطعام معه....

    و ظل يطوقه بالعناية و الرعاية و الحب الشديد حتى بعث أشرف الخلق محمد صلى الله عليه وسلم

    كان عمه حائط صد منيع طالما تحطمت عليه سيوف و رماح أهل الشرك بعدما جهر النبي صلى الله عليه وسلم بالتوحيد و الرسالة....

    فصادق و عادى من أجل الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم

    و مكث الحبيب صلى الله عليه وسلم في بيت أبو طالب و كان له بصيرة نافذة تسبق سنه

    طفلا و ليس كأي طفل....

    شابا و ليس كأي شاب...

    رجلا و ليس كأي رجل...

    بل نبيا و ليس كأي نبي...

    صلى الله عليه وسلم

    لبنة تمام الأنبياء و مسك ختامهم

    صلى الله على محمد صلى الله عليه وسلم



    كان عم النبي صلى الله عليه وسلم أبو طالب كثير العيال و قليل المال

    فقرر المصطفى صلى الله عليه وسلم في سن الثالثة عشر من عمره أن يحمل مع عمه المسئوليه و أن يسافر معه الى بلاد الشام للتجارة....

    و كانت من الرحلات العظيمة الطويلة التي يقوم بها أهل مكة حتى أن الملك الحق ذكرها

    قال الله الذي لا اله الا هو الملك الحق في كتابه:


    لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ (1) إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاء وَالصَّيْفِ (2) فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ (3) الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ (4)
    و في صيف شديد الحرارة قرر النبي صلى الله عليه وسلم في سن الثالثة عشر أن يسافر في التجارة....

    و إنها لرسالة:

    كم من اللحظات و الأوقات تضيع من شباب اليوم

    من مسلسلات فاجرة

    و أفلام داعرة

    و نوم ثقيل

    و إن سئل عن السبب

    ((( مش لاقيين حاجة نعملها !!!!!!! )))

    و نسينا أن الوقت هو الحياة

    و الحياة إما جنة أو نار

    و لو احترق كل منا في عمل صغير ليثبت كل منا مكانته و اقتدينا بالحبيب محمد صلى الله عليه وسلم لتغير الواقع....

    فلا تحقر نفسك

    و لا تحقر جهدك

    لا تحقرن من المعروف شيئا

    و احترق من أجل دينك لعل الله يهدي بك رجلا واحدا

    قال المصطفى حبيب قلوبنا صلى الله عليه وسلم:

    انفذ على رسلك ؛ حتى تنزل بساحتهم ، ثم ادعهم إلى الإسلام ، و أخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه ، فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمرالنعم

    الراوي: سهل بن سعد الساعدي المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 1511
    خلاصة الدرجة: صحيح

    و مما كان يقوله عبد الله بن مسعود رضي الله عنه

    و تأمل حال السلف....

    ما ندمت على شيء كندمي على يوم غربت شمسه نقص فيه أجلي و لم يزد فيه عملي

    أو كما قال رضي الله عنه

    و أقسم الملك الحق في كتابه ليبين لنا أهمية الوقت

    فقال الملك الحق : " و الضحى و الليل إذا سجى...."

    "و العصر...."

    "و الفجر و ليال عشر ..."

    لنتذكر....

    قال الله الذي لا اله الا هو:

    ﴿تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا * وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا﴾ [الفرقان:61-62]

    فعلمنا النبي صلى الله عليه وسلم

    كيف يكون الشاب المسلم

    حتى أنه قبل بعثته

    لقب من برلمان الشرك بأكمله بالصادق الأمين صلى الله عليه وسلم

    فلم يكن يملك سيفا و لا مالا

    و لكن...

    كان يملك خلقا يشهد به أهل مكة أجمعين

    صلى الله على محمد صلى الله عليه وسلم




    عزم المصطفى صلى الله عليه وسلم أن يسافر إلى الشام على ظهور الإبل على رمال ملتهبة انعكست عليها أشعة الشمس فكادت أشعة الشمس المنعكسة أن تخطف الأبصار ليعاون عمه أبو طالب في تحمل المسئولية....

    و في الطريق الى الشام....

    حدث لهم ما لم يحدث من قبل

    كانوا دائما يمروا على صومعة راهب من الرهبان فما عكر صفوهم و ما دخل اليهم و ما كلمهم و ما سألوه و سألهم قبل ذلك

    و لكن....

    إذا به يخرج من صومعته و يرحب بهم و يبحث عنهم و يتحرك بينهم كأنه يبحث عن شيء

    و مصر على دعوتهم على طعامه...

    انه بحيرى الراهب...

    الذي قرأ الكتب السماوية و يعلم أن هذا الزمان هو زمان خروج المصطفى صلى الله عليه وسلم ....

    و يعرف أوصافه و سمته و هديه فالكتب بين يديه تتحدث بإجلال عن أشرف و أطهر خلق الله محمد صلى الله عليه وسلم

    بل و يعرف خاتم النبوة بين كتفي النبي محمد صلى الله عليه وسلم

    فكل الكتب السماوية تبشر به

    فأخذ يبحث حتى وصل الى النبي محمد صلى الله عليه وسلم

    و البراءة في عينيه اذ هو تقريبا في الثالثة عشر من عمره صلى الله عليه وسلم

    و قال الراهب:

    هذا رسول الله

    صلى الله على محمد صلى الله عليه وسلم

    و في صحيح الترمذي و صححه شيخنا الألباني:

    خرج أبو طالب إلى الشام وخرج معه النبي صلى الله عليه وسلم في أشياخ من قريش فلما أشرفوا على الراهب هبطوا فحلوا رحالهم فخرج إليهم الراهب وكانوا قبل ذلك يمرون به فلا يخرج إليهم ولا يلتفت قال فهم يحلون رحالهم فجعل يتخللهم الراهب حتى جاء فأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال هذا سيد العالمين هذا رسول رب العالمين يبعثه الله رحمة للعالمين فقال له أشياخ من قريش ما علمك فقال إنكم حين أشرفتم من العقبة لم يبق حجر ولا شجر إلا خر ساجدا ولا يسجدان إلا لنبي وإني أعرفه بخاتم النبوة أسفل من غضروف كتفه مثل التفاحة ثم رجع فصنع لهم طعاما فلما أتاهم به فكان هو في رعية الإبل فقال أرسلوا إليه فأقبل وعليه غمامة تظله فلما دنا من القوم وجدهم قد سبقوه إلى فيء الشجرة فلما جلس مال فيء الشجرة عليه فقال انظروا إلى فيء الشجرة مال عليه قال فبينما هو قائم عليهم وهو يناشدهم أن لا يذهبوا به إلى الروم فإن الروم إن رأوه عرفوه بالصفة فيقتلونه فالتفت فإذا بسبعة قد أقبلوا من الروم فاستقبلهم فقال ما جاء بكم قالوا جئنا إن هذا النبي خارج في هذا الشهر فلم يبق طريق إلا بعث إليه بأناس وإنا قد أخبرنا خبره بطريقك هذا قال أفرأيتم أمرا أراد الله أن يقضيه هل يستطيع أحد من الناس رده قالوا لا قال فبايعوه وأقاموا معه قال أنشدكم بالله أيكم وليه قالوا أبو طالب فلم يزل يناشده حتى رده أبو طالب وبعث معه أبو بكر بلالا وزوده الراهب من الكعك والزيت

    الراوي: أبو موسى المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3620
    خلاصة الدرجة: صحيح لكن ذكر بلال فيه منكر كما قيل

    و أنكر بعض أهل العلم بعث أبو بكر و بلال لأن أبا بكر كان في العاشرة من عمره و بلال لم يولد بعد حيث أن بلال أعتقه أبو بكر رضي الله عنهما

    إلا أن باقي الحديث صححه الأباني

    و تؤكد الرواية معرفة أهل الكتاب للمصطفى صلى الله عليه وسلم

    و قد ورد في التوراة:

    لقيت عبد الله بن عمرو بن العاص فقلت أخبرني عن صفة الرسول صلى الله عليه وسلم في التوراة قال فقال أجل والله إنه لموصوف في التوراة ببعض صفته في القرآن { يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا } وحرزا للأميين أنت عبدي ورسولي سميتك المتوكل ليس بفظ ولا غليظ ولا صخاب في الأسواق ولا يدفع بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويغفر ولن يقبضه الله تعالى حتى يقيم به الملة العوجاء بأن يقولوا لا إله إلا الله ويفتحوا بها أعينا عميا وآذانا صما وقلوبا غلفا

    الراوي: عطاء بن يسار المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الأدب المفرد - الصفحة أو الرقم: 185
    خلاصة الدرجة: صحيح

    و يحاول اليهود و النصارى طمث الحقائق

    و لكن...

    ما تولى الله حفظه لا يضيعه أحد

    و عاد النبي صلى الله عليه وسلم من الرحلة ليستأنف حياة الرجولة

    صلى الله على محمد صلى الله عليه وسلم


    ما كان المصطفى صلى الله عليه وسلم شابا خاملا تتعثر به الحياة فيعيش على عراقة نسبه

    بل....

    لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم حياة للحياة

    فما كان الا بشر يوحى اليه صلى الله عليه وسلم

    قال الله الذي لا اله الا هو:

    قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا
    [الكهف:110]


    فكان صلى الله عليه وسلم يعمل بيده ليشق لنفسه طريقا بين الصخور صلى الله عليه وسلم

    فرعى الأغنام صلى الله عليه وسلم

    المهنة التي عمل بها الأنبياء

    قال المصطفى صلى الله عليه وسلم:

    ما بعث الله نبيا إلا رعى الغنم . فقال أصحابه : وأنت ؟ فقال : نعم ، كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة

    الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 2262
    خلاصة الدرجة: [صحيح]

    ليعلمه الله الحلم و الصبر و شغف العيش و الخشونة و الفقر

    و ليعلمنا الله أن خير مال الانسان ما يقدمه من يده

    فالعمل للتوحيد ثم كسب العيش

    فمن من الناس من يحملون هم الطين (البشر) و من الناس من يحملون هم الدين....




    اللهم اجعلنا ممن يحملون هم الدين و أحينا على التوحيد و توفنا عليه و ارزقنا الثبات على سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم الى يوم أن نلقاك يا أرحم الراحمين و اجعلنا من القابضين على دينك كالقابضين على الجمر و اجعل عملنا كله صالحا لوجهك خالصا فأنت ولي ذلك و القادر عليه يا أرحم الراحمين ....


    و صل اللهم و سلم و زد و بارك على أطهر و أشرف خلقك حبيب قلوبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم


    [/ALIGN]
    [/CELL][/TABLE1][/ALIGN]



    هكذا هم الغرباء يأتون ويرحلون بـصمت ..!

  4. #4
    -


    تاريخ التسجيل
    06 2005
    المشاركات
    34,989
    المشاركات
    34,989
    Blog Entries
    78


    [ALIGN=CENTER][TABLE1="width:100%;background-color:black;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]


    لم تكن طفولة النبي صلى الله عليه وسلم كأي طفولة

    انها طفولة أشرف و أطهر خلق الله الى يوم أن يرث الله الأرض و ما عليها

    صلى الله على محمد صلى الله عليه وسلم

    ولد حبيبنا صلى الله عليه وسلم يتيما

    ليكون يتمه صلى الله عليه وسلم تشريفا لكل يتيم

    توفي والده عبد الله و هو في بطن أمه

    و تربى بعيدا عن أمه في بني سعد

    و توفيت أمه و هو طفلا صغيرا صلى الله عليه و سلم

    ثم توفي جده

    و ما كان ذلك الا لحكمة الهيه

    حتى لا يشبن النبي صلى الله عليه وسلم يقول أبي و أمي

    بل يقول ربي ربي

    فتولى الله الملك الحق رعاية نبينا صلى الله عليه وسلم

    قال الله الذي لا اله الا هو:

    وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3) وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الأُولَى (4) وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى (5) أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى (6) وَوَجَدَكَ ضَالا فَهَدَى (7) وَوَجَدَكَ عَائِلا فَأَغْنَى (8) فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ (9) وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ (10) وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (11)



    صلى الله على محمد صلى الله عليه وسلم
    أول من أرضعه صلى الله عليه وسلم كانت أمه امنة

    و شاركتها في حضانته صلى الله عليه وسلم أم أيمن و اسمها بركة بنت ثعلبة ابن عبد ثم أرضعته امرأة تسمى ثويبة و كانت أمة عم النبي محمد صلى الله عليه وسلم أبو جهل

    والدليل على ذلك حديث نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم مع زوجته أم حبيبة

    قالت : قلت : يارسول الله ، انكح أختي ابنة أبي سفيان ، قال : ( وتحبين ذلك ) . فقلت : نعم ، لست لك بمخلية ، وأحب من مشاركني في الخير أختي ، فقال : ( إن ذلك لا يحل لي ) . فقلت : يارسول الله ، فوالله إنا نتحدث أنك تريد أن تنكح درة بنت أبي سلمة ؟ قال : ( ابنة أم سلمة ) . فقلت : نعم ، فقال : ( فوالله لو لم تكن ربيبتي في حجري ما حلت لي ، إنها ابنة أخي من الرضاعة ، أرضعتني وأبا سلمة ثويبة ، فلا تعرضن علي بناتكن ولا أخواتكن ) . وقال شعيب ، عن الزهري : قال عروة : ثويبة
    أعتقها أبو لهب .

    الراوي: أم حبيبة بنت أبي سفيان المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 5372
    خلاصة الدرجة: [صحيح]



    و بعد فترة من الزمن.....

    نزل مجموعة من نساء البادية من ديار بني سعد مكة ليرضعن أولاد الأشراف من القريشيين

    فقد كان أهل قريش يربونهم في البادية حتى يتعلمون الخشونة بعيدا عن تدليل الأباء و الأمهات و من أجل أن تقوم البادية ألسنتهم فكانوا أفصح من يتكلم العربية

    و لكن....

    لم يكن في بيت امنة ما يغري تلك النساء أن تأخذ احداهن أشرف الخلق محمد صلى الله عليه وسلم

    فقد كان يتيما فقيرا صلى الله عليه وسلم

    و لكن الله قدر السعد للسعدية حليمة من بني سعد

    و ياله من سعد!

    و صارت أمه في الرضاع!

    صلى الله على محمد صلى الله عليه وسلم
    خرجت حليمة و زوجها و ابنها من بيتها و بلدها في سنة جدباء لا خضرة و لا ماء و جف ثديها فلا طعام حتى لابنها الرضيع حتى انهما كانا لا يناما من صراخ ابنهما من الجوع

    و ناقتها عجوز و لا يوجد بها قطرة لبن

    و كانوا يرجون الغيث و الفرج!

    فذهبا الى مكة.....

    و ما كان مرضعة الا عرض عليها نبينا و حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم الا رفضته

    و تبقى هو و تبقت هي ....

    و قالت لزوجها:

    و الله إني لأكره أن أرجع بين صواحبي و لم أخذ رضيعا و الله لأذهبن الى ذلك اليتيم و أخذنه

    فقال زوجها:

    لا عليك أن تفعلي عسى الله أن يجعل فيه بركة

    صلى الله على محمد صلى الله عليه وسلم

    كان نسمة مباركة منذ نعومة أظافره صلى الله عليه وسلم

    قالت فذهبت اليه فأخذته و ما حملها أن تأخذه الا أن لم تجد غيره

    فما وضعته في حجرها الا أن أقبل ثدييها بما شاء من اللبن

    فشرب حتى ارتوى صلى الله عليه وسلم

    و شرب ابنها الصغير أخو النبي صلى الله عليه وسلم في الرضاعة حتى ارتوى

    و ناما....

    وذهب زوجها الى ناقتهما العجوز فإذا هى حافل باللبن!!!

    فحلباها فشربا حتى ارتويا و شبعا

    فلما أصبحا قال زوجها:

    و الله يا حليمة لقد أخذت نسمة مباركة

    فقالت:

    و الله اني لأرجو ذلك !

    فخرجت حليمة و ركبت ****ها فحملت أشرف الخلق محمد صلى الله عليه وسلم معها فوالله قطعت من الركب مايقدر عليها شيئا من حمورهم

    لقد كان أشرف الخلق محمد صلى الله عليه وسلم نسمة مباركة منذ ولد....


    صلى الله على محمد صلى الله عليه وسلم


    و كانت بلاد بني سعد جدباء قحطاء لا خضرة و لا ماء

    و كان غنم حليمة السعدية ترجع اليها شباعا مليئة باللبن

    فتحلب و تشرب و ترتوي.....


    حتى كان يقول الناس لرعيانهم


    اسرحوا حيث تسرح غنم حليمة!


    فترجع غنمهم جياعا و يأتي غنمها شباعا


    سبحان الله العلي العظيم!



    و عندما كان عمره سنتين أخذته حليمة الى امه تطلب منها أن يبقى معها حتى يبلغ صلى الله عليه وسلم

    و كان صلى الله عليه وسلم يشب شبابا مستقلا مميزا

    و عاد مرة أخرى الى ديار بني سعد ....

    الى أمه حليمة ....

    اعتاد المصطفى صلى الله عليه وسلم أن يخرج هو و أخوه ليرعا الغنم

    حتى مر يوم عجيب.....


    عاد ابن حليمة السعدية يصرخ و يقول ان محمدا صلى الله عليه وسلم قد قتل!!!


    و حدثنا بهذه الحادثة رسول الله صلى الله عليه وسلم

    الحديث في ذلك ثابت صحيح ‏أخرجه مسلم وغيره ولفظ مسلم

    (عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى ‏الله عليه وسلم أتاه جبريل وهو يلعب مع الغلمان فأخذه فصرعه فشق عن قلبه فاستخرج ‏القلب فاستخرج منه علقة فقال: هذا حظ الشيطان منك ثم غسله في طست من ذهب ‏بماء زمزم ثم لأمه ثم أعاده في مكانه، وجاء الغلمان يسعون إلى أمه - يعني ظئيره- فقالوا إن ‏محمداً قد قتل. فاستقبلوه وهو منتقع اللون. قال أنس: أرى أثر المخيط في صدره".

    والظئير ‏المرضعة وهي هنا حليمة كما هو معلوم.‏

    طهره الملك الحق منذ طفولته ليحمل الرسالة صلى الله عليه وسلم و ليبلغ الأمانة....

    حتى أن شيطان رسول الله صلى الله عليه وسلم أسلم

    أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏خرج من عندها ليلا قالت فغرت عليه فجاء فرأى ما أصنع فقال ‏ ‏ما لك يا ‏ ‏عائشة ‏ ‏أغرت فقلت وما لي لا يغار مثلي على مثلك فقال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏أقد جاءك شيطانك قالت يا رسول الله أو ‏ ‏معي شيطان قال نعم قلت ومع كل إنسان قال نعم قلت ومعك يا رسول الله قال نعم ولكن ربي أعانني عليه حتى أسلم ‏

    صحيح مسلم

    صلى الله على محمد صلى الله عليه وسلم

    و عاد الى امنة بعد أن خافت عليه حليمة من هذا الأمر

    و في يوم من الأيام أخذته امنة معها الى يثرب

    بالقرب من الموطن الذي توفي فيه أبوه صلى الله عليه وسلم

    و قضى وقتا في يثرب كأنه يقول لهذا المكان انتظر لأضع لك اسما جميلا كجمال التوحيد

    ثم رجعوا في مكان يسمى الأبواء بين مكة و المدينة....

    و رأت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم أمه و هي تتألم

    و لا يملك الا أن ينظر لها نظرات باكية....

    و ماتت امنة بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم

    ليذوق اليتم في طفولته مرتين صلى الله عليه وسلم

    و عاد بيت أمنة وحده

    و امتدت اليه يدي جده الحانيتين

    جده عبد المطلب

    كان يفيض حبا و حنانا

    كان سيد قرنه و ساقي الحجيج

    و ها هو جده يموت أيضا

    ليذوق النبي صلى الله عليه وسلم الحزن ثلاثا في طفولته

    صلى الله على محمد صلى الله عليه وسلم

    و هكذا لم يشب النبي صلى الله عليه وسلم ليقول أبي و أمي

    بل ليقول ربي ربي

    اللهم صل وسلم و زد و بارك على الرحمة المهداة أشرف الخلق محمد صلى الله عليه وسلم

    بأبي و أمي و روحي يا رسول الله صلى الله عليه وسلم


    [/ALIGN]
    [/CELL][/TABLE1][/ALIGN]



    هكذا هم الغرباء يأتون ويرحلون بـصمت ..!

  5. #5
    مراقب المضايف الاسلامية الصورة الرمزية ابو ضاري


    تاريخ التسجيل
    03 2007
    الدولة
    الجبي
    العمر
    45
    المشاركات
    15,733
    المشاركات
    15,733
    Blog Entries
    1





    اشكر الاخت شام على هذا الجهد المبارك ونسال الله ان يجعلها في ميزان اعمالها


    شق الصدر

    وهكذا رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بني سعد، حتى إذا كان بعده بأشهر على قول ابن إسحاق، وفي السنة الرابعة من مولده على قول المحققين وقع حادث شق صدره، روى مسلم عن أنس‏:‏ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل، وهو يلعب مع الغلمان، فأخذه فصرعه، فشق عن قلبه، فاستخرج القلب، فاستخرج منه علقة، فقال‏:‏ هذا حظ الشيطان منك، ثم غسله في طَسْت من ذهب بماء زمزم، ثم لأَمَه ـ أي جمعه وضم بعضه إلى بعض ـ ثم أعاده في مكانه، وجاء الغلمان يسعون إلى أمه ـ يعنى ظئره ـ فقالوا‏:‏ إن محمدًا قد قتل، فاستقبلوه وهو مُنْتَقِعُ اللون ـ أي متغير اللون ـ قال أنس‏:‏ وقد كنت أرى أثر ذلك المخيط في صدره‏.‏

    إلى أمه الحنون
    وخشيت عليه حليمة بعد هذه الوقعة حتى ردته إلى أمه، فكان عند أمه إلى أن بلغ ست سنين‏.‏
    ورأت آمنة ـ وفاء لذكرى زوجها الراحل ـ أن تزور قبره بيثرب، فخرجت من مكة قاطعة رحلة تبلغ نحو خمسمائة كيلو متر ومعها ولدها اليتيم ـ محمد صلى الله عليه وسلم ـ وخادمتها أم أيمن، وقيمها عبد المطلب، فمكثت شهرًا ثم قفلت، وبينما هي راجعة إذ لحقها المرض في أوائل الطريق، ثم اشتد حتى ماتت بالأبْوَاء بين مكة والمدينة‏.‏

    إلى جده العطوف
    وعاد به عبد المطلب إلى مكة، وكانت مشاعر الحنو في فؤاده تربو نحو حفيده اليتيم الذي أصيب بمصاب جديد نَكَأ الجروح القديمة، فَرَقَّ عليه رقة لم يرقها على أحد من أولاده، فكان لا يدعه لوحدته المفروضة، بل يؤثره على أولاده، قال ابن هشام‏:‏ كان يوضع لعبد المطلب فراش في ظل الكعبة، فكان بنوه يجلسون حول فراشه ذلك حتى يخرج إليه، لا يجلس عليه أحد من بنيه إجلالًا له، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتى وهو غلام جفر حتى يجلس عليه، فيأخذه أعمامه ليؤخروه عنه، فيقول عبد المطلب إذا رأي ذلك منهم‏:‏ دعوا ابني هذا، فوالله إن له لشأنًا، ثم يجلس معه على فراشه، ويمسح ظهره بيده، ويسره ما يراه يصنع‏.‏
    ولثمانى سنوات وشهرين وعشرة أيام من عمره صلى الله عليه وسلم توفي جده عبد المطلب بمكة، ورأي قبل وفاته أن يعهد بكفالة حفيده إلى عمه أبي طالب شقيق أبيه‏.‏

    إلى عمه الشفيق
    ونهض أبو طالب بحق ابن أخيه على أكمل وجه، وضمه إلى ولده وقدمه عليهم واختصه بفضل احترام وتقدير، وظل فوق أربعين سنة يعز جانبه، ويبسط عليه حمايته، ويصادق ويخاصم من أجله، وستأتي نبذ من ذلك في مواضعها‏.‏

    يستسقى الغمام بوجهه
    أخرج ابن عساكر عن جَلْهُمَة بن عُرْفُطَة قال‏:‏ قدمت مكة وهم في قحط، فقالت قريش‏:‏ يا أبا طالب، أقحط الوادي، وأجدب العيال، فهَلُمَّ فاستسق، فخرج أبو طالب ومعه غلام، كأنه شمس دُجُنَّة، تجلت عنه سحابة قَتْمَاء، حوله أُغَيْلمة، فأخذه أبو طالب، فألصق ظهره بالكعبة،ولاذ بأضبعه الغلام، وما في السماء قَزَعَة، فأقبل السحاب من هاهنا وهاهنا وأغدق واغْدَوْدَق، وانفجر الوادي، وأخصب النادي والبادي، وإلى هذا أشار أبو طالب حين قال‏:‏
    وأبيضَ يُستسقى الغَمَام بوجهه ** ثِمالُ اليتامى عِصْمَةٌ للأرامل

    بَحِيرَى الراهب
    ولما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم اثنتى عشرة سنة ـ قيل‏:‏ وشهرين وعشرة أيام ـ ارتحل به أبو طالب تاجرًا إلى الشام، حتى وصل إلى بُصْرَى ـ وهي معدودة من الشام، وقَصَبَة لحُورَان، وكانت في ذلك الوقت قصبة للبلاد العربية التي كانت تحت حكم الرومان‏.‏ وكان في هذا البلد راهب عرف بَبحِيرَى، واسمه ـ فيما يقال‏:‏ جرجيس، فلما نزل الركب خرج إليهم، وكان لا يخرج إليهم قبل ذلك، فجعل يتخلّلهم حتى جاء فأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال‏:‏ هذا سيد العالمين، هذا رسول رب العالمين، هذا يبعثه الله رحمة للعالمين‏.‏ فقال له ‏[‏أبو طالب و‏]‏ أشياخ قريش‏:‏ ‏[‏و‏]‏ ما علمك ‏[‏بذلك‏]‏‏؟‏ فقال‏:‏ إنكم حين أشرفتم من العقبة لم يبق حجر ولا شجر إلا خر ساجدًا، ولا يسجدان إلا لنبى، وإنى أعرفه بخاتم النبوة أسفل من غضروف كتفه مثل التفاحة، ‏[‏وإنا نجده في كتبنا‏]‏، ثم أكرمهم بالضيافة، وسأل أبا طالب أن يرده، ولا يقدم به إلى الشام؛ خوفًا عليه من الروم واليهود، فبعثه عمه مع بعض غلمانه إلى مكة‏.‏

    حرب الفِجَار
    وفي السنة العشرين من عمره صلى الله عليه وسلم وقعت في سوق عُكاظ حرب بين قريش ـ ومعهم كنانة ـ وبين قَيْس عَيْلان، تعرف بحرب الفِجَار وسببها‏:‏ أن أحد بني كنانة، واسمه البَرَّاض، اغتال ثلاثة رجال من قيس عيلان، ووصل الخبر إلى عكاظ فثار الطرفان، وكان قائد قريش وكنانة كلها حرب بن أمية؛ لمكانته فيهم سنا وشرفًا، وكان الظفر في أول النهار لقيس على كنانة، حتى إذا كان في وسط النهار كادت الدائرة تدور على قيس‏.‏ ثم تداعى بعض قريش إلى الصلح على أن يحصوا قتلى الفريقين، فمن وجد قتلاه أكثر أخذ دية الزائد‏.‏ فاصطلحوا على ذلك، ووضعوا الحرب، وهدموا ما كان بينهم من العداوة والشر‏.‏ وسميت بحرب الفجار؛ لانتهاك حرمة الشهر الحرام فيها، وقد حضر هذه الحرب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان ينبل على عمومته؛ أي يجهز لهم النبل للرمي‏.‏

    حلف الفضول
    وعلى أثر هذه الحرب وقع حلف الفضول في ذى القعدة في شهر حرام تداعت إليه قبائل من قريش‏:‏ بنو هاشم، وبنو المطلب،وأسد بن عبد العزى، وزهرة بن كلاب، وتيم بن مرة، فاجتمعوا في دار عبد الله بن جُدْعان التيمى؛ لسنِّه وشرفه، فتعاقدوا وتعاهدوا على ألا يجدوا بمكة مظلومًا من أهلها وغيرهم من سائر الناس إلا قاموا معه، وكانوا على من ظلمه حتى ترد عليه مظلمته، وشهد هذا الحلف رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏ وقال بعد أن أكرمه الله بالرسالة‏:‏ ‏(‏لقد شهدت في دار عبد الله بن جدعان حلفًا ما أحب أن لى به حمر النعم، ولو أدعى به في الإسلام لأجبت‏)‏‏.‏
    وهذا الحلف روحه تنافي الحمية الجاهلية التي كانت العصبية تثيرها، ويقال في سبب هذا الحلف‏:‏ إن رجلًا من زُبَيْد قدم مكة ببضاعة، واشتراها منه العاص بن وائل السهمى، وحبس عنه حقه، فاستعدى عليه الأحلاف عبد الدار ومخزومًا، وجُمَحًا وسَهْمًا وعَدِيّا فلم يكترثوا له، فعلا جبل أبي قُبَيْس، ونادى بأشعار يصف فيها ظلامته رافعًا صوته، فمشى في ذلك الزبير بن عبد المطلب، وقال‏:‏ ما لهذا مترك‏؟‏ حتى اجتمع الذين مضى ذكرهم في حلف الفضول، فعقدوا الحلف ثم قاموا إلى العاص بن وائل فانتزعوا منه حق الزبيدي‏.‏

    حياة الكدح
    ولم يكن له صلى الله عليه وسلم عمل معين في أول شبابه، إلا أن الروايات توالت أنه كان يرعى غنمًا، رعاها في بني سعد، وفي مكة لأهلها على قراريط، ويبدو أنه انتقل إلى عمل التجارة حين شب،فقد ورد أنه كان يتجر مع السائب بن أبي السائب المخزومي فكان خير شريك له، لا يدارى ولا يمارى، وجاءه يوم الفتح فرحب به، وقال‏:‏ مرحبًا بأخي وشريكي‏.‏
    وفي الخامسة والعشرين من سنه خرج تاجرًا إلى الشام في مال خديجة رضي الله عنها قال ابن إسحاق‏:‏ كانت خديجة بنت خويلد امرأة تاجرة ذات شرف ومال، تستأجر الرجال في مالها، وتضاربهم إياه بشيء تجعله لهم، وكانت قريش قومًا تجارًا، فلما بلغها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بلغها من صدق حديثه، وعظم أمانته وكرم أخلاقه بعثت إليه، فعرضت عليه أن يخرج في مال لها إلى الشام تاجرًا، وتعطيه أفضل ما كانت تعطى غيره من التجار، مع غلام لها يقال له‏:‏ ميسرة، فقبله رسول الله صلى الله عليه وسلم منها، وخرج في مالها ذلك، وخرج معه غلامها ميسرة حتى قدم الشام‏.‏

    زواجه بخديجة
    ولما رجع إلى مكة، ورأت خديجة في مالها من الأمانة والبركة ما لم تر قبل هذا، وأخبرها غلامها ميسرة بما رأي فيه صلى الله عليه وسلم من خلال عذبة، وشمائل كريمة، وفكر راجح، ومنطق صادق، ونهج أمين، وجدت ضالتها المنشودة ـ وكان السادات والرؤساء يحرصون على زواجها فتأبي عليهم ذلك ـ فتحدثت بما في نفسها إلى صديقتها نفيسة بنت منبه، وهذه ذهبت إليه صلى الله عليه وسلم تفاتحه أن يتزوج خديجة، فرضى بذلك، وكلم أعمامه، فذهبوا إلى عم خديجة وخطبوها إليه، وعلى إثر ذلك تم الزواج، وحضر العقد بنو هاشم ورؤساء مضر، وذلك بعد رجوعه من الشام بشهرين، وأصدقها عشرين بَكْرة‏.‏ وكانت سنها إذ ذاك أربعين سنة، وكانت يومئذ أفضل نساء قومها نسبًا وثروة وعقلًا، وهي أول امرأة تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يتزوج عليها غيرها حتى ماتت‏.‏
    وكل أولاده صلى الله عليه وسلم منها سوى إبراهيم،ولدت له‏:‏ أولًا القاسم ـ وبه كان يكنى ـ ثم زينب، ورقية، وأم كلثوم، وفاطمة، وعبد الله‏.‏ وكان عبد الله يلقب بالطيب والطاهر، ومات بنوه كلهم في صغرهم، أما البنات فكلهن أدركن الإسلام فأسلمن وهاجرن،إلا أنهن أدركتهن الوفاة في حياته صلى الله عليه وسلم سوى فاطمة رضي الله عنها، فقد تأخرت بعده ستة أشهر ثم لحقت به‏.‏

    بناء الكعبة وقضية التحكيم
    ولخمس وثلاثين سنة من مولده صلى الله عليه وسلم قامت قريش ببناء الكعبة؛ وذلك لأن الكعبة كانت رَضْمًا فوق القامة، ارتفاعها تسعة أذرع من عهد إسماعيل عليه السلام، ولم يكن لها سقف، فسرق نفر من اللصوص كنزها الذي كان في جوفها، وكانت مع ذلك قد تعرضت ـ باعتبارها أثرًا قديما ـ للعوادى التي أدهت بنيانها، وصدعت جدرانها، وقبل بعثته صلى الله عليه وسلم بخمس سنين جرف مكة سيل عرم انحدر إلى البيت الحرام، فأوشكت الكعبة منه على الانهيار، فاضطرت قريش إلى تجديد بنائها حرصًا على مكانتها، واتفقوا على ألا يدخلوا في بنائها إلا طيبًا، فلا يدخلون فيها مهر بغى ولا بيع ربًا ولا مظلمة أحد من الناس، وكانوا يهابون هدمها، فابتدأ بها الوليد بن المغيرة المخزومى، فأخذ المعول وقال‏:‏ اللّهم لا نريد إلا الخير، ثم هدم ناحية الركنين، ولما لم يصبه شيء تبعه الناس في الهدم في اليوم الثاني، ولم يزالوا في الهدم حتى وصلوا إلى قواعد إبراهيم، ثم أرادوا الأخذ في البناء فجزأوا الكعبة، وخصصوا لكل قبيلة جزءًا منها‏.‏ فجمعت كل قبيلة حجارة على حدة، وأخذوا يبنونها، وتولى البناء بناء رومي اسمه‏:‏ باقوم‏.‏ ولما بلغ البنيان موضع الحجر الأسود اختلفوا فيمن يمتاز بشرف وضعه في مكانه، واستمر النزاع أربع ليال أو خمسًا، واشتد حتى كاد يتحول إلى حرب ضروس في أرض الحرم، إلا أن أبا أمية بن المغيرة المخزومى عرض عليهم أن يحكموا فيما شجر بينهم أول داخل عليهم من باب المسجد فارتضوه، وشاء الله أن يكون ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما رأوه هتفوا‏:‏ هذا الأمين، رضيناه، هذا محمد، فلما انتهى إليهم، وأخبروه الخبر طلب رداء فوضع الحجر وسطه وطلب من رؤساء القبائل المتنازعين أن يمسكوا جميعًا بأطراف الرداء، وأمرهم أن يرفعوه، حتى إذا أوصلوه إلى موضعه أخذه بيده فوضعه في مكانه، وهذا حل حصيف رضى به القوم‏.‏
    وقصرت بقريش النفقة الطيبة فأخرجوا من الجهة الشمالية نحوا من ستة أذرع، وهي التي تسمى بالحجر والحطيم، ورفعوا بابها من الأرض؛ لئلا يدخلها إلا من أرادوا، ولما بلغ البناء خمسة عشر ذراعًا سقفوه على ستة أعمدة‏.‏
    وصارت الكعبة بعد انتهائها ذات شكل مربع تقريبًا، يبلغ ارتفاعه 15 مترًا، وطول ضلعه الذي فيه الحجر الأسود والمقابل له 10 أمتار، والحجر موضوع على ارتفاع 1‏.‏50متر من أرضية المطاف‏.‏ والضلع الذي فيه الباب والمقابل له 12مترًا، وبابها على ارتفاع مترين من الأرض، ويحيط بها من الخارج قصبة من البناء أسفلها، متوسط ارتفاعها 0‏.‏25مترًا ومتوسط عرضها 0‏.‏30 مترًا وتسمى بالشاذروان، وهي من أصل البيت لكن قريشًا تركتها‏.‏

    السيرة الإجمالية قبل النبوة
    كان النبي صلى الله عليه وسلم قد جمع في نشأته خير ما في طبقات الناس من ميزات، وكان طرازًا رفيعًا من الفكر الصائب، والنظر السديد، ونال حظًا وافرًا من حسن الفطنة وأصالة الفكرة وسداد الوسيلة والهدف، وكان يستعين بصمته الطويل على طول التأمل وإدمان الفكرة واستكناه الحق، وطالع بعقله الخصب وفطرته الصافية صحائف الحياة وشئون الناس وأحوال الجماعات، فعاف ما سواها من خرافة، ونأي عنها، ثم عاشر الناس على بصيرة من أمره وأمرهم، فما وجد حسنًا شارك فيه وإلا عاد إلى عزلته العتيدة، فكان لا يشرب الخمر، ولا يأكل مما ذبح على النصب، ولا يحضر للأوثان عيدًا ولا احتفالًا، بل كان من أول نشأته نافرا من هذه المعبودات الباطلة، حتى لم يكن شيء أبغض إليه منها، وحتى كان لا يصبر على سماع الحلف باللات والعزى‏.‏
    ولا شك أن القدر حاطه بالحفظ، فعندما تتحرك نوازع النفس لاستطلاع بعض متع الدنيا، وعندما يرضى باتباع بعض التقاليد غير المحمودة ـ تتدخل العناية الربانية للحيلولة بينه وبينها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏ما هممت بشيء مما كان أهل الجاهلية يعملون غير مرتين، كل ذلك يحول الله بيني وبينه، ثم ما هممت به حتى أكرمنى برسالته، قلت ليلة للغلام الذي يرعى معي الغنم بأعلى مكة‏:‏ لو أبصرت لي غنمي حتى أدخل مكة وأسمر بها كما يسمر الشباب، فقال‏:‏ أفعل، فخرجت حتى إذا كنت عند أول دار بمكة سمعت عزفًا، فقلت‏:‏ ما هذا‏؟‏ فقالوا‏:‏ عرس فلان بفلانة، فجلست أسمع، فضرب الله على أذنـى فنمت، فما أيقظني إلا حر الشمس‏.‏ فعدت إلى صاحبي فسألني، فأخبرته، ثم قلت ليلة أخرى مثل ذلك، ودخلت بمكة فأصابني مثل أول ليلة‏.‏‏.‏‏.‏ ثم ما هممت بسوء‏)‏‏.‏
    وروى البخاري عن جابر بن عبد الله قال‏:‏ لما بنيت الكعبة ذهب النبي صلى الله عليه وسلم وعباس ينقلان الحجارة، فقال عباس للنبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ اجعل إزارك على رقبتك يقيقك من الحجارة، فخر إلى الأرض وطمحت عيناه إلى السماء ثم أفاق، فقال‏:‏ ‏(‏إزاري، إزاري‏)‏ فشد عليه إزاره‏.‏ وفي رواية‏:‏ فما رؤيت له عورة بعد ذلك‏.‏

    وكان النبي صلى الله عليه وسلم يمتاز في قومه بخلال عذبة وأخلاق فاضلة، وشمائل كريمة، فكان أفضل قومه مروءة، وأحسنهم خلقًا، وأعزهم جوارًا، وأعظمهم حلمًا، وأصدقهم حديثًا، وألينهم عَرِيكة، وأعفهم نفسًا وأكرمهم خيرًا، وأبرهم عملًا، وأوفاهم عهدًا، وآمنهم أمانة حتى سماه قومه‏:‏ ‏[‏الأمين‏]‏ لما جمع فيه من الأحوال الصالحة والخصال المرضية، وكان كما قالت أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها يحمل الكل، ويكسب المعدوم، ويقرى الضيف، ويعين على نوائب الحق‏










  6. #6
    مراقب المضايف الاسلامية الصورة الرمزية ابو ضاري


    تاريخ التسجيل
    03 2007
    الدولة
    الجبي
    العمر
    45
    المشاركات
    15,733
    المشاركات
    15,733
    Blog Entries
    1


    في ظلال النبوة والرسالة

    في غار حراء
    لما تقاربت سنه صلى الله عليه وسلم الأربعين، وكانت تأملاته الماضية قد وسعت الشقة العقلية بينه وبين قومه، حبب إليه الخلاء، فكان يأخذ السَّوِيق والماء، ويذهب إلى غار حراء في جبل النور على مبعدة نحو ميلين من مكة ـ وهو غار لطيف طوله أربعة أذرع، وعرضه ذراع وثلاثة أرباع ذراع من ذراع الحديد ـ فيقيم فيه شهر رمضان، ويقضي وقته في العبادة والتفكير فيما حوله من مشاهد الكون وفيما وراءها من قدرة مبدعة، وهو غير مطمئن لما عليه قومه من عقائد الشرك المهلهلة وتصوراتها الواهية، ولكن ليس بين يديه طريق واضح، ولا منهج محدد، ولا طريق قاصد يطمئن إليه ويرضاه‏.‏
    وكان اختياره صلى الله عليه وسلم لهذه العزلة طرفًا من تدبير الله له، وليكون انقطاعه عن شواغل الأرض وضَجَّة الحياة وهموم الناس الصغيرة التي تشغل الحياة نقطة تحول لاستعداده لما ينتظره من الأمر العظيم، فيستعد لحمل الأمانة الكبرى وتغيير وجه الأرض، وتعديل خط التاريخ‏.‏‏.‏‏.‏ دبر الله له هذه العزلة قبل تكليفه بالرسالة بثلاث سنوات، ينطلق في هذه العزلة شهرًا من الزمان، مع روح الوجود الطليقة، ويتدبر ما وراء الوجود من غيب مكنون، حتى يحين موعد التعامل مع هذا الغيب عندما يأذن الله‏.‏

    جبريل ينزل بالوحي
    ولما تكامل له أربعون سنة ـ وهي رأس الكمال، وقيل‏:‏ ولها تبعث الرسل ـ بدأت طلائع النبوة تلوح وتلمع، فمن ذلك أن حجرًا بمكة كان يسلم عليه، ومنها أنه كان يرى الرؤيا الصادقة؛ فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، حتى مضت على ذلك ستة أشهر ـ ومدة النبوة ثلاث وعشرون سنة، فهذه الرؤيا جزء من ستة وأربعين جزءًا من النبوة ـ فلما كان رمضان من السنة الثالثة من عزلته صلى الله عليه وسلم بحراء شاء الله أن يفيض من رحمته على أهل الأرض، فأكرمه بالنبوة، وأنزل إليه جبريل بآيات من القرآن‏.‏
    وبعد النظر والتأمل في القرائن والدلائل يمكن لنا أن نحدد ذلك اليوم بأنه كان يوم الاثنين لإحدى وعشرين مضت من شهر رمضان ليلًا، وقد وافق 10 أغسطس سنة 610 م، وكان عمره صلى الله عليه وسلم إذ ذاك بالضبط أربعين سنة قمرية، وستة أشهر، و12 يومًا، وذلك نحو 39 سنة شمسية وثلاثة أشهر وعشرين يومًا‏.‏
    ولنستمع إلى عائشة الصديقة رضي الله عنها تروى لنا قصة هذه الوقعة التي كانت نقطة بداية النبوة، وأخذت تفتح دياجير ظلمات الكفر والضلال حتى غيرت مجرى الحياة، وعدلت خط التاريخ، قالت عائشة رضي الله عنها‏.‏
    أول ما بديء به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فَلَق الصبح، ثم حُبِّبَ إليه الخلاء، وكان يخلو بغار حراء، فيَتَحَنَّث فيه ـ وهو التعبد ـ الليالي ذوات العدد قبل أن ينزع إلى أهله، ويتزود لذلك، ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها، حتى جاءه الحق وهو في غار حراء، فجاءه الملك فقال‏:‏ اقرأ‏:‏ قال‏:‏ ‏(‏ما أنا بقارئ‏)‏، قال‏:‏ ‏(‏فأخذنى فغطنى حتى بلغ منى الجهد، ثم أرسلنى، فقال‏:‏ اقرأ، قلت‏:‏ مـا أنـا بقـارئ، قـال‏:‏ فأخذنى فغطنى الثانية حتى بلـغ منـى الجهد، ثم أرسلني فقال‏:‏ اقرأ، فقلت‏:‏ ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني الثالثة، ثـم أرسلـني فـقـال‏:‏ ‏{‏اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ‏}‏‏[‏العلق‏:‏1‏:‏ 3‏]‏‏)‏، فرجع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم يرجف فؤاده، فدخل على خديجة بنت خويلد فقال‏:‏ ‏(‏زَمِّلُونى زملونى‏)‏، فزملوه حتى ذهب عنه الروع، فقال لخديجة‏:‏ ‏(‏ما لي‏؟‏‏)‏ فأخبرها الخبر، ‏(‏لقد خشيت على نفسي‏)‏، فقالت خديجة‏:‏ كلا، والله ما يخزيك الله أبدًا، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقرى الضيف، وتعين على نوائب الحق، فانطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل ابن أسد بن عبد العزى ابن عم خديجة ـ وكان امرأ تنصر في الجاهلية، وكان يكتب الكتاب العبرانى، فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب، وكان شيخًا كبيرًا قد عمي ـ فقالت له خديجة‏:‏ يابن عم، اسمع من ابن أخيك، فقال له ورقة‏:‏ يابن أخي، ماذا ترى‏؟‏ فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر ما رأي، فقال له ورقة‏:‏ هذا الناموس الذي نزله الله على موسى، يا ليتني فيها جَذَعا، ليتنى أكون حيًا إذ يخرجك قومك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏أو مخرجيّ هم‏؟‏‏)‏ قال‏:‏نعم، لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عُودِىَ، وإن يدركنى يومك أنصرك نصرًا مؤزرًا، ثم لم يَنْشَبْ ورقة أن توفي، وفَتَر الوحى‏.‏

    فَتْرَة الوحى
    أما مدة فترة الوحى فاختلفوا فيها على عدة أقوال‏.‏ والصحيح أنها كانت أيامًا، وقد روى ابن سعد عن ابن عباس ما يفيد ذلك‏.‏ وأما ما اشتهر من أنها دامت ثلاث سنوات أو سنتين ونصفًا فليس بصحيح‏.‏
    وقد ظهر لى شىء غريب بعد إدارة النظر في الروايات وفي أقوال أهل العلم‏.‏ ولم أر من تعرض له منهم، وهو أن هذه الأقوال والروايات تفيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يجاور بحراء شهرًا واحدًا، وهو شهر رمضان من كل سنة، وذلك من ثلاث سنوات قبل النبوة،وأن سنة النبوة كانت هي آخر تلك السنوات الثلاث، وأنه كان يتم جواره بتمام شهر رمضان، فكان ينزل بعده من حراء صباحًا ـ أي لأول يوم من شهر شوال ـ ويعود إلى البيت‏.‏
    وقد ورد التنصيص في رواية الصحيحين على أن الوحى الذي نزل عليه صلى الله عليه وسلم بعد الفترة إنما نزل وهو صلى الله عليه وسلم راجع إلى بيته بعد إتمام جواره بتمام الشهر‏.‏
    أقول‏:‏ فهذا يفيد أن الوحى الذي نزل عليه صلى الله عليه وسلم بعد الفترة إنما نزل في أول يوم من شهر شوال بعد نهاية شهر رمضان الذي تشرف فيه بالنبوة والوحى؛ لأنه كان آخر مجاورة له بحراء، وإذا ثبت أن أول نزول الوحى كان في ليلة الاثنين الحادية عشرة من شهر رمضان فإن هذا يعنى أن فترة الوحى كانت لعشرة أيام فقط‏.‏ وأن الوحى نزل بعدها صبيحة يوم الخميس لأول شوال من السنة الأولى من النبوة‏.‏ ولعل هذا هو السر في تخصيص العشر الأواخر من رمضان بالمجاورة والاعتكاف، وفي تخصيص أول شهر شوال بالعيد السعيد، والله أعلم‏.‏
    وقد بقى رسول الله صلى الله عليه وسلم في أيام الفترة كئيبًا محزونًا تعتريه الحيرة والدهشة، فقد روى البخاري في كتاب التعبير ما نصه‏:‏
    وفتر الوحي فترة حزن النبي صلى الله عليه وسلم فيما بلغنا حزنًا عدا منه مرارًا كى يتردى من رءوس شواهق الجبال، فكلما أوْفي بذِرْوَة جبل لكى يلقى نفسه منه تَبدَّى له جبريل فقال‏:‏ يا محمد، إنك رسول الله حقًا، فيسكن لذلك جأشه، وتَقَرّ نفسه، فيرجع، فإذا طالت عليه فترة الوحى غدا لمثل ذلك، فإذا أوفي بذروة الجبل تبدى له جبريل فقال له مثل ذلك‏.‏

    جبريل ينزل بالوحي مرة ثانية
    قال ابن حجر‏:‏ وكان ذلك ‏[‏أي انقطاع الوحي أيامًا‏]‏؛ ليذهب ما كان صلى الله عليه وسلم وجده من الروع، وليحصل له التشوف إلى العود، فلما حصل له ذلك وأخذ يرتقب مجىء الوحى أكرمه الله بالوحي مرة ثانية‏.‏ قال‏:‏ صلى الله عليه وسلم‏:‏
    ‏(‏جاورت بحراء شهرًا فلما قضيت جوارى هبطت ‏[‏فلما استبطنت الوادي‏]‏ فنوديت، فنظرت عن يميني فلم أر شيئًا، ونظرت عن شمالي فلم أر شيئًا، ونظرت أمامي فلم أر شيئا، ونظرت خلفي فلم أرشيئًا، فرفعت رأسى فرأيت شيئًا، ‏[‏فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالس على كرسي بين السماء والأرض، فَجُئِثْتُ منه رعبًا حتى هويت إلى الأرض‏]‏ فأتيت خديجة فقلت‏:‏ ‏[‏زملوني، زملوني‏]‏، دثرونى، وصبوا على ماء باردًا‏)‏، قال‏:‏ ‏(‏فدثرونى وصبوا على ماء باردًا، فنزلت‏:‏ ‏{‏يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنذِرْ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ‏}‏ ‏[‏المدثر‏:‏ 1‏:‏ 5‏]‏‏)‏ وذلك قبل أن تفرض الصلاة، ثم حمى الوحى بعد وتتابع‏.‏
    وهذه الآيات هي مبدأ رسالته صلى الله عليه وسلم وهي متأخرة عن النبوة بمقدار فترة الوحى‏.‏ وتشتمل على نوعين من التكليف مع بيان ما يترتب عليه‏:‏
    النوع الأول‏:‏ تكليفه صلى الله عليه وسلم بالبلاغ والتحذير، وذلك في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏قُمْ فَأَنذِرْ‏}‏ فإن معناه‏:‏ حذر الناس من عذاب الله إن لم يرجعوا عما هم فيه من الغى والضلال وعبادة غير الله المتعال، والإشراك به في الذات والصفات والحقوق و الأفعال‏.‏
    النوع الثاني‏:‏ تكليفه صلى الله عليه وسلم بتطبيق أوامر الله سبحانه وتعالى على ذاته، والالتزام بها في نفسه؛ ليحرز بذلك مرضاة الله، ويصير أسوة حسنة لمن آمن بالله وذلك في بقية الآيات‏.‏ فقوله‏:‏ ‏{‏وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ‏}‏ معناه‏:‏ خصه بالتعظيم، ولا تشرك به في ذلك أحدًا‏.‏ وقوله‏:‏ ‏{‏وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ‏}‏ المقصود الظاهر منه‏:‏ تطهير الثياب والجسد، إذ ليس لمن يكبر الله ويقف بين يديه أن يكون نجسًا مستقذرًا‏.‏ وإذا كان هذا التطهر مطلوبًا فإن التطهر من أدران الشرك وأرجاس الأعمال والأخـلاق أولـى بالطـلب، وقولــه‏:‏ ‏{‏وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ‏}‏ معناه‏:‏ ابتعد عن أسباب سخط الله وعذابه، وذلك بالتزام طاعته وترك معصيته‏.‏ وقوله‏:‏ ‏{‏وَلَا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ‏}‏ أي‏:‏ لا تحسن إحسانًا تريد أجره من الناس أو تريد له جزاء أفضل في هذه الدنيا‏.‏
    أما الآية الأخيرة ففيها تنبيه على ما يلحقه من أذى قومه حين يفارقهم في الدين ويقوم بدعوتهم إلى الله وحده وبتحذيرهم من عذابه وبطشه، فقال‏:‏ ‏{‏وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ‏}‏، ثم إن مطلع الآيات تضمنت النداء العلوى ـ في صوت الكبير المتعال ـ بانتداب النبي صلى الله عليه وسلم لهذا الأمر الجلل، وانتزاعه من النوم والتدثر والدفء إلى الجهاد والكفاح والمشقة‏:‏ ‏{‏يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنذِرْ‏}‏، كأنه قيل‏:‏ إن الذي يعيش لنفسه قد يعيش مستريحًا، أما أنت الذي تحمل هذا العبء الكبير فما لك والنوم‏؟‏ وما لك والراحة‏؟‏ وما لك والفراش الدافئ‏؟‏ والعيش الهادئ‏؟‏ والمتاع المريح‏!‏ قم للأمر العظيم الذي ينتظرك، والعبء الثقيل المهيأ لك، قم للجهد والنصب، والكد والتعب، قم فقد مضى وقت النوم والراحة، وما عاد منذ اليوم إلا السهر المتواصل، والجهاد الطويل الشاق، قم فتهيأ لهذا الأمر واستعد‏.‏
    إنها كلمة عظيمة رهيبة تنزعه صلى الله عليه وسلم من دفء الفراش في البيت الهادئ والحضن الدافئ، لتدفع به في الخضم، بين الزعازع والأنواء، وبين الشد والجذب في ضمائر الناس وفي واقع الحياة سواء‏.‏
    وقام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فظل قائمًا بعدها أكثر من عشرين عامًا؛ لم يسترح ولم يسكن، ولم يعـش لنفسه ولا لأهله‏.‏ قام وظل قائمًا على دعوة الله، يحمل على عاتقه العبء الثقيل الباهظ ولا ينوء به، عبء الأمانة الكبرى في هذه الأرض، عبء البشرية كلها، عبء العقيدة كلها، وعبء الكفاح والجهاد في ميادين شتى، عاش في المعركة الدائبة المستمرة أكثر من عشرين عامًا؛ لا يلهيه شأن عن شأن في خلال هذا الأمد منذ أن سمع النداء العلوى الجليل، وتلقى منه التكليف الرهيب‏.‏‏.‏‏.‏ جزاه الله عنا وعن البشرية كلها خير الجزاء‏.‏
    وليست الأوراق الآتية إلا صورة مصغرة بسيطة من هذا الجهاد الطويل الشاق الذي قام به رسول الله صلى الله عليه وسلم خلال هذا الأمد‏.‏

    أقسام الوحى
    وقبل الدخول في موضوع هذا الجهاد أرى من الأحسن أن أستطرد إلى بيان أقسام الوحى ومراتبه‏.‏ قال ابن القيم، وهو يذكر تلك المراتب‏:‏
    إحداها‏:‏ الرؤيا الصادقة، وكانت مبدأ وحيه صلى الله عليه وسلم‏.‏
    الثانية‏:‏ ما كان يلقيه الملك في روعه وقلبه من غير أن يراه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏إن روح القدس نفث في روعى أنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب، ولا يحملنكم استبطاء الرزق على أن تطلبوه بمعصية الله، فإن ما عند الله لا ينال إلا بطاعته‏)‏‏.‏
    الثالثة‏:‏ إنه صلى الله عليه وسلم كان يتمثل له الملك رجلًا فيخاطبه حتى يَعِىَ عنه ما يقول له، وفي هذه المرتبة كان يراه الصحابة أحيانًا‏.‏
    الرابعة‏:‏ أنه كان يأتيه في مثل صلصلة الجرس، وكان أشده عليه، فيلتبس به الملك، حتى أن جبينه ليتَفَصَّد عرقًا في اليوم الشديد البرد، وحتى أن راحلته لتبرك به إلى الأرض إذا كان راكبها، ولقد جاء الوحى مرة كذلك وفخذه على فخذ زيد بن ثابت، فثقلت عليه حتى كادت ترضها‏.‏
    الخامسة‏:‏ إنه يرى الملك في صورته التي خلق عليها، فيوحى إليه ما شاء الله أن يوحيه، وهذا وقع له مرتين كما ذكر الله ذلك في سورة النجم‏.‏
    السادسة‏:‏ ما أوحاه الله إليه، وهو فوق السموات ليلة المعراج من فرض الصلاة وغيرها‏.‏
    السابعة‏:‏ كلام الله له منه إليه بلا واسطة ملك كما كلم الله موسى بن عمران، وهذه المرتبة هي ثابتة لموسى قطعًا بنص القرآن‏.‏ وثبوتها لنبينا صلى الله عليه وسلم هو في حديث الإسراء‏.‏
    وقـد زاد بعضهم مرتبة ثامنة؛ وهي تكليم الله له كفاحًا من غير حجاب، وهي مسألة خلاف بين السلف والخلف‏.‏ انتهي مع تلخيص يسير في بيان المرتبة الأولى والثامنة‏.‏

    المرحلة الأولى: من جهاد الدعوة إلي الله

    ثلاث سنوات من الدعوة السرية

    قام رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد نزول ما تقدم من آيات سورة المدثر، بالدعوة إلى الله سبحانه وتعالى؛ وحيث إن قومه كانوا جفاة لا دين لهم إلا عبادة الأصنام والأوثان، ولا حجة لهم إلا أنهم ألفوا آباءهم على ذلك، ولا أخلاق لهم إلا الأخذ بالعزة والأنفة، ولا سبيل لهم في حل المشاكل إلا السيف، وكانوا مع ذلك متصدرين للزعامة الدينية في جزيرة العرب، ومحتلين مركزها الرئيس، ضامنين حفظ كيانها، فقد كان من الحكمة تلقاء ذلك أن تكون الدعوة في بدء أمرها سرية؛ لئلا يفاجئ أهل مكة بما يهيجهم‏.‏


    الرعيل الأول

    وكان من الطبيعى أن يعرض الرسول صلى الله عليه وسلم الإسلام أولًا على ألصق الناس به من أهل بيته، وأصدقائه، فدعاهم إلى الإسلام، ودعا إليه كل من توسم فيه الخير ممن يعرفهم ويعرفونه، يعرفهم بحب الحق والخير، ويعرفونه بتحرى الصدق والصلاح، فأجابه من هؤلاء ـ الذين لم تخالجهم ريبة قط في عظمة الرسول صلى الله عليه وسلم وجلالة نفسه وصدق خبره ـ جَمْعٌ عُرِفوا في التاريخ الإسلامى بالسابقين الأولين، وفي مقدمتهم زوجة النبي صلى الله عليه وسلم أم المؤمنين خديجة بنت خويلد، ومولاه زيد بن حارثة بن شراحيل ال***ي وابن عمه علي بن أبي طالب ـ وكان صبيًا يعيش في كفالة الرسول صلى الله عليه وسلم ـ وصديقه الحميم أبو بكر الصديق‏.‏ أسلم هؤلاء في أول يوم الدعوة‏.‏
    ثم نشط أبو بكر في الدعوة إلى الإسلام، وكان رجلًا مألفًا محببًا سهلًا ذا خلق ومعروف،وكان رجال قومه يأتونه ويألفونه؛ لعلمه وتجارته وحسن مجالسته، فجعل يدعو من يثق به من قومه ممن يغشاه ويجلس إليه، فأسلم بدعوته عثمان بن عفان الأموى، والزبير بن العوام الأسدى، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص الزهريان، وطلحة بن عبيد الله التيمي‏.‏ فكان هؤلاء النفر الثمانية الذين سبقوا الناس هم الرعيل الأول وطليعة الإسلام‏.‏
    ثم تلا هؤلاء أمين هذه الأمة أبو عبيدة عامر بن الجراح من بني الحارث بن فهر، وأبو سلمة بن عبد الأسد المخزومى، وامرأته أم سلمة، والأرقم بن أبي الأرقم المخزومى، وعثمان بن مظعون الجُمَحِىّ وأخواه قدامة وعبد الله، وعبيدة بن الحارث ابن المطلب بن عبد مناف، وسعيد بن زيد العدوى، وامرأته فاطمة بنت الخطاب العدوية أخت عمر بن الخطاب، وخباب بن الأرت التميمى، وجعفر بن أبي طالب، وامرأته أسماء بنت عُمَيْس، وخالد بن سعيد بن العاص الأموى، وامرأته أمينة بنت خلف، ثم أخوه عمرو بن سعيد بن العاص، وحاطب بن الحارث الجمحي، وامرأته فاطمة بنت المُجَلِّل وأخوه الخطاب بن الحارث، وامرأته فُكَيْهَة بنت يسار، وأخوه معمر ابن الحارث، والمطلب بن أزهر الزهري، وامرأته رملة بنت أبي عوف، ونعيم بن عبد الله بن النحام العدوي، وهؤلاء كلهم قرشيون من بطون وأفخاذ شتى من قريش‏.‏
    ومن السابقين الأولين إلى الإسلام من غير قريش‏:‏ عبد الله بن مسعود الهذلي، ومسعود بن ربيعة القاري، وعبد الله بن جحش الأسدي وأخوه أبو أحمد بن جحش، وبلال بن رباح الحبشي، صُهَيْب بن سِنان الرومي، وعمار بن ياسر العنسي، وأبوه ياسر، وأمه سمية، وعامر بن فُهيرة‏.‏
    وممن سبق إلى الإسلام من النساء غير من تقدم ذكرهن‏:‏ أم أيمن بركة الحبشية، وأم الفضل لبابة الكبرى بنت الحارث الهلالية زوج العباس بن عبد المطلب، وأسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما‏.‏
    هؤلاء معروفون بالسابقين الأولين، ويظهر بعد التتبع والاستقراء أن عدد الموصوفين بالسبق إلى الإسلام وصل إلى مائة وثلاثين رجلًا وامرأة، ولكن لا يعرف بالضبط أنهم كلهم أسلموا قبل الجهر بالدعوة أو تأخر إسلام بعضهم إلى الجهر بها‏.‏


    الصلاة

    ومن أوائل ما نزل من الأحكام الأمر بالصلاة، قال ابن حجر‏:‏ كان صلى الله عليه وسلم قبل الإسراء يصلى قطعًا وكذلك أصحابه، ولكن اختلف هل فرض شىء قبل الصلوات الخمس من الصلوات أم لا‏؟‏ فقيل‏:‏ إن الفرض كانت صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها‏.‏ انتهي‏.‏ وروى الحارث بن أبي أسامة من طريق ابن لَهِيعَة موصولًا عن زيد ابن حارثة‏:‏ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم في أول ما أوحى إليه أتاه جبريل، فعلمه الوضوء، فلما فرغ من الوضوء أخذ غرفة من ماء فنضح بها فرجه، وقد رواه ابن ماجه بمعناه، وروى نحوه عن البراء بن عازب وابن عباس، وفي حديث ابن عباس‏:‏ وكان ذلك من أول الفريضة‏.‏
    وقد ذكر ابن هشام أن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه كانوا إذا حضرت الصلاة ذهبوا في الشعاب فاستخفوا بصلاتهم من قومهم، وقد رأي أبو طالب النبي صلى الله عليه وسلم وعليّا يصليان مرة، فكلمهما في ذلك، ولما عرف جلية الأمر أمرهما بالثبات‏.‏
    تلك هي العبادة التي أمر بها المؤمنون، ولا تعرف لهم عبادات وأوامر ونواه أخرى غير ما يتعلق بالصلاة، وإنما كان الوحى يبين لهم جوانب شتى من التوحيد، ويرغبهم في تزكية النفوس، ويحثهم على مكارم الأخلاق، ويصف لهم الجنة والنار كأنهما رأي عين، ويعظهم بمواعظ بليغة تشرح الصدور وتغذى الأرواح، وتحدو بهم إلى جو آخر غير الذي كان فيه المجتمع البشرى آنذاك‏.‏

    وهكذا مرت ثلاثة أعوام، والدعوة لم تزل مقصورة على الأفراد، ولم يجهر بها النبي صلى الله عليه وسلم في المجامع والنوادى،إلا أنها عرفت لدى قريش، وفشا ذكر الإسلام بمكة، وتحدث به الناس، وقد تنكر له بعضهم أحيانًا، واعتدوا على بعض المؤمنين، إلا أنهم لم يهتموا به كثيرًا حيث لم يتعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم لدينهم، ولم يتكلم في آلهتهم‏.‏










  7. #7
    -


    تاريخ التسجيل
    06 2005
    المشاركات
    34,989
    المشاركات
    34,989
    Blog Entries
    78


    [ALIGN=CENTER][TABLE1="width:100%;background-color:black;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

    في الوقت الذي كان يشعر نبينا صلى الله عليه وسلم بالغربة الحقيقية

    وسط كفر قريش

    حبب الله لقلب المصطفى صلى الله عليه وسلم

    الخلوة

    كان يبتعد على قمة جبل النور في غار حراء

    يبتعد عن مكة و أصنامها

    و صخبها

    يقضي النهار متأملا

    و يقضي الليل في التبتل و التذلل و التضرع

    و عمره الشريف المبارك صلى الله عليه وسلم يتصاعد نحو الأربعين

    نحو اللحظة الكريمة الفاصلة

    يتزود بالطعام و الشراب

    ليبتعد بعيدا بعيدا

    ليقضي شهرا كاملا من كل عام

    في هذا الغار البعيد

    ألا و هو شهر رمضان

    صلى الله على محمد صلى الله عليه وسلم




    و كما ذكرنا في السابق

    من علامات و إرهاصات نبوة المصطفى صلى الله عليه وسلم

    كان صلى الله عليه وسلم لا يرى رؤية الا و جاءت مثل فلق البحر

    كما روت أمنا عائشة رضي الله عنها

    أول ما ابتدي به رسول الله صلى الله عليه وسلم من النبوة حين أراد الله كرامته ورحمة العباد به أن لا يرى شيئا إلا جاءت كفلق الصبح فمكث على ذلك ما شاء الله أن يمكث وحبب إليه الخلوة فلم يكن شيء أحب إليه من أن يخلو


    الراوي: عائشة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3632
    خلاصة الدرجة: حسن صحيح

    صلى الله على محمد صلى الله عليه وسلم


    ما هو فلق الصبح وما المراد به؟



    قال الطيبي للفلق شأن عظيم ولذلك جاء وصفا لله تعالى في قوله { فَالِقُ الإِصْبَاحِ .... } [ الأنعام/96]


    وأمر بالإستعاذة برب الفلق ... لأنه ينبئ عن انشقاق ظلمة عالم الشهادة وطلوع تباشير الصبح بظهور سلطان الشمس وإشراقها في الإفاق ... كما أن الرؤية الصالحة مبشرات تنبئ عن وقود أنوار عالم الغيب وآثار مطالع الهدايات ... فشبه الرؤيا التي هي جزء يسير من أجزاء النبوة شبهها بفلق الصبح ...






    صلى الله على محمد صلى الله عليه وسلم


    و حببت الخلوة الى قلب الحبيب صلى الله عليه وسلم


    و الخلوة يكون معها فراغ القلب لتقطع ما عهد به الانسان من

    عادات البشر و مخالطتهم


    فحبب الملك الحق الى قلب المصطفى صلى الله عليه وسلم الخلوة

    ليصفو فكره و قلبه لأنه على وشك أن يستقبل أطهر الكلام و أقوى

    رابط ربط بين السماء و الأرض


    و هناك فرق بين الخلوة و العزلة


    فمخالطة الناس و الصبر على أذاهم هو هدي النبي صلى الله عليه

    وسلم


    قال المصطفى صلى الله عليه وسلم:


    المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أعظم أجرا من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم

    الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 3273
    خلاصة الدرجة: صحيح




    و لكن...


    اجعل لقلبك ساعة


    لتحاسب بها نفسك


    و تجدد إيمانك بعبادة التبتل و التفكر و التضرع و التذلل



    و أن تدعو مولاك و ربك في الخفاء


    فتُلهم كلمات الدعاء


    و يستجيب لك المجيب


    و يرى انكسار قلبك و تذللك


    فيرفع مقامك


    و يمتلأ قلبك حبا و يقينا بالملك الحي القيوم


    قلبك قلبك


    اجعل له ساعة


    و لا أقصد ساعة ساعة بل وقتا بينك و بين ربك



    بعيدا عن فتن الدنيا


    و صخب الحياة


    و الانشغال بالبشر


    و قال عبد الله بن مسعود


    رضي الله عنه


    اطلب قلبك في ثلاث مواطن ... في مجالس الذكر ... وعند سماع القرآن وفي أوقات الخلوة ... فإن لم تجد قلبك في هذه المواطن فسل الله أي يمُن عليك بقلبٍ فإنه لا قلب لك ...



    اللهم ارزقنا قلوبا سليمة تحيى بحبك حتى نلقاك بها






    صلى الله على محمد صلى الله عليه وسلم


    و لنتخيل


    جبلا صعوده قد يأخذ أكثر من ساعة


    لتصل الى غار لا يكاد يسع إلا لفردين فقط


    فيتحنث فيه صلى الله عليه وسلم


    و التحنث هو التعبد في الليالي ذوات العدد


    و كانت عبادته صلى الله عليه وسلم النظر و التفكر و التبتل و التضرع



    و كان يرجع الى أهله ليتزود لذلك


    ثم يعود إلى قمة الجبل صلى الله عليه وسلم


    و أياما بعد أيام


    يتعبد المصطفى صلى الله عليه وسلم


    و في ليلة من تلك الليالي المباركة


    يقول بأبي وأمي صلى الله عليه وسلم خرجت حتى إذا كنت في وسط من الجبل ...
    أي لا زال في الطريق إلى الغار ...



    خرجت حتى إذا كنت في وسط من الجبل سمعت صوتا من السماء يقول يا محمد أنت رسول الله وأنا جبريل ...


    لم ينزل جبريل بعد عليه السلام ...



    خرجت حتى إذا كنت في وسط من الجبل سمعت صوتا من السماء يقول يا محمد أنت رسول الله ...
    أول كلمة تحمل معنى الرسالة ...


    أنت رسول الله وأنا جبريل ...


    قال فرفعت رأسي إلى السماء فأنظر فإذا جبريل في صورة رجل صافٍ قدميه في أفق السماء ...
    وهو يقول مرة أخرى يا محمد أنت رسول الله وأنا جبريل ...



    قال فوقفت انظر إليه لا أتقدم ولا أتأخر ...... وجعلت أصرف وجهي عنه في آفاق السماء ...



    يعني في الجهة الذي ينظر إليها عليه الصلاة والسلام يرى جبريل صافٍ قدميه فيصرف وجهه مرة أخرى في مكان آخر فيرى جبريل عليه السلام

    قال فجعلت أصرف وجهي عنه في آفاق السماء ... فما أنظر في ناحية منها إلا رأيت جبريل كذلك ...


    فمازلت واقفا صلى الله عليه وسلم ... فما زلت واقفا ما أتقدم أمامي وما أرجع ورائي ... حتى بعثت خديجة رسلها في طلبي رضي الله عنها ...

    يعني كأن النبي تأخر لا يستطيع التحرك للأمام أي يصعد الجبل ولا يستطيع أن ينزل ... وقف ... فأرسلت خديجة رضوان الله عليها من يبحث عن رسول الله أو من يطلبه ... عليه الصلاة والسلام .. فبلغوا مكة ورجعوا إليها ... وأنا واقف مكاني لا أتقدم ولا أتأخر ...



    فأرسلت خديجة رضي الله عنها في طلبي ...

    قال فبلغوا مكة أي هؤلاء الرجال الذين كانوا يسألون عن رسول الله فبلغوا مكة ورجعوا إليها وأنا واقف مكاني ذلك ... ثم انصرف عنا ... اي جبريل ... وانصرفت راجعا إلى أهلي حتى أتيت خديجة فجلست إلى فخدها ... اتكأ إليها رضوان الله عليها ...


    فقالت يا أبا القاسم ... أين كنت ... فوالله لقد بعثت رسلي في طلبك حتى بلغوا مكة ورجعوا إلي ... قال عليه الصلاة والسلام فحدثتها بالذي رأيت ...


    فقالت أبشر يا بن العم ... واثبت ... فوالذي نفس خديجة بيده إني لأرجو أن تكون نبي هذه الأمة ...


    ثم قامت فجمعت عليها ثيابها ... ثم انطلقت إلى ورقة بن نوفل ... فأخبرته بما أخبرها به رسول الله صلى الله عليه وسلم ... فقال ورقة بن نوفل ... قدوس قدوس ... قدوس قدوس ... والذي نفس ورقة بيده لإن كنت صدقتني يا خديجة ...


    لقد جاءه الناموس الأكبر ... الذي كان يأتي موسى عليه السلام وإنه لنبي هذه الأمة وقولي له فليثبت ... فرجعت خديجة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته بقول ورقة ... فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم جواره وانصرف صنع كما كان يصنع


    يعنى إذا قضى مدة في الغار ... وانصرف من الغار عاد إلى مكة فصنع ما كان يصنع ..



    ما الذي كان يصنعه يبدأ النبي صلى الله عليه وسلم بالكعبة ... يعنى لا يرجع إلى بيت خديجة إلا إذا دخل ابتداءً ببيت الله الحرام ... فطاف بالكعبة قال فلقيه ورقة ابن نوفل ... وهو يطوف بالكعبة فقال يا بن أخي أخبرني ... بما رأيت وسمعت ...


    فأخبره فقال له ورقه .. والذي نفسي بيده إنك لنبي هذه الأمة ولقد جاءك الناموس الأكبر الذي جاء موسى ولتكذبن .. يعني سوف يكذبك قومك ... و لتؤذين .. يعني سوف تؤذى من قومك .. ولتخرجن ... أي سيخرجك قومك ... ولتُقاتلن يعني سيقاتلك قومك ...



    ولئن أنا أدركت ذلك اليوم لأنصرن الله نصرا يعلمه ثم أدنى ورقة بن نوفل رأسه من رأس النبي صلى الله عليه وسلم فقبله من وسط رأسه ..


    يعني قبَّل نوفل رسول الله صلى الله عليه وسلم من وسط رأسه ... فقبَّل ورقة ياخوخ النبي صلى الله عليه وسلم أي وسط رأس رسول الله عليه الصلاة والسلام ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى منزله ...


    الحديث رواه بن اسحاق وهذا إسناد صحيح فابن اسحاق لم يدلس ووهب تابعي ثقة وسند هذه الرواية صحيح ...


    صلى الله على محمد صلى الله عليه وسلم





    إذا رءا رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل في هذه المرة قبل أن ينزل إليه جبريل في هذه الليلة الكريمة المباركة ليكلفه تكليفا مباشرا من الله سبحانه وتعالى ولينزل عليه بوحي الله جل وعلا ...


    ففي ليلة كريمة من الليالي التي كان يخلو فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم في غار حراء في شهر رمضان ...


    جاءه الحق ليلة خشع فيها الكون كله ... رسول الله صلى الله عليه وسلم هنالك ... على قمة جبل النور يُقَلب وجهه في السماء يتوجه بقلبه إلى الله يبحث عن الحق ويريد الحقيقة ... وفي ليلة خشع فيها الكون كله ..


    خشعت فيها صخور الجبل الصماء بل وخشعت فيها حبات الرمال في الصحراء ...


    بل وخشعت فيها نجوم السماء ... ولم لا ... فجبريل أمين السماء يتنزل على قمة جبل النور يحمل هذا النور وحي الله سبحانه وتعالى ليبلغ به من اصطفاه الله ...


    وجعله لبنة التمام ومسك الختام في صرح الأنبياء والمرسلين ليربط رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذه اللحظة الأرض بالسماء بأعظم رباط وأشرف صلة إنها صلة وحي الله سبحانه وتعالى ...


    ينزل جبريل على رسول الله صلى الله عليه وسلم ليضم جبريل رسول الله ضمة شديدة وهو يقول له اقرأ ... فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم ما أنا بقارئ ... ما أنا بقارئ ...


    قال رسول الله فأخذني ... أي جبريل ... فغطنى ... والغط هو الضم والعصر فغطنى وعصرني أي ضمني وعصرني ... فالغبط في اللغة هو حبس النَفَس ... يعني ضم جبريل رسول الله حتى كادت أنفاس النبي أن تُحبس ... فأخذني فغطنى ... فأخذني وغطني حتى بلغ مني الجَهد ...


    شقَّ ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم ... ثم أرسلني ... يعني ضمه ثم تركته ... وقال له اقرأ ... فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أنا بقارئ ...قال فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال اقرأ قلت ما انا بقارئ ... ما أنا بقارئ ... قال رسول الله فأخذني فغطني ثالثة ... ثم أرسلني فقال اقرأ باسم ربك الذي خلق ...


    أي أنت لا تقرأه بقوتك ... ولا بمعرفتك ولا بحولك ولا بقولك ...



    وإنما بحول الله وقول الله وتقدير الله وإعانة الله لك ...

    اقرأ ...


    فهو يعلمك ... يعلمك أن تقرأ كما خلقك وكما نزع عنك علق الدم وغمس الشيطان في الصغر وكما علَّم أمتك حتى صارت تكتب بالقلم بعد أن كانت أمة أمية فالذي سيعلمك القراءة وسيجعلك تقرأ
    هو الله ...

    قال من بيده ملكوت السماوات و الأرض

    { اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ } [ العلق/1] { خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ } [ العلق/2] { اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ } [ العلق/3] { الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ } [ العلق/4] { عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ } [ العلق/5] ...


    هذه الآيات فقط على الراجح من أقوال جمهور المفسرين ... وجمهور أهل السِيَر والتحقيق والتاريخ هذه الآيات فقط هي التي نزلت من سورة العلق على صدر رسول الله صلى الله عليه وسلم دون بقية السورة التي نزلت في مناسبةٍ أخرى ...

    فأمة النبي هي أمة العلم ... هي أمة التعلم ... ولقد رفع الله شأن العلم وأهل العلم ... بل ولقد شهد الله لذاته بالوحدانية ... ثم شهد له من بعده ملائكته ... ثم شهد له من بعد الملائكة أولو العلم { شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } [ آل عمران/18] ... قال ابن القيم ... إن أول من شهد لله بالوحدانية هو الله ...



    ثم ثنَّى بملائكته ثم ثلَّث بأهل العلم وهذه هي العدالة في أعلى درجاتها فإن الله جل وعلا لا يستشهد بمجروح ... هذه تزكية كبيرة من الله لأهل العلم ... الله استشهد بهم على وحدانيته وهذه عدالة ... تعديل من الله لأهل العلم ... فإن الله تبارك وتعالى لا يستشهد بمجروح ... سبحانه وتعالى ...


    ويقول الله تعالى { ..... يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ } [ المجادلة/11] ...



    وما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بطلب الازدياد من شيء إلا من العلم ...



    قال الله تعالى { ....ُ وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً } [ طه/114] ... سنظل نستغل أي مناسبة لنذكر الأمة بالحرص على طلب العلم ...



    من العلماء الربانيين المتحققين بالعلم الشرعي الذين يقولون قال الرب العلي قال الحبيب النبي صلى الله عليه وسلم بفهم سلف الأمة رضوان الله عليهم جميعا ...



    هذا هو العلم هذا هوالسبيل هذا هو الطريق القرآن والسنة بفهم سلف الأمة ... بفهم أبي بكر وعمر وعلي وابن مسعود
    { اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ } [ العلق/1] { خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ } [ العلق/2] { اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ } [ العلق/3] { الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ } [ العلق/4] { عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ } [ العلق/5] ...



    اختلف أهل العلم في جواب الرسول صلى الله عليه وسلم "ما أنا بقارئ " ... هل ال ما هنا استفهامية أم ... نافية ... اختلف العلماء ...فريق قال ما أنا بقارئ ... قال الما هنا نافية ... فريق أول قال ما أنا بقارئ نافية ... وليس استفهامية ... هذه هو قول الفريق الأول ... فلو كانت استفهامية لا يصح دخول هكذا قال الفريق الأول وانتصروا إلى أن ما نافية وليست استفهامية ...



    ومعناها ما أنا بقارئ أي لا أحسن القراءة ... لا أعرف القراءة ... فهو ينفي أن يكون قارئا ... هذا هو القول الأول ... القول الثاني لأهل العلم قالوا لا ... بل ما هنا استفهامية ... واستدلوا برواية عبيد بن عمير عند ابن اسحاق عندما قالوا اقرأ رد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال ماذا أقرأ ... وفي دلائل البيهقي ... في رواية مرسلة ... قال عليه الصلاة والسلام حينما قال له جبريل اقرأ قال ...كيف اقرأ ... إذاً الفريق الثاني قال أن ما هنا استفهامية ... الله تعالى أعلم بالصواب ...



    و رجع النبي صلى الله عليه سلم و قلبه يرتجف


    فزملته رضوان الله عليها خديجة والجميل أنها لا تصرخ في وجهه ولم تكثر في الإلحاح عليه ... ماذا جرى ... ماذا حدث ما الذي دهاك ... لماذا ترتجف .... كلا كلا ... فهي العاقلة التي علمت العقلاء ... والوفية التي جعلها الله دوما رمزا للوفاء ... زملوني زملوني فوضعت عليه الأغطية بعد الأغطية وتلو الأغطية وتركته ... حتى ذهب عنه الروع ... الفزغ ...

    فلما استيقظ ... قام من نومه ... هو الذي جلس ليقص بنفسه ما رءا ...
    و انه من جمال الزوجة و أدبها أن تسر زوجها و تهدئ من روعه

    بالحب و الحنان كما فعلت خديجة رضوان الله عليها


    زملوني ... فزملته وتركته حتى ذهب عنه الروع وجلس بأبي وأمي وروحي ... وأخبرها الخبر بما نزل به جبريل وقرأ عليه الآيات ... ثم قال لها عليه الصلاة والسلام لقد خشيت على نفسي يا خديجة ... أني خائف ... يقول لها بأبي وأمي وروحي لقد خشيت على نفسي يا خديجة ... ولقد اختلف أهل العلم في المراد بقول النبي صلى الله عليه وسلم لقد خشيت على نفسي اختلفوا على اثنى عشر قولا ... يعني ذُكر في لفظ لقد خشيت على نفسي ... ذُكر فيها اثنى عشر قولا لأهل العلم ...

    منها لقد خشيت على نفسي أي خشيت الموت من شدة الرعب ...
    ومنها العجز عن أعباء الدعوة .. عن حمل أعباء وتكاليف الرسالة ...
    ومنها العجز عن النظر إلى المَلك أي جبريل من شدة الخوف والرعب ..
    ومنها عدم الصبر على أذى القوم ...
    ومنها خشيته أن يقتلوه ...
    ومنها خشيته من مفارقة الأوطان ...
    ومنها خشيته بتعييرهم له إلى غير ذلك من الأقوال ...


    فماذا قالت خديجة ... رمز الوفاء ... رضي الله عنها ...سكن سيد الأنبياء ...

    قالت كلا والله لا يخزيك الله أبدا ... إنك لتصل الرحم ... تذكره بمناقبه ... تذكره بمآثره وأخلاقه ... إنك لتصل الرحم وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقري الضيف ... وتعينه على نوائب الحق ...





    فانطلقت به خديجة رضي الله عنها حتى أتت ورقة بن نوفل ... وهو بن عم خديجة ... وكان امرأً قد تنصر في الجاهلية . .. وكان يكتب كتابا عبراني ... أو العبراني ... أي بالعبرية ...



    فيكتب بالإنجيل بالعبرانية ما شاء أن يكتب وكان شيخا كبيرا قد عمي ... فقالت له خديخة يابن عم اسمع من ابن أخيك ... فقال له ورقة ... يا بن أخي ماذا ترى ... فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر ما رءا ...


    فقال له ورقة بن نوفل هذا الناموس الذي نزل على موسى ... والناموس هو صاحب السر كما قال البخاري وغيره ...



    وفرق أهل العلم بين الناموس وبين الجاسوس ... لأن من أهل العلم من قال أن الناموس والجاسوس بمعنى واحد وهو صاحب السر ... لكن الراجح أن الناموس هو صاحب سر الخير والجاسوس هو صاحب سر الشر ... فقال ورقة هذا الناموس ... الذي نزَّل الله على موسى أو نزل على موسى ...

    يا ليتني فيها جذعى ... أي ليتني كنت شابا صغيرا قويا لأنصر الدعوة ولأنصر هذا النبي المرسل ... يا ليتني كنت فيها جذعى ... يا ليتني أكون حيا إذ يخرجك قومك ... قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أومخرجي هم ... قال نعم ... لم يأت رجل بمثل ما جئت به إلا عودي ...
    قال الملك الحق:


    { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِّنَ الْمُجْرِمِينَ...... } [ الفرقان/31]

    وكل من سلك طريق الأنبياء لا بد أن يُعادي ... لا بد أن يعادى ... لابد أن نعلم هذه الحقيقة حتى لا يصطدم أحد منا مع أول منعطفات المحن والفتن والابتلاء على طريق الدعوة فيتخلى عن السير في هذا الطريق المنير ...


    لأن بعض الإخوة يظن أن هذا الطريق ممهد بالورود والزهر والرياحين ... فإذا ما تعرض لمحنة خلى ... لا بد أن تعي طبيعة الطريق ....


    قال لم يأت رجل بمثل ما جئت به إلا عودي فما من نبي ولا رسول إلا وقد عاداه قومه ... كما قال ربنا { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِّنَ الْمُجْرِمِينَ...... } [ الفرقان/31] ...



    والعلماء ورثة الأنبياء وما من عالم على وجه الأرض إلا وله أعداء من المجرمين من الكافرين ومن المنافقين ومن المسلمين الظالمين الجاحدين الحاسدين الحاقدين ...


    لا بد أن يكون له أعداء ... { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِّنَ الْمُجْرِمِينَ...... } [ الفرقان/31]



    فلابد أن تعي طبيعة الطريق حتى لا تصطدم مع أول منعطف من منعطفات المحن والفتن والابتلاءات على طريق الدعوة بل ربما تعادي من بيتك ... ربما تعادى من والديك إن سرت على طريق السُنة ... ربما تعادى من زوجتك وربما تُعادي الزوجة من زوجها إذا التزمت الطريق ...

    قد تريد الزوجة أن تذهب إلى المعاصي ... إلى السينما إلى المسارح إلى المصائف .. ويرفض الزوج ... وقد يرغب الزوج أن يذهب إلى المصائف إلى السينما إلى المسارح وترفض الزوجة ... وقد يرغب الزوج على تربية الأولاد على الكتاب والسنة وتأبى الزوجة ... وقد ترغب الزوجة على تربية الأولاد على الكتاب والسنة ويأبى الزوج وهكذا ...

    فلابد أن تعي طبيعة الطريق حتى لا تنحرف ... نسأل الله أن يثبتنا على هذا الطريق حتى أن نلقاه ...


    قال أومخرجي هم ... قال نعم ... لم يأتي رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي وإن يدركني يومك انصرك نصرا مؤزرا ثم لم ينشد أن توفي ورقة وفتر الوحي أي انقطع الوحي لفترة من الفترات



    وتصوروا حال النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن فتر الوحي .. أصبح النبي في حيرة شديدة ماذا بعد هذا النبأ ... ماذا بعد اقرأ باسم ربك الذي خلقك ... ما هي الرسالة ... ما هي المهمة ... وماذا اقرأ بعد ذلك ... وماذا اصنع ...


    تصوروا الحالة التي كان يحياها رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه اللحظات حتى نزل عليه جبريل مرة أخرى بآيات جليلة من آيات الله سبحانه وتعالى يكلفه تكليفا حاسما واضحا ... ما هي هذه الآيات ... وما هو هذا الموقف الجليل ...



    نتعرف على الآيات في موقفها في الأسبوع المقبل بإذن الله إن قدَّر لنا الله البقاء واللقاء ... وصلى اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ...

    [/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]



    هكذا هم الغرباء يأتون ويرحلون بـصمت ..!

  8. #8
    مراقب المضايف الاسلامية الصورة الرمزية ابو ضاري


    تاريخ التسجيل
    03 2007
    الدولة
    الجبي
    العمر
    45
    المشاركات
    15,733
    المشاركات
    15,733
    Blog Entries
    1


    اللهم صلى وسلم على نبينا محمد










  9. #9
    -


    تاريخ التسجيل
    06 2005
    المشاركات
    34,989
    المشاركات
    34,989
    Blog Entries
    78


    [ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
    منهج القدوة!

    علم الله الذي لا اله الا هو و هو مشرع البشرية أجمعين أن لازم يبقى في قدوة فبعث محمد صلى الله عليه و سلم

    اللهم صل و سلم و بارك على أشرف الخلق محمد صلى الله عليه وسلم

    بعث الله قدوة للناس أجمعين و مثلا للعالمين

    قال تعالى و قوله الحق
    { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا (21)} [الأحزاب/21]

    فصنعه الله على عينه و أعلى قدره ورفع شأنه و اصطفاه على الخلق أجمعين

    صلى الله على محمد صلى الله عليه وسلم

    فزكاه في عقله قال تعالى (مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى)

    وزكاه في بصره قال تعالى ( مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى )

    وزكاه في صدره قال تعالى (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ)

    وزكاه في قلبه قال تعالى (مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى)

    وزكاه في علمه قال تعالى ( عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى)

    وزكاه في صدقه قال تعالى ( وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى)

    وزكاه في طهره قال تعالى (وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَك)

    وزكاه في ذكره قال تعالى ( وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَك)

    وزكاه في حلمه قال تعالى (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)

    ثم زكاه رب البرية أجمعين فقد قال تعالى " وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ "

    صلى الله على محمد صلى الله عليه وسلم
    الصورة الحية الكاملة العمليه للمنهج التربوي الاسلامي


    دخلنا على عائشة فقلنا : يا أم المؤمنين ! ما كان خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قالت : كان خلقه القرآن

    الراوي: عائشة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الأدب المفرد - الصفحة أو الرقم: 234
    خلاصة الدرجة: صحيح لغيره

    كان صلى الله عليه وسلم قرءانا يمشي على الأرض

    اية من ايات الله في هذا الكون

    صلى الله على محمد صلى الله عليه وسلم

    ما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بأمر الا كان أول منفذ له و ما نهى عن أمر الاا كان أول من انتهى عنه و ما أمر بحد الا كان أول الواقفين عليه

    علمهم التوحيد

    فكان أعرف الناس بربه

    صلى الله على محمد صلى الله عليه وسلم

    قام النبي صلى الله عليه وسلم حتى تورمت قدماه ، فقيل له : غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ، قال : ( أفلا أكون عبدا شكورا ) .

    الراوي: المغيرة بن شعبة المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 4836
    خلاصة الدرجة: [صحيح]


    أمرهم بالجود فكان أجود الناس

    أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم غنما بين جبلين . فأعطاه إياه . فأتى قومه فقال : أي قوم ! أسلموا . فوالله ! أن محمدا ليعطي عطاء ما يخاف الفقر . فقال أنس : إن كان الرجل ليسلم ما يريد إلا الدنيا . فما يسلم حتى يكون الإسلام أحب إليه من الدنيا وما عليها .

    الراوي: أنس بن مالك المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 2312
    خلاصة الدرجة: صحيح

    كان النبي صلى الله عليه وسلم قدوة في الدعوة من أن أمره الله تعالى ( يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنذِرْ)

    و لم يذق طعم النوم حتى أنزل الله في كتابه الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا أية 3 سورة المائدة

    قدوة في الصبر و الثبات

    تعالوا نسمع الحديث ده بقلوبنا فوالله لن يزيدك الا حبا و شوقا للنبي محمد صلى الله عليه وسلم


    أنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم : هل أتى عليك يوم أشد من يوم أحد ؟ قال : لقد لقيت من قومك ما لقيت ، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة ، إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال ، فلم يجبني إلى ما أردت ، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي ، فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب ، فرفعت رأسي ، فإذا أنا بسحابة قد أظلتني ، فنظرت فإذا فيها جبريل ، فناداني فقال : إن الله قد سمع قول قومك لك ، وما ردوا عليك ، وقد بعث الله إليك ملك الجبال ، لتأمره بما شئت فيهم ، فناداني ملك الجبال ، فسلم علي ، ثم قال : يا محمد ، فقال : ذلك فيما شئت ، إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده ، لا يشرك به شيئا .

    الراوي: عائشة المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 3231
    خلاصة الدرجة: [صحيح]

    انتم متخيلين اذا كان النبي صلى الله عليه وسلم ينتقم لنفسه سبحان الله دعا لهم بالهداية و لم يدع عليهم أن يطبق الجبلين عليهم

    صلى الله على محمد صلى الله عليه وسلم

    كان رحمة للعباد من رب العباد

    قال الله الذي لا اله الا هو:
    { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ }
    كان يبدأ أصحابه السلام و يجلس حتى ينتهي به المجلس و يجيب دعوة الحر و العبد و يقضي حاجة الضعيف و المسكين و يذهب السوق و يحمل حاجته بنفسه صلى الله عليه وسلم

    أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فكلمه فجعل ترعد فرائصه فقال له هون عليك فإني لست بملك إنما أنا ابن امرأة تأكل القديد

    الراوي: أبو مسعود المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 2693 خلاصة الدرجة صحيح

    أمرهم بالزهد عن الدنيا لا للفقر و لا لعجز

    دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على حصير قال فجلست فإذا عليه إزار وليس عليه غيره وإذا الحصير قد أثر في جنبه وإذا أنا بقبضة من شعير نحو الصاع وقرظ في ناحية في الغرفة وإذا إهاب معلق فابتدرت عيناي فقال ما يبكيك يا ابن الخطاب فقلت يا نبي الله ومالي لا أبكي وهذا الحصير قد أثر في جنبك وهذه خزانتك لا أرى فيها إلا ما أرى وذلك كسرى وقيصر في الثمار والأنهار وأنت نبي الله وصفوته وهذه خزانتك قال يا ابن الخطاب ألا ترضى أن تكون لنا الآخرة ولهم الدنيا قلت بلى

    الراوي: عمر بن الخطاب المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 3367
    خلاصة الدرجة: حسن


    أمرهم بالجهاد فكان في صدر الصفوف و ينظم الجيوش و اذا تراجعوا ثبت النبي صلى الله عليه وسلم

    قال له رجل : يا أبا عمارة وليتم يوم حنين ؟ قال : لا والله ما ولى النبي صلى الله عليه وسلم ، ولكن ولى سرعان الناس ، فلقيتهم هوازن بالنبل ، والنبي صلى الله عليه وسلم على بغلته البيضاء ، وأبو سفيان بن الحارث آخذ بلجامها ، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( أنا النبي لا كذب ، أنا ابن عبد المطلب ) .

    الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 2844
    خلاصة الدرجة: [صحيح]

    كان نعم القدوة!
    صلى الله على محمد صلى الله عليه وسلم

    أحبته القلوب و أحبه الصحابة فاتخذوه خير قدوة صلى الله عليه وسلم

    و احنا كمان لازم نعرفه صلى الله عليه وسلم عشان نحبه و نمشي على طريقه الطريق الصح باذن الله

    اللهم اجمع قلوبنا على حبك و حب نبيك صلى الله عليه وسلم و نصرة دينك فأنت ولي ذلك و القادر عليه

    [/ALIGN]
    [/CELL][/TABLE1][/ALIGN]



    هكذا هم الغرباء يأتون ويرحلون بـصمت ..!

  10. #10
    من المعازيب الصورة الرمزية سهو الليل


    تاريخ التسجيل
    04 2007
    العمر
    49
    المشاركات
    921
    المشاركات
    921


    [ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;background-color:black;border:10px double green;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
    بساطة الرسول صلى الله عليه وسلم


    - لم يتصرف الرسول (ص) كما لو كان اعظم او احسن من الآخرين، على الرغم من مكانته كقائد. لم يشعر الناس ابدا انهم ضعفاء او غير مرغوب فيهم او محرجين. كان يتحاور مع صحابته للعيش على نحو طبيعى و بتواضع ، و ان يطلقوا العبيد كلما استطاعوا وان يعطوا الصدقة خاصة للفقراء واليتامى والمساكين بدون التفكير فى اى مقابل.

    - كان صلى الله عليه وسلم يأكل القليل و البسيط من الطعام و كان يفضل الا يملأ معدته. قد تمر أيام على بيت رسول الله لا تشعل فيها النار لطهو الطعام، وكان ينام على فراش متواضع على الارض
    ولم يكن لديه أى وسيلة من وسائل الراحة او البهرجة داخل بيته البسيط.

    - حاولت حفصة، زوجته ، فى يوم من الايام ان تجعله يرتاح في نومه أكثر خلال الليل عن طريق طى الحصيرة التي ينام عليها، بدون أخباره صلى الله عليه وسلم . نام فى هذة الليلة بسلام و لكنه استغرق فى النوم ولم يؤدي صلاة الفجر في وقتها. غضب الرسول من هذا التصرف لدرجة انه قرر ان لا ينام بهذه الطريقة مجددا.

    - الحياة البسيطة و الرضا كانا من اهم التعاليم في حياة الرسول:
    " عندما ترى شخص يملك من المال و الحسن أكثر منك، فانظر لمن لديه الأقل"، وبهذا سوف تشكر الله على عطاياه بدلا من ان تشعر بالحرمان.

    - اعتاد الناس سؤال زوجته عائشة - ابنة أول و أوفى صحابته أبو بكر- كيف كان يعيش صلى الله عليه وسلم في المنزل؟ فكانت تجيبهم رضي الله عنها : "مثل اى رجل عادى ،كان يكنس المنزل، و يخيط ملابسه الخاصة ، و يصلح خفه ،و يسقى الجمال، و يحلب المعزاة،و يساعد الخدم فى عملهم ،و ياكل طعامه معهم، و كان يذهب الى السوق ليجلب لنا ما نحتاج."

    - لم يكن لدى الرسول (ص) ثياب كثيرة، و كان يغسلها بنفسه . كان محب للمنزل و محب للسلام ، كان يقول:"عندما تدخل إلى منزل سل الله ان يباركه ." كان يحيي الآخرون بعبارة :" السلام عليكم." لان السلام هو اعظم شئ فى هذا الوجود.

    - كانت الأخلاق الحميدة بالنسبة إليه ثوابت يجب الالتزام بها، و كان يحيى الناس بلطف، و يظهر الاحترام لمن هم اكبر سنا، وكما قال (ص) ما معناه :"أقربكم إلى مكانة أحسنكم خلقا."

    - كل كلامه و تصرفاته والتي نجدها ضمن سنته المطهرة تدل على عظمتة و نبله، و عطفه ،و إنسانيته، و روح دعابته، و على سمو الاحساس الذى كان لديه تجاه الحيوانات و الأشخاص و خاصة تجاه أسرته.

    - قبل كل شئ ، كان رجل يطبق كل ما يعظ به. حياته الخاصة و العامة كانتا مثالا رائعا لصحابته لكي يحتذوا بها.


    [/ALIGN]
    [/CELL][/TABLE1][/ALIGN]




صفحة 1 من 9 1 2 3 4 5 6 7 8 9 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

المواضيع المتشابهه

  1. رساله من مدرس الرياضيات الى حبيته
    بواسطة حمـود في المنتدى المنقول هنا
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 28-01-2008, 14:13
  2. أنا حبيته...وقصيته !!؟؟
    بواسطة zero في المنتدى مضيف التصاميم
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 12-05-2006, 15:58

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
جميع ما يطرح بالمضايف يعبر عن وجهة نظر صاحبه وعلى مسؤوليته ولا يعبر بالضرورة عن رأي رسمي لإدارة شبكة شمر أو مضايفها
تحذير : استنادا لنظام مكافحة الجرائم المعلوماتية بالمملكة العربية السعودية, يجرم كل من يحاول العبث بأي طريقة كانت في هذا الموقع أو محتوياته