[align=CENTER][table1="width:100%;background-color:black;"][cell="filter:;"][align=center]


تعاني الأمة العربية من تشكل الصدوع في كل جوانب وجودها و كينونتها
إن الصدوع لاشك تلتهم الشعوب والأمة ، و تلك الصدوع هي من
صناعة الحكومات.
يعتبر الفساد الصدع الأول ، فالفساد قادر على ابتلاع عائدات التنمية
و نزع رغيف العيش من أفواه الشعوب ، والمسير بالأمة نحو التقهقر
فما إن تحقق لها خطوة على الساحات الدولية حتى تتراجع مئات
الخطوات للوراء ليصبح المسير عكس الاتجاه كالذي يركض لكن عيونه
تنظر إلى الأمام بينما خطاه متسارعة للوراء.
وإن رغبنا بفتح ملف الفساد المنتشر في عالمنا العربي لدهشنا
ولملئنا رعباً لما يحتويه من كوارث فهو ليس فقط صدع ينخر في عمق الأمة
بل هو ذلك النفق المظلم لا يبدو له قرار و لا تلوح له نهاية.
الفساد قاد الأمة نحو الوراء فباعد بينها وبين الأمم مئات السنوات الضوئية
ومن نتائج استشراء الفساد في عالمنا نلحظ بأننا انقسمنا
الى عالمين أو فئتين او شريحتين لا يهم المسمى المهم أنه لدينا
فئة متخمة و فئة جائعة، فئة ذات ثروات طائلة و أخرى تعاني الحرمان ..
فئة تبيع وتشتري و أخرى لا تجد ماتشتريه فتلوذ الى عملية البيع
من هنا ولد فساد آخر ذو طغيان فظيع إنه بيع وشراء الأوطان و الأخلاق
و القيم و الذمم و الضمائر ، حينما يصبح كل شيء كأي شيء مجرد سلعة
تباع وتشترى تحت ظلال الفساد فلا يبقى للكرامة و الفضائل والأخلاق
و العيش الكريم قيد أنملة في نفوسنا كأمة و الخسارة الفادحة هي
إن تشوهت وفسدت النفوس ينتفي كل أمل بالاصلاح و النهضة والمسير
باتجاه التنمية ، وبعد الفاصلة لابد أن نواجه أنفسنا و نفرد خيارات الاختيار
بين الفساد و التنمية لنختار أحدهما.

الفساد السياسي :
إن الفساد الأخلاقي ينبثق بالدرجة الأولى من الفساد السياسي حينما
تسود السلطة الفردية المطلقة فالأمة في خطر لأنها أمة ضعيفة متهالكة
متخلفة ، أمة منبوذة من بقية الأمم ، فالمكوث في السلطة لأربعة عقود
متتالية من قبل فرد يقوض الشعب فتتلاشى الروح المعنوية ولا يهب أياً
كان للدفاع عن ذلك الأربعيني أو الثلاثيني ...أما المنجزات فتتلاشى
هذا إن اعتبرنا تخلفنا و احتلال المزيد من الاراضي العربية وعدم تحرير
ما احتل من أوطان و التلاشي والنكسات والتمزق والتناقضات منجزات
فهي من منجزات السلطة الفردية .
وفي ظلال هذا الفساد الاسود و الولوج في عقر هذا الصدع المظلم
نفتقد للحرية و للعدالة و للمساواة ،فنحن كشعوب وكأمة لا نعلم
عن تلك الأسس سوى المسميات و لا نمارسها إلا في الخيال .
وللنجاة من ابتلاع الصدع لما تبقى من هذه الأمة يجب رأبه بالتنمية
و بالحرية و العدالة و المساواة حينها يمكننا كأمة و كأنظمة أن ننجو
من مخاطره و كهوفه و شقوقه وابتلاعه لنا .


[/align][/cell][/table1][/align]