[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:100%;background-color:black;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]





عندما يبكي القلم يذرف المداد ممدداً فوق الصفحات و يهطل ناثراً الابحدية
كأنها زخات رعدية و كأنها عواصف تجتاح الاديم .
عندما يبكي القلم لا يبقى للناس شيئاً يقولونه او يفعلوه سوى الوقوف
بصمت على ضفاف البوح و الزفرات المولودة من رحم الابجدية..
لماذا يبكي القلم .. وكل ما حوله يدعو للدهشة و للعودة و للرحيل بين الطرقات
و العبور بين الاسلاك الشائكة .
يبكي القلم عندما يكسر ويتحطم ويصبح كأشلاء مترامية كأنه جسد طفل صغير
تعرض لنيران العدو.
ويبكي القلم عندما يداس بالاقدام ويسحق و تنثر رفاته كأنها أغبرة بعثرتها رياح الشتاء
يبكي القلم عندما يتخذ سلماً ومصعداً للظهور و تحقيق الرغائب والمكتسبات
يبكي ويبكي القلم و يذرف حروفه من مدامع المحبرة المتأوهة من شدة الالم
بكى القلم اليوم وتناثرت دموعه كالشلال على الصفحات ..
القلم كالأرض وكالفرس وك/أنانا يشعر كما نشعر و يبكي كما نبكي و يتألم
كما نتألم ويموت كما نموت نحن و كما تموت الاشجار و العصافير و يجف
حبره كما يجف البئر العميق .. وينصب عن العطاء إن شعر أنه أصيب رغماً عنه
بالشيخوخة وبأنه بحاجة لمآوى أو مبرة تستر آخر عمره ..
يبكي القلم وتتآوه الحروف ولكن لا يشعر بهما الكل و لا يراهما الكل
إن من يشعر بهما فقط ثلة قليلة جداً من بني الانسان .
لبكاء القلم اليوم اصداء تتردد في وسط فارغ لا يسكنه سوى الماضي
وتلك الذكريات المحاطة بالاسلاك التي تسمى في مفهوم المتبلدين
حدود..



[/ALIGN]
[/CELL][/TABLE1][/ALIGN]