[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:100%;background-color:black;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]






نبكي عندما نشعر بالحزن يغمرنا حزن قاتل يجتاح الأوردة و المفاصل ..
فنشعر بحاجة للكتابة .. ولكن لا نكتب ..
نتوجع عندما نشعر بالألم و قد نصاب بنوبات من الصراخ للتعبير عن الألم
و نلوذ لعالم الكتابة لكن لا نكتب ...
و كثيراً ما تعاشرنا مشاعر الوحدة و نطلق الزفرات في فضاء طلقٍ ...
ومع ذلك لا نكتب ... فالقلم يجافينا و المداد ينأى عنا..
وعندما تحرقنا الاشواق كاحتراق أغصان شجر السنديان نلوذ لعالم الصمت
ومع ذلك لا نكتب فالقلم هاجر بعيداً ...و الأوراق قد ذرتها الرياح ...
يمكننا أن نلوذ الى عالم الابجدية عندما نحزن ونبكي و نتألم و نشتاق فقط ..
هنا يأتينا القلم كأنه ساحر عملاق يقول لنا شبيك لبيك قلمك بين يديك
نتناول القلم و نكتب مانشعر به فالكلمة هي الدمعة وهي الآهة و هي الزفرات..
فالحروف ستصبح هنا سلاماً على أرواحنا التي تتحرق بنار الأشواق..


زفرة ...
قد نتعثر و قد نتجاوز قواعد الإملاء و النحو وقد نصاب بالفأفأة لدى قراءة العبارات
قد نصاب بالانفعال و قد نصل الى مرحلة الخروج عن النص وعن بروتوكول المجاملة ..
فنخطئ و نعتذر ..
وقد يخذلنا الاسلوب الأدبي اثناء معركة الكتابة فيصبح اسلوبنا ركيكاً و حروفنا متناثرة
وقد نمزق الأوراق وقد نسطر على الهوامش ماليس بالحسبان لكن الاعتكاف في محراب
الكتابة آمن ... وخير ملاذ .

آهة ..
قد يطول بنا انتظار الرد وقد لا يصل الرد وقد يتبعثر في الدرب الينا و يتجاوزنا وقد
لا يخرج من فم القلم ..

بعثرة ...
قد يصاب القلم بالانفلونزا و يقف في وجهه جحود الجاحدين
و يناله الشتم و الجرح و النفي و السخرية من الحبيب و التجاهل من القريب
وقد ترتبك الاصابع ويرتعش المداد في قلب القلم وقد تجادلنا الحروف ومع ذلك
نلوذ لـ عالم الكتابة والكلمة لأننا كنا منذ البدء كلمة ..

همسة..
ولعل حروفنا سيأتي من يمسحها ذات يوم .. و يحل محلها كاتب وقارئ
من عوالم أخرى لا نعرفها .. و ستتلاشى كالظلال فوق الماء
لكن لن تمحى البصمة ...







[/ALIGN]
[/CELL][/TABLE1][/ALIGN]