صفحة 3 من 3 الأولىالأولى 1 2 3
النتائج 21 إلى 22 من 22

الموضوع: قصص القران ( الحلقه الرابعه)لعمرو خالد

  1. #21
    -


    تاريخ التسجيل
    06 2005
    المشاركات
    34,989
    المشاركات
    34,989
    Blog Entries
    78


    ( الحلقة السابعة عشرة )


    بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، أهلا بكم، هيا بنا نستكمل لقاءنا مع قصة موسى، وشعارنا سنحيا بالقرآن.



    ترى كم عدد الختمات التي قمتم بها؟ ماذا عن الهمة والعزيمة؟ وها قد مرت نصف أيام رمضان، ونود الاقتراب أكثر من الله، وليلة القدر على الأبواب، نريد ختمات وختمات أكثر في رمضان، تحلوا بالهمة والعزيمة، ونود أن نتشارك جميعًا في حملتنا سنحيا بالقرآن، ونتمنى الحصول على عشرة ملايين ختمة، الهدف ليس صعب المنال، وعندما ينتهي كل شخص من إتمام ختمة فليرسل لنا، لنضع الرقم بالعداد الخاص بالموقع.



    حزم موسى:


    توقفنا عند الكارثة التي كان يعمل موسى كقائد عظيم على معالجتها، وهي أن بني إسرائيل عبدوا العجل بعد أن فتنهم السامري، تدرج موسى في معالجته للموقف من اللين إلى الشدة ثم إلى الحزم، وحسم موسى الأمور مع السامري؛ حيث قام بطرده ونبذه بعيدًا [قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لَا مِسَاسَ...] {طه:97} كما قام بحسم أمر العجل [... لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي اليَمِّ نَسْفًا] {طه:97} ثم التفت موسى إلى الفئة التي عبدت العجل من بني اسرائيل، يا ترى كيف سيكون تصرفه تجاههم؟



    لقد شعر موسى أنهم نادمون على ما دفعهم السامري إليه، بل ويودون حقًا التخلص من هذه الكارثة، لكن لابد وأن يحسم الأمر معهم لأنها ليست المرة الأولى، ففي المرة السابقة قالوا: [... اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آَلِهَةٌ...] {الأعراف:138} واليوم عبدوا العجل، فلابد من إنزال عقوبة شديدة بهم، وعاود موسى طريقته المعتادة وصبره الكبير في معالجة الأمر: بدأ باللين ثم الحسم، بدأ بشرح الأمر لهم ثم الحسم، وقال كلمته الشهيرة لهم:[إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا] {طه:98}، [وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ العِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ...] {البقرة:54}، ولننتبه أنها المرة الأولى التي نسمع كلمة "توبوا" في قصة بني اسرائيل، وهي كلمة مازالت غير مفهومة بالنسبة لهم، فالتوبة عند المسلمين هي: أستغفرك يا ربي وأتوب إليك، أشعر بالندم، ولن أفعل هذا الشيء مرة أخرى، وأعتزم التوقف عنه مستقبلًا، وهو شعور نفسي بينك وبين الله، علاقة غير ملموسة، لا نستطيع أن نلمسها بأيدينا، أمة محمد تفهم هذا المعني بسهولة، أما بنو اسرائيل فلابد أن تكون التوبة شيئًا ملموسًا لديهم، أي أن تكون حسية يراها بعينيه، والإيمان بالغيب بالنسبة له مازال ضعيفًا، لماذا؟ لأن هناك فارق كبير في مستوى النضج بينهم وبين أمة محمد، فأول آية في القرآن نزلت على أمة محمد في سورة البقرة هي: [الم * ذَلِكَ الكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ] {البقرة:1-2}، من هم المتقون وما هي أول صفاتهم؟ [الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالغَيْبِ...] {البقرة:3}، وأنا دائمًا أضرب المثل على ذلك بتشبيههم بالطفل الذي إن أبلغته أنك قد وضعت في حسابه بالبنك مبلغ مليون جنيه لن يمثل له الأمر شيئًا، بينما لو قدمت له لعبة ثمنها خمسة جنيهات سيفرح بها فرحًا كبيرًا، وهذا هو النضج فهو لن يشعر بما لا يراه، يجب أن يكون بين يديه، احذروا يا إخوتي أن نكون أصبحنا كذلك نتسم بالمادية، فأجمل لذة لدينا هي"يؤمنون بالغيب"، وهم مازالوا في حرمان منها، موسى يريدهم أن يتوبوا والله يريدهم أن يتوبوا، ولكن لن يتم ذلك بالمعنى الإيماني، فلابد أن يحدث ذلك بشيء حسي في البداية.



    توبة بني إسرائيل:


    انظر إلى الآية التي تقول: [وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ العِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ...] كيف يحدث ذلك؟ [... فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ...] ليأخذ كل منكم سكينًا، ويقتل نفسه، أو يقتل شخصًا آخر من بني اسرائيل، وهل يعقل أن يحدث ذلك؟ لن يحدث بالطبع، ولكن ليتخيلوا موقفًا حسيًا، لقد ارتكبت خطأ جسيمًا للدرجة التي ستفقد فيها حياتك، ولقد سمعوا ونفذوا الأمر لأنه لا يزال بهم شيء من الإيمان، وكل منهم سيحمل سكينًا، وتقول كتب اليهود الآن أنهم قتلوا أنفسهم بالفعل، ولكن القرآن يقول شيئًا آخر، فما إن حملوا السكين وأصبحوا على استعداد لتنفيذ القتل حتى قال لهم موسى -واسمع الآية مرة أخرى-: [وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ العِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ...] {البقرة:54} أي أنهم لما هموا بالتنفيذ قال: [...ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ...] عفا الله تبارك وتعالى عنهم، إذن لماذا كل هذه القصة؟ حتى يشعروا بشيء حسي يفهموا به معنى التوبة.



    ما هي شروط التوبة لدينا؟


    · الشعور بالندم.


    · إيقاف الذنب.


    · العزم على عدم الرجوع إلى الذنب مرة أخرى.



    هل علمتم الآن الفارق بين الماديين وبين من جمعوا بين المادة والروح (أمة محمد صلى الله عليه وسلم )؟ هل عرفتم الآن لماذا هي خير أمة أُخرجَت للناس؟ يا تُرى هل تشعر بالتوبة سريعًا أم لابد وأن تمر بإحدى المصائب لتفهم معنى التوبة؟ من أي الأنواع أنت؟



    أسباب سوء الخاتمة:


    خرج موسى من مصر وعبر البحر، ثم ذهب لميقات ربه وتلقى التوراة، ونزل من الطور، وذهب لمقابلة بني اسرائيل، وفوجئ بأنهم قد عبدوا العجل، ثم نُفي السامري، ونُسف العجل في البحر. وبدأ بنو إسرائيل يتعلمون معنى التوبة، ثم أخذهم موسى إلى القدس. ونحن نروي قصة موسى نتذكر قيمة هامة، سأروي لكم قصة لها علاقة بقصتنا، في إحدى الغزوات مع الرسول صلى الله عليه وسلم، كان من بين الصحابة رجل يقاتل بشدة، فقال الصحابة: هنيئًا له الجنة فقد مات شهيدًا، فأخبرهم النبي أنه في النار، فسألوه لم يا رسول الله؟ قال" كثُرَت عليه الجراح في جسده، فوضع سيفه، فاتكأ عليه فقتل نفسه"، أي أنه لم يستطع الصمود في القتال، هل هذه هي خاتمته؟ نريد أن نفهم لماذا كانت الخاتمة هكذا؟ يقول النبي:" إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة حتى لا يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها". هناك سر في الأمر نريد أن نفهمه.



    مثال آخر: صحابي من العُباد، وهو علقمة، طلبوا منه لحظة وفاته أن ينطق بالشهادة، ولكنه لم يقدر، كأنه يحمل جبلًا على لسانه، فذهب الصحابة للنبي يروون له قصة علقمة، فقال النبي:" أله أم؟" قالوا: نعم، يا رسول الله، قال:" ائتوا بها"، قال:"هل في قلبك وصدرك شيء من علقمة؟"، قالت: نعم، يا رسول الله، كان يأتي إلى زوجته وأولاده بأجمل الفاكهة، ويأتيني بما يتبقى منها، وأنا أمه يا رسول الله، نعم في قلبي شيء منه. فقال النبي: "احفروا له حفرة، وأوقدوا فيها النار"، إذا لم ترض عنه هذا هو مصيره سنحدده له في الدنيا، وفعل الرسول ذلك حتى يرقق قلبها على ابنها، فما لبثت أن قالت: عفوت عنه يا رسول الله، فإذا بعلقمة يحرك لسانه،ويقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله. يا جماعة، احذروا، هذا كان ألم قلب أم فعل ذلك بعلقمة، فليساعدنا الله لو كان أحد الوالدين يشعر بالغضب تجاهنا، أصل الموضوع هو حسن الخاتمة، ولذلك كان النبي كثيرًا ما يدعو بهذا الدعاء :" اللهم إني أسألك حسن الخاتمة"، "اللهم اجعل خير أعمالي خواتيمها"، ويقول لنا النبي:"سلوا الله حسن الخاتمة"، ما هو حسن الخاتمة؟ حسن الخاتمة وسوء الخاتمة كلاهما مرتبط بقلبك: هل كان نقيًا أم به مرض، مثل: الريبة، الحقد، الحسد، الغل، الكراهية، الأنانية، الكِبر، العُجب، إذا كان في قلبك قدر من أي من هؤلاء عليك أن تخاف من سوء الخاتمة، وإذا كانت لديك ذنوب وقلبك خالٍ من هذه الأمراض الشديدة، فاطمئن سيتوب عليك الله ويغفر لك إن شاء الله.



    انظر داخل قلبك:


    عندما قرر أبو بكر أن يتولى عمر بن الخطاب الخلافة، سأله الناس: أتوليه علينا وهو شديد؟ فأجابهم برد عجيب قائلًا: ذلك رجل أعلم أن سره أفضل من علانيته. هل تعرف جبل الجليد؟ عشرون بالمائة منه فقط يكون فوق سطح البحر، وثمانون في المائة منه تحت سطح البحر، هذا الجزء هو ما يجعله ثابتًا، كلنا يعمل بالعشرين في المائة الظاهرة للناس من حسن الهندام والملبس، ولكن من يهتم بأمر الثمانين في المائة الموجودة بداخلنا؟ ومن يعمل على تنقيتها؟ ولذلك كان النبي عندما ينظر في المرآة يقول: "اللهم كما حسنت خَلقي فحسِن خُلُقي"، كلنا ينظر في المرآة لنتأكد من حسن الطلعة، والنبي يعلمك عندما تنظر ابحث عما بداخلك لأنه الأهم، فالجميع يهتم بالمظهر، اهتم أنت بالداخل.



    كلما توغلنا في قصة موسى -نحن لا نقوم بسرد رواية_ نربط الأحداث بالقيم، فسيمر اليوم موسى برجل تبدو عليه مظاهر الإيمان الشديد والعِِلم، ولكنه مريض من الداخل بمرض الأنا، قبل حسن الخاتمة ابحث عن قلبك، هل هو نقي أم به أحد الأمراض؟ عندما يمرض أي منا يذهب إلى الطبيب، ويبدأ في علاج جسده مما ألم به، جميعنا يهتم بأمراض جسده، ولكن من يكترث لأمراض قلبه؟ إن مرض الجسد ينتهي بالموت، بينما مرض القلب يلازمك حتى يوم القيامة، من الجائز أن يعيق مرض الجسد حركتك في الدنيا، بينما يتسبب مرض القلب في أن تخسر الدنيا والآخرة. هل تستطيع استكشاف قلبك؟ أن تكشف عليه، ولكن ليس الكشف الطبي.



    بلعام باعوراء:


    لنكمل مع موسى، ونراه وهو يستكمل سيره إلى الأرض المقدسة كما يصفها القرآن [يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللهُ لَكُمْ...] {المائدة:21}، ستبدأ الأحداث القادمة من الأردن، وهذا المكان عبارة عن وادٍ يُشرف عليها من أعلى جبل ممتد، والجبل الذي سيذهب إليه موسى اسمه نيبو، وهو غاية في الأهمية ومن أهم المعالم السياحية بالأردن الآن، ومن أهم الجبال، وجاء ذكره بالتوراة والإنجيل، وهذا الجبل هو أقرب الطرق التي تطل على المسجد الأقصى وفلسطين. سيمر موسى بهذا الوادي الذي يعيش فيه قوم بني كنعان، يود موسى المرور من على قمة جبل نيبو من خلال الوادي، وعندما يتم له ذلك يستطيع رؤية القدس، وقد دُفن موسى بهذا الجبل، وأثناء رحلة النبي في الإسراء والمعراج ذكر أنه رآه عند الكثيب الأحمر عند جبل نيبو، وأؤكد لكم أننا نسير وفق الاتجاه الصحيح طبقًا للخريطة، ومرور موسى إلى هذا الوادي للذهاب لجبل نيبو لتقع هذه الحادثة الإنسانية الهامة، قصة قصيرة، أليست قصة موسى قصة طويلة في القرآن، ومتواجدة في مشاهد كثيرة، ولكن هناك قصص قصيرة [نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ القَصَصِ...] {يوسف:3}، سيقابل رجلًا أثناء سيره، هذا الرجل به مرض من أمراض القلب على الرغم من حسن المظهر الذي يبدو عليه، هو عالِم مؤمن، ولكنه مريض من الداخل، سيقابل رجلًا يُدعى: بلعام بن باعوراء، ويتجسد فيه حسن وسوء الخاتمة، وبلعام من العلماء- ليس من بني اسرائيل- ولكنه مؤمن بالله، ويعي جيدًا أن موسى حق، وأنه نبي، هو يملك العلم الغزير، [وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا...] {الأعراف:175}، وتقصد الآية بلعام بن باعوراء، الذي كان يبحث عن الشهرة وعلى استعداد للتضحية من أجلها بكل شيء. هناك نقطة تسببت في إفساد نقاء الرجل، هناك كارثة تستقر بقعر القلب، الشهرة لديه أهم من العلم ومن الإيمان ومن الدين، فهو يريد المكانة الرفيعة والزعامة. كان هذا الرجل يسكن عند قبيلة تُدعى بنو سمعان، وسيمر موسى، ويقيم خيمته وقت الغروب ليذهب في الصباح إلى جبل نيبو ثم المسجد الأقصى والقدس، إذن سيبيت ليلته هنا، ومن الجائز أن تكون هناك أكثر من ليلة واحدة، لا تهتم بنو كنعان ببلعام لأنه متدين وعالِم، وهو يريد أن يشعر بذاته ويُشار إليه بالبنان، فعندما مر موسى خاف بنو كنعان من الأعداد الضخمة لبني اسرائيل، وهم يشعرون بالقلق والخوف حيالهم، ولا يدرون ما الذي يجب عليهم القيام به. وكان لدى البعض من بني كنعان علاقة قوية بفرعون وأصدقاء له، والعلاقة بين فرعون وموسى ليست على ما يرام، وهم لا يريدون ل موسى المرور بأرضهم، وهم لم يستطيعوا التصرف إزاء ذلك، فاتجهوا إلى بلعام وسألوه: ألم تخبرنا أنك متدين وعالِم وأن موسى نبي وأنت تؤمن به، ادع عليه، وجاء رده: ماذا تقولون؟ أأدعو على نبي الأمة؟ لا أستطيع القيام بذلك، فقالوا له: لو فعلت ذلك واستُجيب دعاؤك سنصدقك القول أنك عالِم، سنضعك في منزلة كبيرة. وهم الآن يلتمسون المشكلة التي يعاني منها، هل نحن على استعداد للتضحية بالعلم، الإيمان ، الدين من أجل مكانة ما؟ هل تضحي بالحق من أجل السلطة، أو من يقبل الرشوة، لا يوجد فارق بينك وبين بلعام بن باعوراء، وعندما ألحوا على بلعام والمكانة التي وعدوه إياها دعا على موسى وبني إسرائيل، ولكن كيف يُستجاب دعاؤه؟ ثم قالوا له: أنت لست بعالم، دعوت على موسى، ولم يُستجَب لك. فغضب بلعام لما أصابه، وأكد أنه سيثبت أنه قادر على ذلك.



    حيلة بلعام باعوراء:


    أما وأن بلعام قد خسر آخرته، فلقد قرر أنه لن يخسر دنياه؛ فأشار على قومه بحيلة ماكرة للقضاء على بني إسرائيل، حيث قال لقومه: زينوا نساءكم وعطروهن، وأرسلوهن بالبضائع ليبعن لبني اسرائيل، وقولوا للنساء لا تمنع أي امرأة منهن نفسها عن أي رجل من بني إسرائيل يريدها، هل سيقدم عالِم على فعل ذلك؟ تلك أحد أسباب سوء الخاتمة، هناك مرض بالقلب. أطاعوا بلعام بن باعوراء، وبدأ التنفيذ، وأرسلوا النساء من بني كنعان تبيع لبني إسرائيل، ويذكر الرسول صلى الله عليه وسلم أن أول فتنة لبني اسرائيل كانت بسبب هذه الحادثة. وعلم موسى بالأمر، وأن بلعام هو السبب وراء ذلك فدعا عليه، عندما تنسلخ من آيات الله لا يُستجاب دعاؤك، لكن موسى الموصول بالله استجيب دعاؤه، هل تستطيع أن تنزع دينك؟ من يفعل ذلك كأنه انتزع جلده، كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في غزوة أحد:" دينك دينك لحمك دمك"، يا من نزعِت الحجاب، احذري، ويا من كنت تصلي واتسمت أفعالك بالفجور، ويا من كنت موصولًا بالله ثم وقعت في شرك المعصية، احذر سوء الخاتمة، بإمكانك العودة والإصلاح، [وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الغَاوِينَ * وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ...] {الأعراف:175-176}، هذا ليس سبابًا لل***، فقد أثني على الكلـــب في القرآن في آيات أخرى [... رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ...] {الكهف:22}، لماذا إذن الالكلـــب ؟ لأن من طبيعته أن يلهث سواء عند جريه أو وقوفه، والآية توضح أن بلعام كان يلهث وراء الدنيا وأنه كان غير قادر على الوصول إليها، هذا هو عقابه، يريد أن يأخذ ولا يعرف كيف يقوم بذلك فأصبح مثل ال***، الهث وراء الدنيا يا بلعام [... ذَلِكَ مَثَلُ القَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَاقْصُصِ القَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ] {الأعراف:176}، هذه هي قصة بلعام بن باعوراء وسوء الخاتمة وهي غنية بالمعاني.



    فُتن بلعام وأخلد إلى الأرض، يا بلعام بن باعوراء عام 2009 اتق الله، وإلى النساء اللاتي أصابهن النسيان أو أخطأن أو تركن حجابهن، احذروا نتيجة بلعام بن باعوراء، بلعام بن باعوراء هو مرآة مخيفة للجميع، يا تُرى ما هي خاتمتنا؟ أنا أيضًا أشعر بالخوف، يا رب، ارزقنا الإخلاص، لأنه ينقي القلب من مصائب كثيرة، ادعوا لنا بالإخلاص، وادع لنفسك بحسن الخاتمة.



    أمثلة لحسن وسوء الخاتمة:


    أود أن أختم بقصص لحسن وسوء الخاتمة، وكل منا يختار ما يريد، بلال وهو يموت تقول زوجته: وامصيبتاه، فيرد عليها قائلًا: "لا تقولي: وامصيبتاه، ولكن قولي: وافرحتاه؛ غدًا ألقى الأحبة محمدًا وصحبه".



    معاذ بن جبل وهو يموت يسأل: "أي وقت هذا؟"، فيقولون: وقت السحر، فيقول: اللهم إني أسألك موتةً في ليلة يكون صبحها في الجنة، ثم تدمع عيناه، فيسألوه:علام تبكي؟ فيقول: والله ما أبكي على ثواب الدنيا، ولكن أبكي على ثواب قيام الليل وقراءة القرآن.



    وهذه موتة معاصرة: الشيخ كشك عليه رحمة الله يموت وهو ساجد، والشيخ محمد الغزالي يموت وهو يدافع عن الإسلام في مناظرة وتصيبه ذبحة ويموت، ويُدفن بالمدينة المنورة في مكان لم يجد من دفنه أفضل منه؛ بين الإمام مالك وإبراهيم ابن النبي عليه الصلاة والسلام.



    وهناك موتة عكس ما سبق، موتة معاصرة أخبرني بها أحد أصدقائي، الذي يحكي ويقول إنه كان مسافرًا بالطائرة، وبجواره رجل يرتدي أفخر الثياب ومعه زجاجة خمر يحملها، وأنت تعلم أن ملك الموت لا يستوقفه مكان، فجاءه ملك الموت وأخذ الرجل يتصبب عرقًا وأصابه التشنج، فقلت له: قل لا إله إلا الله، فصار يقول لي: اعطني الحقيبة، بها عقود شركاتي، ويقسم صديقي أن هذا ما حدث، فعاود صديقي الكرة لينطق بالشهادة، فقال له الرجل: كلما حاولت لا أستطيع النطق بها، ثم مات، تقول الآية [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ] {آل عمران:102}.



    قيمة اليوم.. اكتشف قلبك وعالجه:


    هل تريد حسن الخاتمة؟ قيمة اليوم هي.. اكتشف قلبك، وعالجه مما به من أمراض، بلعام بن باعوراء كانت لديه الأنا، وهي التي قتلته وأضاعت دنياه وآخرته.



    هكذا هم الغرباء يأتون ويرحلون بـصمت ..!

  2. #22
    -


    تاريخ التسجيل
    06 2005
    المشاركات
    34,989
    المشاركات
    34,989
    Blog Entries
    78


    [align=center]
    ( الحلقة الثامنة عشر )
    المسجد الأقصى
    بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    حب المسجد الأقصى:
    بعد أن خرج موسى من مصر وأنجاه الله سبحانه وتعالى هو وبني إسرائيل من بطش فرعون، نزلت التوراة وحدثت حادثة السامري، واتجه موسى إلى الأرض المقدسة، دعونا نبدأ بسؤال، هل أنت مشتاقٌ للقدس؟ هل تحب المسجد الأقصى؟ هل أنت مشتاقٌ للمسجد الأقصى؟ لأن هذه هي قيمة اليوم، ما مدى اشتياقك للمسجد الأقصى؟ ماذا يمثل لكم المسجد الأقصى؟ إن قيمته عند الله سبحانه وتعالى عظيمة، وقيمته عند النبي صلى الله عليه وسلم كبيرة، فهو أول القبلتين وثالث الحرمين، وهو مسرى النبي صلى الله عليه وسلم وهو نقطة معراجه للسماء، وهناك سورة باسمه في القرآن، يقول تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ...} (الإسراء: الآية1)، لا يمكن أن يذكر المسجد الأقصى إلا وتتبعه جملة (الذي باركنا حوله).
    هل تشتاق لأداء العمرة؟ هل تشتاق لزيارة بيت النبي صلى الله عليه وسلم ومدينة النبي ومسجد النبي؟ بالطبع، فأنت تحلم بزيارته وهناك من يدعو الله أن ينال الحج أو العمرة، هل تشتاق للمسجد الأقصى كاشتياقك للحج والعمرة؟ أتلاحظون أن الثلاثة لا يذكرون إلا مع بعضهم ، فلا تُشد الرحال إلا إلى الثلاثة، فهل يا ترى شوقك إلى المسجد الأقصى كشوقك لزيارة المدينة أو مكة؟ بالتأكيد أقل ولكن ما مقدار ذلك؟ ولو سألتك ما هي أغلى ثلاث مدن أو أماكن بحياتك؟ وهل من بينها القدس، وهل تشمل المسجد الأقصى؟ وبكم من عشرة تقيم مكانة المسجد الأقصى بحياتك، قيمة اليوم هي حب المسجد الأقصى، ألم أقل لك بأن هناك ما يسمى برصيد البنك وما يسمى برصيد القيم، إن حب المسجد الأقصى لا يقدر بجميع كنوز الدنيا.
    الطريق إلى الأقصى:
    خرج موسى من مصر مارًا بسيناء ثم الأردن حيث مر على ديار بني كنعان مرورًا بجبل نيبو وهو أقرب جبل يطل على المسجد الأقصى، فبينه وبين المسجد الأقصى حوالي خمسة وعشرين كيلو مترًا تقريبًا، ولو كنت فوق الجبل والرؤيا جيدة فقد ترى المسجد الأقصى وقبة الصخرة، وأهل مأدُبة بالأردن يعرفون هذه المنطقة جيدًا، ويعلمون أنك من هذا المكان تستطيع رؤية المسجد الأقصى بمنتهى السهولة ومنتهى الوضوح، يا ترى كيف هو شكل جبل نيبو ومنظر المسجد الأقصى من أعلى؟
    لماذا يا ترى سلك موسى طريق جبل نيبو؟ لأنه أقصر طريق يؤدي إلى المسجد الأقصى والقدس، إن المسافة من جبل نيبو بالأردن إلى القدس قريبة جدًا، إن الطريق الذي سلكه موسى حتى وصوله إلى المسجد الأقصى أصبح طريقًا رسميًا يزوره السائحين من كل العالم ومن كل الأديان ليروا خط سير موسى حتى وصل للقدس، هل تشتاق للمسجد الأقصى؟ هذه هي قيمة اليوم، إياك أن تنسى المسجد الأقصى، إياك ألا تملأ قلبك بحبه والاشتياق له، وأن تتمنى أن يمن الله عليك في يوم من الأيام أن تكون من الفاتحين له والمصليين فيه، لقد دعى موسى الله أن يُدفن هناك تحت أسوار المسجد الأقصى فكان يدعوه قائلا: يا رب قربني ولو برمية حجر لأكون بجوار القدس، فتخيل كيف هي مشاعر موسى، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( لا تُشد الرحال إلا لثلاث مساجد المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى ) ألا تشعرون ونحن نروي عن مسيرة موسى ووصوله لجبل نيبو أننا نشد الرحال للمسجد الأقصى؟ كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يذكر المسجد الحرام إلا وذكر معه المسجد الأقصى فيقول: ( صلاة في المسجد الحرام بمئة ألف صلاة وصلاة في مسجدي هذا بألف صلاة وصلاة في المسجد الأقصى بخمسمائة صلاة)، هل تحب المسجد الأقصى أم لا؟ إن هذا من دلائل إيمانك.
    وعندما سئل النبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله ما أول بيت بني في الأرض قال: المسجد الحرام قيل: ثم أي، قال: المسجد الأقصى، قيل: كم بينهما يا رسول الله؟ قال: أربعون سنة. حديث رواه البخاري، لقد بُني المسجد الحرام قبل المسجد الأقصى بأربعين سنة، لذا فهما متلازمان دائما في الذكر، وقد بنى آدم كلا المسجدين، إن المسجد الأقصى هو المسجد الذي حدث به أعظم اجتماع في التاريخ، فقد اجتمع به أنبياء الله آدم وموسى وعيسى وداوود وسليمان ومحمد عليهم السلام، اجتمعوا جميعًا في المسجد الأقصى وليس المسجد الحرام، أيضًا معراج النبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء تم من المسجد الأقصى، وكانت رحلة النبي صلى الله عليه وسلم الوحيدة مع جبريل إلى المسجد الأقصى، ألهذه الدرجة غالٍ هو المسجد الأقصى؟ {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ...}.

    فتح عمر بن الخطاب جميع البلاد ومنها الشام والعراق ولم يذهب أبدًا لاستلام مفاتيح مكان ما إلا وسلك هذا الطريق لأنه أقرب الطرق، فقد عبر جبل نيبو ومر بهذا الطريق لاستلام مفاتيح المسجد الأقصى كما فعل موسى بعبوره هذا الطريق، وعندما عبر عمر هذا الطريق ووصل للمسجد الأقصى كانت ملابسه قد تمزقت وعندما رآه المسيحيون واليهود قالوا أن هذا ما ذكر في التوراة والإنجيل عن الشخص الذي سيستلم مفاتيح القدس، فقد ذُكر في كتبهم أن المسلمين سيستلمون مفاتحها (هامةٌ عالية وثوب ممزق) وعندما رأوه وجدوا أن هامته عالية مرفوعة وثوبه ممزق فتأكدوا أنه هو نفسه الشخص المذكور في كتبهم، ووقف عمر بن الخطاب في المسجد الأقصى ودعاه الناس للصلاة في كنيسة القيامة فرفض عمر بن الخطاب لأنه يؤمن بالتعايش ويؤمن بحق الأديان الأخرى، وقد خاف أن يصلي بداخلها فتتحول إلى مسجد فصلى خارجها، وبالتالي تركت دولة الأردن الهاشمية كنيسة القيامة لأن عمر بن الخطاب لم يصلي بها ولأنها فهمت الغاية مما فعله عمر بن الخطاب وبالتالي أبقت هذا المكان لكل الأديان، لقد بنى المسلمون هذا المكان وأقامته دولة الأردن، ولكن المسيحيين أضافوا إليه رسالة تقول (إن هذه رسالة الأنبياء كلهم) وذلك لأن جميع الأديان لم تختلف على موسى، وعندما دخل عمر بن الخطاب ووقف عند المسجد الأقصى طلب من بلال أن يقف على مكان مرتفع فوقف على جبل يشرف على المسجد الأقصى هو وكل جيش المسلمين، فقال لبلال: أذِّن يا بلال، فقال له بلال: يا أمير المؤمنين إني لا أؤذن لأحد بعد رسول الله، فقال له عمر: هذا يوم يُسعد رسول الله، وقد أتى صلاح الدين بعد عمر فعبر بنفس الطريق، وكانت كلمة صلاح الدين الشهيرة (كيف أبتسم والمسجد الأقصى أسير)، هل تشتاقون للمسجد الأقصى؟ هل تحبون المسجد الأقصى؟

    كيف كان خط سير موسى ومن بعده عمر بن الخطاب وصلاح الدين؟ تقول الآية الكريمة:{يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَلاَ تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ } (المائدة: الآية21) بعدما اجتاز موسى الطريق تقدم حتى أصبح بينه وبين القدس عشرة كيلو مترات فإذا ببني إسرائيل يتخاذلون ويخافون ويجبنون ولا يدخلون القدس فتحرم عليهم القدس بعد ذلك، عندما وجد موسى أنهم قد وقفوا لا يريدون أن يكملوا الطريق حتى القدس بدأ موسى يحفز بني إسرائيل بخطاب وقد ذُكر هذا الخطاب بالقرآن وكأن الله يخصنا به أيضًا، فتخيل خطبة موسى كي يحفزهم للوصول للقدس، لقد جاءت هذه الخطبة بالقرآن في الآية العشرين من سورة المائدة {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنبِيَاء وَجَعَلَكُم مُّلُوكاً وَآتَاكُم مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَداً مِّن الْعَالَمِينَ * يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ... } (المائدة: الآيات20،21)
    تحفيز بني إسرائيل لدخول القدس:
    قام موسى بتحفيز بني إسرائيل لدخول القدس وعبور المسافة المتبقية بأربعة أشياء
    وهي:
    1. ذكر نعمة الله عليهم، فقد منحهم الله أشياءً عظيمة فيجب أن يردوا هذا الجزاء بفعل شيءٍ ما لدينه سبحانه وتعالى وذلك بأن يقوموا بشيءٍ ما للقدس، وهذا ما نحتاج لسماعه حقًا الآن نحن أيضًا.
    2. إرسال الأنبياء إلى بني إسرائيل، ولقد بعث الله كذلك لنا النبي صلى الله عليه وسلم، وقد صلى محمد هناك وكانت بداية رحلة المعراج من هناك.
    3. لقد جعل الله لهم ملوكًا، فقد كان الله سبحانه وتعالى يذكرهم ب يوسف وبأنه كان ملكًا، فلم يكن تاريخهم تاريخ ذلٍّ بل كان تاريخ علم ٍ، وكذلك نحن فلم يكن تاريخنا تاريخ ذلٍّ بل كان في تاريخنا عظماء كنبينا محمد صلى الله عليه وسلم وك خالد و عمر، كان في تاريخنا المسجد الأقصى الذي عاش به المسلمون، فبعد كل عمرة وحج ٍ كان المسلمون يذهبون للمسجد الأقصى، وكان الإمام الشافعيّ يعتكف هناك فيقول أحب الاعتكاف في المسجد الأقصى، وهناك عمود لأبي حامد الغزاليّ بالمسجد الأقصى، وكذلك صلاح الدين ونور الدين محمود ومن بعدهم أجيالٌ وأجيال، تاريخنا ليس تاريخ ذلٍّ بل تاريخ عزٍّ، فالمسجد الأقصى غالٍ جدًا.

    4. قال لهم نبيُّ الله موسى ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم، ما معنى كتب الله لكم؟ لكي تفهم ما معنى (كتب الله لكم) فيجب أن تفهم حقيقة المسجد الأقصى وحقيقة القدس، فالقدس ليست ملكًا لأحد، بل كلما بعث الله نبيًا كان هو وقومه المسئولون عن القدس، ولقد كان الرسول في هذا الوقت هو موسى وبالتالي تقول الآية الكريمة: {... ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ...} لأن موسى هو النبي في هذا الوقت، فعندما بُعث آدم كان هو المسئول عن القدس، وكذلك نوح و عيسى و داوود و سليمان وكذلك خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم هو وأمته هم المسئولون الآن عن القدس.
    اجتماع الأنبياء وتسليم الراية:
    هل تودون أن تكونوا ممن اختارهم الله ليكونوا في المسجد الأقصى؟ انتبهوا لأمرٍ مهم جدًا لقد أخبرتكم أن كل نبي يُبعث يكون مسئولا عن المسجد الأقصى، لذلك بدأت رحلة محمد صلى الله عليه وسلم من المسجد الأقصى ولقائه الأنبياء كان بالمسجد الأقصى وذلك ليتسلم راية المسجد الأقصى ولهذا اجتمع بالأنبياء في المسجد الأقصى وليس في مكة، ويدخل محمد و جبريل فتقام الصلاة ويقف الأنبياء جميعًا صفًا واحدًا، فإذا ب جبريل يسأل محمد من سيصلي بالأنبياء إمامًا؟ هل هو إبراهيم أم موسى أم عيسى، فيقول: تقدم يا محمد، فيقف النبي ليصلي بالأنبياء إمامًا، يقول الحديث الشريف: ( لا يُؤم الرجل في بيته) و محمد هو من صلى بالأنبياء إمامًا وبالتالي يُفهم من ذلك أنه صلى الله عليه وسلم هو صاحب البيت والمسئول عنه، ويبدأ المعراج من المسجد الأقصى إلى السماء وينزل إلى هناك أيضًا بالرغم من أنه كان من الممكن أن ينزل المعراج من السماء إلى مكة بدلا من المسجد الأقصى.
    لقد دفن موسى بجبل نيبو الذي يبعد أقل من ثلاثين كيلو مترًا عن القدس، ولقد مر بهذا الجبل عمر بن الخطاب، ومر به الصحابة، ومر به التابعين والعلماء، ومر به صلاح الدين، أترى قرب هذا المكان؟ يا ترى ما هو شعورك الآن، انتبه فالأمنيات وحدها لا تكفي ولا تحقق أي شيء، فهناك صفات يجب أن تكون متواجدة، ففي سورة المائدة تأتي قصة موسى وسبب عدم دخول بني إسرائيل وتوقفهم هنا، ولقد دفن موسى هنا وكان يأمل أن يدخل القدس، ولقد سأل موسى اللهَ تعالى أن يأذن له أن يدفن على أسوار القدس، ويقول العلماء جملة جميلة جدًا أن موسى قد طلب أن يدفن على أسوار القدس لأنه يعرف أن المسئول عنها ليس هو ولكن أمة محمد صلى الله عليه وسلم، لقد توقف موسى هنا لنكمل نحن بعده لأننا نحن المسئولون، فماذا ستقول ل موسى يوم القيامة؟ وماذا ستقول ل محمد يوم القيامة؟
    سبب تسميتها القدس:
    لماذا سميت بالأرض المقدسة أو القدس؟ لأن كل الأنبياء اجتمعوا بها فهي أرض الأنبياء، إنه المكان الوحيد على وجه الأرض الذي عُقد به أعظم اجتماع في التاريخ مع الرسول صلى الله عليه وسلم وذلك من أجل تسليم الراية إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، كل أنبياء الله في هذا المكان {... مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُم مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ ...} (غافر: الآية 78)، وصلى بهم النبي هناك، ترى من يصلي مع النبي؟ موسى و داوود و سليمان كلهم يقفون مع النبي للصلاة فهو المسئول فقد سُلِّمت إليه الراية، وهنا أريد أن أوضح نقطتين:
    1. إن الحياة هي حرب وسَلم، جهاد وعبادة وحتى العبادة فهي لونان فهناك عبادة تغذي الروح والقلب، وهناك الجهاد ولذلك أوجد الله تعالى الحرمين الحرم المكي والمسجد الأقصى، وكل منهم يرمز لشيءٍ معين، فالحرم المكي هو دار عبادة القلب والروح ومن دخله كان آمنًا، أما المسجد الأقصى فدار جهادٍ وإصلاح ٍللأرض، هل سبق وفكرت أن هذا هو دور كل من المسجد الحرام والمسجد الأقصى؟
    2. أما النقطة الثانية فهي أن المسجد الأقصى هو ترمومتر الأرض، والترمومتر هو جهاز لقياس الحرارة إن كانت مرتفعة أو منخفضة، إذا كنت تريد أن تعلم ما إذا كانت الأرض بأحوال جيدة أم لا فانظر للمسجد الأقصى ومن يسيطر عليه، فلو أتيت من كوكب آخر ونزلت على الأرض وتريد أن تعرف وضع الأرض فانظر من يسيطر ويتحكم بالمسجد الأقصى، هل هو مع الصالحين أم العنصريين أم الجبارين.
    لقد تعلمنا عدة أشياء اليوم فالمسجد الحرام لعبادة الروح والمسجد الأقصى للجهاد، تعلمنا أيضاً أن المسجد الأقصى هو ترمومتر الأرض وهو مقياس لوضع الإيمان الحق بالأرض شاملاً إيمان العطاء والإنتاج والخير وليست العبادة فقط، ثالث شيءٍ قد تعلمناه وهو شيء مهم جدًا أن المسجد الأقصى ليس ملكًا لقوم بعينهم بل ملكًا لكل نبيٍّ في عهده، وبالتالي هو مسئولية خاتم الأنبياء وأمته الآن.
    صفات يجب توافرها فيمن يدخل الأرض المقدسة:
    إذًا ما هي الأربع صفات التي من المفروض أن يتصف بها كل من هو متواجد في هذا المكان؟ تقول الآيات الكريمة: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنبِيَاء وَجَعَلَكُم مُّلُوكاً وَآتَاكُم مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَداً مِّن الْعَالَمِينَ * يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَلاَ تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ * قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْماً جَبَّارِينَ... } (المائدة: الآيات20،21،22). وهذه الأربع صفات هي:
    1. شجاعة ونفس حرة غير ذليلة، وهذه هي أول صفة يجب أن يتصف بها الجيل والشباب والناس والنساء حتى يربوا أبناءهم على ذلك.
    2. الثقة والتوكل على الله، وليس الضعف والتواكل على الله.
    3. الوحدة والأخوة، لا أن تكون الأمة متفرقة متنازعة أو أن يكره أفرادها بعضهم بعضًا أو يعادون بعضهم .
    4. أما الصفة الأخيرة والتي من المفترض أن تكون بمن سيذهب للقدس ويصلي هناك ويكون من أهل المسجد الأقصى فهي الحركة والإنتاج والعطاء.
    هذه هي الأربع صفات ولكن ما توافر في بني إسرائيل كان العكس لذلك لم يدخلوا، لأن هذه الأرض هي ترمومتر الإيمان لا يدخلها إلا المؤمنون حقًا، { قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىَ يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ{22} } (المائدة: الآية 22) أترى خوف بني إسرائيل وذلهم مع أن المفروض أن يتصفوا بالشجاعة ليتمكنوا من دخول الأرض المقدسة هذه هي الصفة الأولى.
    أما الصفة الثانية فيأتي ذكرها في الآية الكريمة: { قَالَ رَجُلاَنِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُواْ عَلَيْهِمُ الْبَابَ...{23} } (المائدة: الآية 23) تأمرهم الآية الكريمة أن يأخذوا خطوة وأن يتحركوا في سبيل الدخول إلى القدس، ولكنهم قعدوا بلا حركة بلا إنتاج أو عطاء فيقولون بتكاسل { ...إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ } (المائدة: الآية 24)، إنهذه الأمة لا تريد التحرك فالشباب لا يريد أن ينتج أي شيء بل يريدون أن يقفوا في مكانهم ولا يريدون أن يأخذوا خطوة للأمام أو أن يتقدموا بأي شيء، ولا يريدون أن يتعلموا أي علم ٍ جديد في مجالهم أو في أي مجال آخر، مستسلمين للبطالة لا يريدون التعلم أو أن يحصلوا على خبراتٍ جديدة.
    { قَالَ رَجُلاَنِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُواْ عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ{23} } (المائدة: الآية 23)، كان من بني إسرائيل رجلان فقط هم من أبدوا الاستعداد للتحرك والدخول إلى القدس ولكنهما اثنان فقط ولم يكن هذا كافيًا، إن مشكلة بني إسرائيل كانت ضعف الإرادة وضعف الثقة بالله، فتنازعوا مع الرجلين واشتد الخلاف بينهم فقالوا لموسى كما جاء بالآية الكريم: { قَالُواْ يَا مُوسَى إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَداً مَّا دَامُواْ فِيهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} (المائدة: الآية 24) إنها إساءة أدب في حقِّ الله تعالى وضعف ثقةٍّ بالله وكسلٍ وتراخ ٍ وعجز أنفس ذليلة. فما كان من موسى إلا أن قال كما جاء بالآية: { قَالَ رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلاَّ نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ} (المائدة: الآية 25)، فهؤلاء قوم متفرقون لا يوجد بينهم أي وحدة، ولا توجد الوحدة إلا بين موسى وبين أخيه، {...فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ} إن من لا يريد أن يكون في المسجد الأقصى هم الفاسقون.
    فهل أنت شجاع وصاحب نفس حرة؟ هل أنت متوكلٌ على الله؟ هل ثقتك بالله قوية؟ هل بينك وبين باقي العرب والمسلمين أخوة وحب، هل نحن أمة متآخية متحدة؟ هل هناك تعايش وانفتاح واستعداد للوحدة ؟ هل لك أخوة تحبهم ويحبونك وتعينون بعضكم على طاعة الله؟ فتنتجون وتنجحون مع بعضكم ، هل أنت قادر على العطاء وهل تساعد الفقراء؟ هل يوجد حركة وإنتاج وعطاء؟ يا جماعة إن حب المسجد الأقصى ليس كلامًا فقط ولا نظريات أو دموع بل صفاتٌ أربع، بكم تقيم نفسك في الأربع صفات سابقة الذكر؟ إذا حصلت على درجة عالية في تقييمك لذاتك فضع يدك في يد غيرك لتصبحوا أنت وغيرك بإذن الله الجيل المقصود، إن بني إسرائيل لم يكونوا كذلك لذلك جاءت ختام الآيات بأن قال الله تعالى لهم: {قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ...} (المائدة: الآية 26)، لقد حرم الله سبحانه وتعالى عليهم القدس، فهي ترمومتر الإيمان فلا يدخلها أيًا كان، إن بعض التفاسير قد فسرت الآية الكريمة على أنها محرمة عليهم تحريمًا أبديًا فيتيهون أربعين سنة في الأرض، وفي تفاسير أخرى بأنها حرمت عليهم أربعين سنة حتى يستكملوا الصفات الأربع، وكانت هذه هي عقوبة بني إسرائيل، فهل يا ترى أيها المسلمون ما نحن فيه اليوم نوع من أنواع التيه بما أننا تركنا الصفات الأربع؟ تيهٌ نفسي ومعنوي، هل نعاني مما عانى منه بنو إسرائيل؟ عاقبهم الله مدة أربعين سنة حتى يتغير الجيل فيذهب الجيل القديم ويأتي بعده جيلٌ جديد، وبالتالي كان دور موسى هو الشباب، أن يعد جيل من الشباب تتوافر لديهم الصفات الأربع فيكونون ناجحين في عملهم يستطيعون مد يد المساعدة والعطاء، شجعانًا ذوي أنفس حرة ومتوكلين على الله بينهم أخوة ووحدة هذا هو الجيل، وهذا هو ما يجب أن يعمل وألا يكون كلامًا نظريًا.
    قوانين الله في كونه:
    ومات موسى في هذا التيه، فلم يجد الوقت الكافي ليبني جيلًا لديه هذه الصفات الأربع لأنها احتاجت أربعين سنة، وجاء من بعده يوشع بن نون تلميذ موسى النجيب، وسنرى كيف كان موقف موسى مع الخضر وكيف سيلتقي موسى بيوشع ليجهزه بالعلم لأن يوشع بن نون هو من سيدخل القدس وستكون الصفات الأربع قد اكتملت في عهده، إن لله في الكون قوانين فكما تشرق الشمس من المشرق فإن المسجد الأقصى ليس لأي أحد بل هو لمن تتوافر لديه الصفات الأربع، فهي ترمومتر الإيمان في الأرض، فالقدس ليست بالكلام أو الدعاء فقط بل باستكمال الصفات فهي كقوانين ثابتة بالكون، فهل يا ترى جيلنا هذا هو الجيل المقصود أم لابد أن ننتظر جيلاً آخر؟ مات موسى دون أن يكمل وكانت أمنيته أن يكمل فيدخل القدس وقد مات موسى وهو متعلقٌ بالقدس، وتمنى من الله أن يدفن في أقرب بقعة من القدس فدفن على جبل نيبو، نحن لا نعرف المكان بالظبط ولكنها أقرب البقاع إلى المسجد الأقصى.
    هل أنت مشتاقٌ للمسجد الأقصى؟ يجب أن تكون أمانة المسجد الأقصى في قلبك عظيمة، فهو ليس كأي مسجد، وقد أوصانا به النبي صلى الله عليه وسلم وقد استلم النبي الراية حتى يسلمنا إياها، إنها أمانة في رقبتك تُسأل عنها يوم القيامة فأصدِق الله وضعها كنية من نواياك الكبيرة حتى نحرر المسجد الأقصى، فطالما لا يوجد مكان للمسلمين في المسجد الأقصى فسنُسأل عن ذلك يوم القيامة، إن قيمة اليوم غالية جدًا على قلوبنا، فاملأ عينيك وقلبك وعقلك برؤية المسجد الأقصى، وانوها كنية لتعش بها دائمًا.

    [/align]

    [align=center][/align]
    </SPAN>



    هكذا هم الغرباء يأتون ويرحلون بـصمت ..!

صفحة 3 من 3 الأولىالأولى 1 2 3

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

المواضيع المتشابهه

  1. جلسه مع شاعر (( الحلقه الرابعه ))
    بواسطة عبدالمجيد الشمري في المنتدى مضيف ا لشّعر الشعبي"النّبطي"
    مشاركات: 43
    آخر مشاركة: 25-08-2009, 19:51
  2. رد: برنامج القوارير ::: الشيخ محمد العريفي (الحلقه الرابعه)
    بواسطة &^^مهــــا^^& في المنتدى المنتدى الاسلامي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 07-07-2009, 11:34
  3. رد: برنامج القوارير ::: الشيخ محمد العريفي (الحلقه الرابعه)
    بواسطة &^^مهــــا^^& في المنتدى مضيف آدم وحواء
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 04-07-2009, 16:22
  4. هيئة الدفاع عن عمرو خالد : ترد على كلام الشيخ محمد حسان الموجه لعمرو خالد
    بواسطة محمد نجاتي في المنتدى مضيف المشاركات المنقولة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 13-06-2009, 21:11
  5. يوميات الفاضي (((الحلقه الرابعه)))
    بواسطة الفاضي في المنتدى مضيف فلّة الحجاج
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 01-10-2002, 22:31

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
جميع ما يطرح بالمضايف يعبر عن وجهة نظر صاحبه وعلى مسؤوليته ولا يعبر بالضرورة عن رأي رسمي لإدارة شبكة شمر أو مضايفها
تحذير : استنادا لنظام مكافحة الجرائم المعلوماتية بالمملكة العربية السعودية, يجرم كل من يحاول العبث بأي طريقة كانت في هذا الموقع أو محتوياته