مـيزر بن زياد مــن آل طوالـه شـيوخ الاسـلـم مـن شمّر فارس شجـاع اشتهر
بتواضـعـه الـشـديد واحــترامـه لمـن يكـبره ســنـّا ؛ وكـان لــه أخ أكــبـر
مـنه ؛ وكان مـيزر كلما غـنم فرساّ أعـطـاها لأخـيه الأكبر ؛ وكـان كـلّـمـا
نــودي لـلـغـــاره أول مـا يـقـوم بـه أن يضــع سـرج فــرس أخــيـه أولاً بكـل
تـواضــع ؛ وكــان لا يـتـقـدّم عــلــى أخــيه ولـو كـان يتمـنّى ذلــك لـفـرط
شــجــــاعــتـه .
ومـن المـواقف الـتي تـدل عـلـى احــترامـه لأخـيه هـي أن أخـاه وهو راكب على
فرسه ضـرب مـيزر بالعـصـا وكان مـيزر مـاشياً فسـقطـت العـصا ؛ فصـاح به
ليعـطـيه العـصـا لـكـي يضـربه مرةً أخـرى ؛ فما كان من ميـزر إلا أنه ناوله
الـعـصـا بنـفـسٍ راضـيـه وهــو يقـول : إضــرب حــتى يزول غــضـبك .
وبهذه المناسبه قال ميزر :
خــــلّــيـت اخـــــوي اشـــمـــره تــــروي الارمــــــاح
ذبــّحــــت وجــــبــت الـلـــ ســــواة الـمــهـــاتــي
ولانــيــب راكـــبـهــا الــيـــا صــــــاح صــــيّـــــاح
لاطــــــنّــــب الــــراعـــــي بــــراس الــفــــــلاتـــي
لــو كـــان قــلــبـي مــع هــــل الـخـــيـل قــد راح
أعــــنّـــهــــا واجــــــهّــــــزه لــــيـــن يـــــــاتــــي
والـيــا ضــــربـنـي بالـعـــصــا والـعـــصــا طــــاح
أنـــاولــــه مــضـــنـــون عـــيــنــي شـــفــــاتــــي
والــيــا نـــزرنــي نـــــزرةٍ والـغـــضــب فـــــــاح
أغـــضـــي وكــــنّــي وحــــــدةٍ مــــن خــــــواتـــي
والــيــا طــلــبــنــي شـــي مــانــيــب شـــــحّـــــاح
أرد لـلّــــي خــــــــــــــابــــريــــنٍ ســـــــــــواتـــــي
هـــــذا عـــضــــيــــدي مــاشـــيٍ لــي بــالانــصــــاح
لا غـــبـــت عــــيــنــه ســــاهــــره مـــا تـــبـاتـي
أبـغـــيــه قـــبــل الــمــــوت غــــطّــــاط الارواح
نــــاخــــذ عــــلـــى عــــدوانـنـا الـطـــــايـــلاتــــي
المفضلات