لم تحدث بتاريخ الكويت ان يقدم استجوابان والثالث على الطريق لرئيس الحكومة منذ العمل بالحياة البرلمانية عام 62 ..
ورغم ايماني المطلق بحق النائب في استخدام الادواة الدستورية المتاحة له لمحاسبة الوزراء ورئيس الحكومة الا انني ارى ان كل تلك الاستجوابات جاءت نتيجة ضعف سمو الرئيس في استخدام صلاحياته وخوفه من المواجهه البرلمانية رغم استحواذه على الاغلبية البرلمانية في المجلس الحالي ..
تردد سمو الرئيس ورجوعه عن قراراته لمجرد التهديد له باستجوابه جعل البلد في حالة غليان وضعف بل اصبح الاستجواب وكانه شيش كباب من السهولة التلويح به للابتزاز السياسي والظهور في مظهر البطل المنتصر لعلم المستجوب بان سمو الرئيس سوف يخضع لمطالب المستجوب وهذا ما يجعل الكثير من ابناء هذا البلد يرغبون بتغيير الرئيس ..
نواب الامة لم يعد استجواب وزير ما يشبع غرائزهم وسال لعابهم لفريسة اكبر وجدوا بها ضالتهم فاي تجاوز او خطأ يرتكب في اي وزارة كان الاستجواب من نصيب رئيس الحكومة ..
انا شخصيا اعتقد بان صعود سمو الرئيس لمنصة الاستجواب لن يتحقق حتى لو حل المجلس او الحكومة كما اعتقد بانه وفي كلا الحالتين لن يعود سمو الرئيس لمنصبة مرة اخرى بعد ان شكل خمس حكومات خلال اقل من اربع سنوات وحل البرلمان مرتين في عهده ..
لذلك ارى ان تلك الاستجوابات ما هي الى بطولات مزيفة يحاول منفذوها تحقيق مصالح انتخابية على حساب البلد ، ولو ان سمو الرئيس قبل صعود المنصة وفند تلك المحاور المقدمة في استجوابة لما تجرأ أحد منهم على تقديم عدم التعاون معه واكتفوا بصعوده للمنصة لكن هم يعلمون بان الرئيس لن يصعد منصة الاستجواب لذلك هم مطمئنون بان اي حل كان سيكون لصالحهم ...
المفضلات