بسم الله الرحمن الرحيم
نقلنا في العدد السابق، في مثل هذه الصفحة، خبراً عن إطلاق مجموعة من (شباب الإخوان المسلمين) حملة يدعون فيها إلى اعتبار يوم هدم الخلافة الإسلامية يوم دعوة إلى إحيائها. وهذه كلمة صدق أخرى كتبها م. صلاح الدين الشمري في جريدة الصباح الكويتية في 6/8/2008م بعنوان: «تساؤلات رجب» بارك فيها العاملين لإحياء الخلافة... لقد بلغت كلمته الطيبة القلب ما دفعنا إلى إعادة نشرها مستبشرين بامتداد ظل شجرة الخلافة الطيبة، سائلين الله تعالى للكاتب أجر كتابتها. وقد جاء فيها:
«يتساءل شهر رجب تساؤلات كثيرة من أهمها، لماذا أصبحنا نخجل من حقيقتنا؟ لماذا أصبحنا نعاني من ماضينا؟ لماذا نحاول أن نخلع كل ملابس الفخر التي كانت تسترنا؟ لماذا ولماذا.. أصبحت كثيرة كلما فتح باب مناقشة الخلافة الإسلامية، وأصبح موضوعاً للتندر والاستخفاف والاستهزاء. يتكلم فيه من لا يفقه ربع آية، ويناقش فيه غلمان وصبيان غرتهم شهادات الورق ودكاكين الجامعات. وأصبح فيه من يحاول، مجرد محاولة تذكيرنا بالخلافة وعزتها وعظمتها متهماً ومجنوناً وإرهابياً، ومحاولاً لتغيير النظام أو الانقلاب عليه. لماذا يكون التذكير بماضي القبيلة فخراً، ويكون التذكير بماضي الخلافة جرماً؟ لماذا يكون من يدعو لكل شعار مستورد من قومية وديمقراطية مصلحاً، ويكون من يدعو إلى تاج الفروض مخرباً؟ لماذا يكون شعراء القبائل والمسابقات ومطربو الأناشيد الدينية والطائفية نجوماً وتصرف عليهم الملايين، ويكون من يدعو إلى الخلافة بالموعظة الحسنة مجرماً وتنفق في ملاحقته الملايين؟
أهذا وقت الغربة؟ أهذا الوقت الذي يعود فيه الإسلام غريباً؟ وأين؟ في بلاد الإسلام؟؟ رجب، وما أدراك ما رجب، الشهر الذي أسري فيه الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وأعرج فيه إلى السماء، في وقت كان ضعيفاً وحيداً مكذباً ومتهماً في مكة، ليثبته الله ويريه الآيات تلو الآيات، ويريه من بين ما رأى نصر الإسلام وعزته في دولة تمتد في أصقاع الأرض، ويعز فيها الإنسان وليس المسلم فقط، ويسود فيها العدل وينهار فيها الظلم بحبل من الله وبركته، ألا يبارك الله تاج فروضه؟ ويمتد رجب ليشهد سقوط هذا التاج، قبل أكثر من 80 سنة، ليخسر العالم وليس الإسلام البركة ومثال العدل ونظام الملك. ويمتد رجب ليشهد أبناء الإسلام يحاربون الإسلام، وليرى الاستهزاء والاستخفاف والتعذيب والقتل لكل من يدعو إلى الخلافة، والطعن في رجال أبوا إلا أن تكون حياتهم خالصة لله ولإقامة فرضه، وكل جرمهم أنهم قاموا بما نخجل أن نقوم به، وساروا في طريقٍ تكاسلنا في الولوج فيه، وحملوا حملاً ألقيناه واستبدلناه بحيل وأكاذيب نخدع بها أنفسنا بأننا ننصر الإسلام أو ندعو له. فهنيئاً للأرض التي يمشون عليها، وهنيئاً للسماء التي تظلهم، وهنيئاً للكويت هؤلاء النفر من فتية آمنوا بربهم وزادهم الله من هداه. ولأن يأتي اليوم الذي يعود فيه رجب مفتخراً بمسرى ومعراج رسول الله، ويتخلص من عار سقوط الخلافة، إلى ذلك اليوم، أدعو الله أن نعيشه ونبرئ ذمتنا أمام الله».
المفضلات