[align=CENTER][table1="width:100%;background-color:black;"][cell="filter:;"][align=center]



قد تكون لحظة من أزمنة مديدة كفيلة بتغيير الحياة بأي اتجاه آخر إنها لحظة فقط
لا أكثر ولا أقل ..
هي لحظة تفصل بين أحداث الحياة فتحولها الى أي اتجاه على بوصلة الأزمنة
و مسبار الأمكنة ..
هي لحظة ... ليتني كنت هنا .. ليتني قلت كذا .. ليتني فعلت كذا .. ليتني
ياللحسرة .. وياليتني ... ولعلي... وقد ... إنها مجرد لحظة غير مدرجة في تقويم
الأيام ولا يتولى تأريخ بـ أرشفتها بين ملفات المنصرم أو القادم ..
هي لحظة فقط ... تمر على الرفيع و على الوضيع ... و تتجاهل كل فاشل أو متفوق
ليس لديها اعتبارات لـ ذي ثروة أو لذي درهم ..
هي لحظة فقط لا تهتم بنا من نكون وإلاما سنصبح .. فهي لحظة ضائعة في عرف
المواقيت و تعاقب الفصول.

ولأنها تعلم بأننا سنصبح فيما بعد غير ما نحن عليه الآن ،فهي ترسم و تسطر إحداثيات
لـ جغرافيا حياتنا و سنوات عمرنا .. إنها لحظة ذات كينونة آنية في حين نحن المعنيين
عما حدث قبلها وما سيحدث بعدها...لحظة نحن فيها ولا شيء و قد نكون كل شيء ..

هي اللحظة التي لا أعلم متى ستأذن بالقدوم ومتى ستعلن الاياب فهي ليست متعلقة
بالظرف المكاني ولا الزماني لأنها هي لحظة قد تمازج فيها البداية و النهاية و الموت و الحياة
و الضوء و الظلام والحزن و الفرح و النصر و الهزيمة ..

هي لحظة لاحدود لها ولا ترى بالعين إنها هي التي تحملنا على التأخر لحظة عن مواعيدنا
و هي التي تجعلنا نحضر مبكرين في مواعيد أخرى ..
لحظة مجرد كلمة نقولها وكنا نتمنى أن لا نقولها هي طرفة الهدب في العيون بين رغبتنا
أن نغمض الأجفان و في نفس الوقت نتمنى أن تبقى أعيننا مفتوحة ، إنها كل شيء
كان من المفترض علينا أن نؤديه ولم نؤديه لحظتها، وهي كل شيء أديناه و كان من
المفترض أن لا نؤديه لحظتها.
هي لحظة من ندم و وجل و ارتعاد في المكان وهي الكفيلة بتلاشي تلك المشاعر
هي التي تتكفل بكل شيء وهي التي لا تتكفل بأي شيء ..
إنها مجرد لحظة أو لحظات أو هنيهة أو هنيهات ليس لها أوراق في كتب التاريخ و الأيام
ولكن .. قد يكون وقد لا يكون لها تأثير في تعاقب السلوك و هطول النتائج ..
فهلا وقفت لحظة مع نفسكَ أو نفسكِ...لعلها تثير الخامد من البراكين ولعلها تطفي
نيران ولعلها تغدو ك/رمي مرساة في مرفأ بحر بلا أمواج وبلا شطآن.

[/align][/cell][/table1][/align]