[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:100%;background-color:black;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]



يقول الشاعر أحمد مطر ...
أمس اتصلتُ بالأمل
قلتُ له: هل ممكن أن يخرجَ العطرُ لنا من الفسيخ ِوالبصل؟
قال: أجلْ
قلت: وهل يمكن أن تُشعَلَ نارٌ بالبلل؟
قال: بَلى
قلت: وهل من حَنظلٍ يمكنُ تقطيرُ العسلْ؟
قال: نعمْ
قلت: وهل يمكن وضع الأرضِ في جيبِ زحلْ؟
قال: نعمْ.. بلى.. أجلْ فكل شيء محتملْ
قلت: إذنْ عَربُنا سيشعرونَ بالخجلْ
قال: تعال ابصق على وجهي إذا هذا حَصَلْ

وأنا اتصلت بالأمل أمس و اليوم وغداً على طريقة كاتبة مؤتمتة تجول في عالم الكلمة
وتبحث عن مفردة حينما أرخى الظلام سدوله وحينما أفل الفجر عن الطلوع و عندما
سالت دماء فوق الثرى فتخضب لونه إلى أحمر قانٍ كأنه يرسم لي أمس قانا بلون
غامق ..
وأنا اتصلت بالأمل وسألته متى تستعاد عزة العرب .. وسألته فيما لو أمكن أن ننتصر
على بقية الأمم و هل هناك إمكانية أن نستبدل جلودنا و ملامحنا و هوياتنا
وأنا اتصلت بالأمل أمس و اليوم وغداً .. سائلة إياه عن معنى الكرامة وعن معنى
الشموخ و عن معنى الشهادة في زمن لم تعد الشهادة من القيم بل انتحار
و احتراق برأي بعض عملاء الاستعمار ...و الراكضين وراء بني صهيون و الساعين
لعقد المزيد من المعاهدات مع بني تلمود ..
وأنا اتصلت بالأمل .. فلعلي أجد رداً أو إجابة فـ/إلى متى نبقى كالنعام
و نرمي بعضنا بالحجارة كأننا زناة ... أو كأننا تماثيل وأصنام ..من حجر .
وإلى متى سنبقى أمعات بيد من عدانا و إلى متى سندعي الاسلام ولسنا بمؤمنين
و متى نتوقف عن السحت والحرام و متى نلغي الربا و أكل أموال اليتامى لعلنا
ننتصر ، و متى نتوقف عن المتاجرة بالقضية و من وراء التبرعات تخلق طبقة اثرياء الحروب
ومتى ومتى ومتى يتم تعديل قانون الطوارئ و متى تلغى الاحكام العرفية ومتى
يصبح بيننا وبين قادتنا معابر إذ طالما اغلقت كافة المعابر الى غزة...
اتصلت بالأمل منذ عشرة ايام .. و الى اليوم لم يجاوبني الأمل
فهل مات الأمل ... أو هو في إجازة ...!!!
يحدثني قلبي بأن انتحر الأمل ..!!!


[/ALIGN]
[/CELL][/TABLE1][/ALIGN]