ها أنا ذا أتجرع قهوتك المرّة العلقمية على أكتاف شرفات الرحيل، متدثراً بلــواء الهــم والوحدة والصــبابه، أغزل من الليل رداءاً أســوداً لعــزاءٍ لا نهائي، وأحوك من شعاع الشمس ثوباً ثقيلاً دفياً من الصـوف، خوفاً من صقيع الفقــد وشتاءات الألم وعذابـات الأنيــن، أشعل أوراقي المتضوعه بعبق اليـاسمين والحب ومشاعرٍ كتبتها يوماً ولم تصلك، علّها تبعث الدفء في أوصالٍ تجمدت أوردتها وشرايينها موتاً كأغصان ريحانة أجتثت من جذورها وتركت للجفاف والريح.. علّها بالدفء تبعث الحياة في جدثٍ واراه الثرى مدفونا تحت ركام الأنفصال.. البرد يلسـعني ياعصفورتي ومدامعي كهطول المطر، وعيناي استحالت كـ عينا ضريرٍ اختلط فيها سوادها والبيـاض.. يلسـعني الأنتظار يابعضي ويمـــزقني الشـــتات، وتضاجعني الأنّــات المكبوته وتنهش ما تبقى من نومي الهارب إلى ذكراك..
ها أنا ذا اتناثر في غيابك كســمط فاتنةٍِ تهاوى من أعالي نحرها بين شقوق الأرصفه الضيقه، لم يجد من يلم خرزاته الزنجيه التي تفرقت هاربةً كجزيئات زئبق متمرد ملعــون.. ها أنا ذا أتلاشى شيئاً فشيئاً يــا وجعــي.. كلما تذكرت كلمات الوداع وتبريرات الضياع، وقســوة القرار، أوتظنين أنكِ كنت على حق .. أوتظنين ذلك ..!!!
المفضلات