[align=CENTER][table1="width:100%;background-color:black;"][cell="filter:;"][align=center]




ليس فضولاً مايدفعني وراء التقصي وليس هو مادة لمقالة في زاوية
لا ترى النور الا في المناسبات و الردح هذه الأيام اكتنف زاوية مقالاتنا
وصرت أخشى الولوج لهذه الزاوية خوف أن أباغت بتحليل أو مشروع هدم أمة

احدى فلسفات هذه الألفية الغريبة الطقوس والملامح اشاعة عن حيازة أسلحة
دمار شامل وتم الغزو العراق لهذا السبب المعلن أما ماخفي فهو ألعن..
ومن الطبيعي جداً أن تتوالى الايام والسنوات و تنقلب المقلاة على رأس
طاهيها لتستبدل عبارة اسلحة الدمار الشامل بـ أخرى هي أحذية للدمار الشامل
فهل يصنع حذاء أمجاد أمة و يحقق نصراً مستعصي في ظل مخاض وولادة متعسرة
بل أشبه بالقيصرية ..

نعم يصلح .. لماذا ؟ لا تستبق كلامي يا أنت و تمهل وقبل أن تخرج وقد طأطأت القاووق
تمهل واقرأني بقلبك و عقلك، بفكرك و ضميرك باحساسك كمسلم وليس ك/منتمي .
يصلح الحذاء و يصلح الحجر في عصر انقلبت فيه الموازين و اختلفت فيه القيم والمبادئ
و التشريعات الدولية المجحفة بحق كل مقاومة وكل الأحرار.
نعم يصلح عندما تدخل قاعة لمؤتمر صحفي اجتمع فيه معظم مراسلي وكالات الأنباء
حول ( المالكي وبوش) لتوقيع اتفاقية أمنية في ظل الاستبداد والاحتلال.
لا اعلم إن كان اخواني القراء قد أوجبتهم ظروفهم للتواجد بقاعات المؤتمرات الصحفية
ولكن لا اكتب عبثيات كوني ممن خاض هذا المجال لمدة طويلة.
عموماً يخضع الوفد الصحفي المرافق لأي مراسم مؤتمر لتفتيش عالي ودقيق قبل
الدخول لقاعة المؤتمرات و لا يحمل سوى أدواته الصحفية المعروفة .
ولا يحق له التصريح بأي معلومات كي لا يعتبر ناطق رسمي ..
في ظل مؤتمر توقيع الاتفاقية الأمنية كان (منتظر) صحفي لا يملك اية اسلحة وإلا لمنع
منعاً باتاً من الحضور و الدخول .
وقضى الله تعالى بأن يحدث هذا المشهد الذي هز الرأي العام العالمي وأشغل الناس
على مدار الايام المنصرمة .

وأعود هل نحن على اعتاب ثقافة جديدة اسمها أحذية دمار شامل .. لعل وعسى ..
و لعل السؤال الأهم برأيي في هذه الايام ماذا ستفعل الولايات المتحدة ازاء هذه الظاهرة
الجديدة هل ستمنع العرب من ارتداء الأحذية كما منعت الأمهات من حمل الرضاعات في
المطارات الأمريكية .وهل ستفرض الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية ومقاطعة سياسية
على العرب وتمنعهم من تصنيع الأحذية ..أو الجوارب .
وهل سوف تعمل على مصادرة مزارع الابقار والمواشي لكي لا نصنع من جلودها أحذية
عندما قام ( خروشوف) بوضع حذاءه على منبر هيئة الأمم المتحدة متحدياً العالم بمشروعه
الأممي سجل له التاريخ هذه اللحظة إنها لحظة امتزجت فيها السياسة بالرجل إلى أن وصلت
لمرحلة يصعب الفصل فيها بين ماهو خاص و عام ، وبين سلوكيات رجل و سلوكيات أمة ..
إن مافعله الشاب ( منتظر) يستحق أن يقال أنه سطر قلماً جديداً في التاريخ أو في تاريخ
الصحافة على الأقل .

فلقد منح (منتظر) الشعب العربي جرعة جيدة من العنفوان هذه الجرعة سوف تقلق ساسة
العرب والغرب، خشية امتدادها وتأثيرها في تكوين هوية وشخصية الشباب العربي المعاصر.
فمن قام برمي الحذاء ليس شاب صحفي عراقي فقط وليس ناصري وليس محارب من الطراز
القديم بل هو عبارة عن جيل وصف بأكثر من صفة ( كالبراغماتية و الضياع.. الخ) .



[/align][/cell][/table1][/align]