السب مشاعيب الرجال :::::: السب هو الشتم و اللعن لكنه في هذا المثل يختلف معناه فهو هنا الاستهزاء أو بالمعنى العامي ( الهزب ) و قصة المثل يقال بأن وديد بن عروج من بني لام من قبيلة كانت لها صولات و جولات و كان وديد كثير المغازي على طول السنه مغازيه و يصل مناطق بعيدة و وعرة و خطرة و كان هو أمير قومه و كان أخوه يقوم بتدبير الأمور في غيابه و كان أخوه مكتمل الرجوله و لا ينقص من أخيه شئ إلا المغازي فإنه لم يغز قط و كان لوديد بن عروج ناقة هزيله لا يبني عليها الشحم لكثرة المغازي و قد قتل وديد في أحد المغازي و لما أكملت زوجته العدة و هي ابنه عمه زوجت بأخيه و كانت لا ترغبه لأنه لا يغزو و بعد سنه عاد حال الناقة و بني عليها الشحم و أخذت طوال الليل ( تحن و ترزم ) و كانت زوجة وديد سابقاً زوجة أخيه حالياً تستمع إلى الناقة و تأتي عندها طوال الليل تتذكر زوجها الأول و هي تغني قصيدة طويله منها :
لا وابن عمي كل ماجيت أبا أنســـاه *** إلى تذكرنـــي مـن الذود حـــايل
لا و ابن عمي تطرب الهجن لغنـــاه *** من كثر ما توحيه صح و قوايل
لا و ابن عمــــي كـل عـذرا تمنـــاه *** عليـــه ترفـــات الصبـــايا غلايل
لا و ابن عمـــي تنثر السمـن يمنـــاه *** على اصحـــــون كنهــن النثايل
أخذت أخوه ابي عوض ذاك من ذاه *** البيت واحـــد من كبـــار الحمايل
الزول زوله و الحـــــلايا حــــــلاياه *** و الفعل ماهو فعل واف الخصايل
فعندما سمع القصيدة كاملة غضب و تحمس و في الصباح جمع بعض جماعته و أمرهم بالتأهب للغزو و يقال غاب سنة و كل ما كسب كسبا ارسل به بعض جماعته حتى بقي هو لوحده ثم عاد و كانت الناقه هزيله لا تستطيع المشي فخذ يمشي عليها ببطء و يدرجها حتى قرب من منازل قومه ثم تركها و جاء ماشيا و بعد أن سلم و ارتاح قال لزوجته اذهبي و احضري الناقة فهي قد بقيت عند ذلك الجبل فذهبت الزوجه و تبعها بخفيه و قد أراد بها شراً فلما وصلت إلى الناقة و رأت حالها قالت أبيات منها : ثور من العارض ركيب بهيفـــي *** يتـلـــون ابن عروج مقــــدم بنــــــي لام
ياما انقطع في ساقته من عسيفي *** من عقب ما تلحق على الجيش قـــــــدام
عقب الشحم و ملافخـــه للرديفي *** قامت تضولع مثل مرهوص الاقـــــــدام
تــــوي هـــنيت بالــــي و كيفــي ***من عقب ضيمي صرت في خير و نعام
و لما كملت القصيده خرج عليها من خلف الجبل و قال : لقد سلمتي بعد هذه القصيده و ما الذي دعاك على القصيدة الأولى فقالت مثلها الذي سار بين الناس ( السب مشاعيب الرجال ) أي لو لم أهزبك لما فعلت ما فعلت
المفضلات