دخل الى مكتبي شاب في الخامسة او السادسة والعشرين من العمر متخرج بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف الاولى في الحاسب الالي من جامعة البترول .. بعد اعلاني في الجرائد السعودية عن مبرمجين كمبيوتر .. الحقيقة حين نظرت الشهادة وخطاب الثناء والشكر من مدير الجامعة استحيت ان اكون انا على المكتب فالمفروض ان يكون هو على مكتبي وانا من يطلب الوظيفة لتلك الدرجات العالية في الحاسب الالي .. فحييته باحسن تحيه وقمت بنفسي واتيت له بالقهوة .. ما جعله يعبر عن خجله لكنني استرسلت له بالحديث ان ذلك ليس مستغرب لمن هو مثله بتلك الشهادة الرفيعة وبتلك عبقريته ..
المهم ارسلته الى المقابلة الشخصية مع اثنين اخرين احدهم بدرجة مقبول والاخر بدرجة جيد
وطبعا كنت متوقعا ان الامتياز لا محال هو من سيقبل اولا .. وعند عودتهم وجدت انه رفض والاخرين المقبول والجيد قبلا في المقابلة الشخصية .. لم يعلموا من قبل ومن لا كون الظروف مقفلة التي بها نتيجة المقابة الشخصية .. تضايقت واحرجت فيما اقول لشاب الامتياز .. فطلبت من الآخرين الانفراد في المكتب مع ذا الامتياز وقلت له صدقني ان الظلم ظلمات يوم الدين والذي قام بالمقابة انتقى المقبول والجيد دونك انت صاحب الامتياز .. فارجوك اذا لم تجد وظيفة اتصل بي ربما استطيع ان اجرب مرتا اخرى في تعيينك الذي تستحقه دون ريب ..
مر شهر او شهران فاتصل بي ذلك الشاب الامتياز قائلا مع السلامة قد منحتني السفارة الامريكية تأشيرة اقامة في امريكا لاكمل الدرجات العليا وعلى حساب الحكومة الامريكية .. صدقوني وانا ابارك له ذلك كان قلبي يتقطع الما وحسرة على من اوصلناه الى اعلى الدرجات وبتلك كلفة الدراسة التي صرفت عليه ليكون بتلك الدرجة العالية ان يذهب ويظفر به اعداء الامة
هكذا يهاجرون النوابغ للغرب ولا يبقى الا الحثالة والعياذا بالله فلا غرابة من بقاءنا بهذا المستوى المتدني من التقدم والرقي بل ايضا دون شرف ولا مرتبته !!
سلام وتحية
المفضلات