[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;background-color:black;border:2px groove burlywood;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
*
*
عن أبي هريرة رضي الله عنه ان الرسول صلى الله عليه وسلم قال: “
المؤمن القوي خير وأحب الى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز وإن
أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كذا كان كذا، ولكن قل قدر الله وما شاء فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان” صدق
رسول الله صلى الله عليه وسلم (رواه مسلم).
في هذا الحديث النبوي الكريم دعوة الى القوة والى الأخذ بأسباب العزة والنصر، فالاسلام دين القوة ودين العزة ودين
الكرامة لا يرضى بحال من الأحوال ان يكون أتباعه في ضعف وهوان، او ذلة او استكانة لأن المؤمن عزيز “ولله العزة
ولرسوله وللمؤمنين” (المنافقون 8)
فلا يجتمع ايمان وهوان كما لا يجتمع النور مع الظلم، كيف لا والمؤمن يعلم ان له إحدى الحسنيين اما النصر والسعادة
واما الفوز بالشهادة،
وشعاره الذي يردده قول الشاعر العربي:
عش عزيزاً او مت وأنت كريم بين طعن القنا وخفق البنود
ولهذا فقد دعا الاسلام الى القوة في كثير من آيات الذكر الحكيم “واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل
ترهبون به عدو الله وعدوكم” (الأنفال 60)
وضرب رسول الانسانية محمد صلى الله عليه وسلم أروع الأمثلة في الشجاعة والقوة حين فر الناس يوم حنين ولم يبق
معه إلا نفر يسير فكان صلى الله عليه وسلم وهو راكب على بغلته يخترق صفوف الأعداء وهو يقول: “انا النبي لا كذب
انا ابن عبدالمطلب”.
ولا عجب ان نرى هذا التوجه الكريم من رسول الهدى ونبي الرحمة يدعونا فيه الى سلوك طريق القوة، ويفضل المؤمن
القوي على المؤمن الضعيف، لأن القوة هي طريق العزة وهي طريق النصر وليست القوة التي دعا إليها نبي الاسلام
قاصرة على قوة العضلات او قوة الجسم بل هي تشمل ضروب القوة من قوة الجسم والعقل والعلم، وقوة الخلق،
والدين، وجميع السبل التي تقوي الانسان جسمياً وعقلياً او روحياً حتى يبقى المؤمن مهيب الجانب عزيز النفس مصون
الكرامة، وليس الأخذ بالأسباب يتنافى مع الاعتماد على الله والاستعانة به فعلى الانسان ان يسعى للأخذ بالأسباب مع
اعتماده الأساسي على الله عز وجل ولو ان المسلمين أخذوا بهذا الهدي النبوي الكريم لعاشوا أعزة سعداء كرماء
وليتهم يفعلون!
ونرى بلاغة الرسول في هذا الهدي الكريم في قوله صلى الله عليه سلم “المؤمن القوي” جملة خبرية من الضرب
الابتدائي وفائدة الخبر هو تحريك الهمة والحث والترغيب لاكتساب أنواع القوة
وفي قوله “خير” أفعل تفضيل بمعنى أكثر فضلاً ومثله أحب إلى الله فإن كلا اللفظين يقصد به التفضيل ولكن لفظ خير
لا تدخله الهمزة وكذلك لفظ شر تقول فلان خير من فلان ولا تقول أخير.
وفي قوله صلى الله عليه وسلم “وفي كل” فيه مجاز بالحذف وفي التنوين إشارة الى هذا الحذف وأصله في المؤمن
القوي خير وفي المؤمن الضعيف خير،
وفي قوله صلى الله عليه وسلم “القوي” بين لفظ القوي الضعيف من المحسنات البديعية ما يسمى الطباق مثل قوله
تعالى: “وتحسبهم أيقاظاً وهم رقود”.
وفي قوله “تفتح عمل الشيطان” المراد تأتي بالوساوس والأوهام فهو إذاً كناية عن الوساوس التي تصيب الانسان من
جراء قوله “لو”،
واستخدام الرسول للفظ “القوي” جاء اللفظ عاماً ليشمل القوة بجميع أنواعها من قوة البدن والنفس والعلم والايمان،
فالمؤمن القوي في ايمانه وفي عقديته وفي علمه وفي جسمه خير من المؤمن الضعيف، وخير أفعل تفضيل حذفت ألفه
تخفيفاً وليس مصدراً لأن معناه التفضيل.
وفي جمال اسلوبه صلى الله عليه وسلم في قوله “وفي كلٍ” تنوين عوض عن قوله “وفي المؤمن القوي خير وفي
المؤمن الضعيف خير” وهذا التنوين عوض عن الاسم ويلحق لفظ كل.
وفي أمره صلى الله عليه وسلم في قوله “احرص” من الحرص وهو العناية بالشيء والاهتمام به حتى لا يفوت ومع
الحرص الاستعانة بطلب العون من الله سبحانه وتعالى وفيه دلالة على خوفه على هذه الأمرة وانها يجب ان تنتهز
الفرصة لتفوز برضا الله وحب النبى
اتمنى ان يستفيدالجميع من الموضوع
*
*
[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]
المفضلات