[align=CENTER][table1="width:100%;background-color:black;"][cell="filter:;"][align=center]
ماذا يحدث إن لم تقع الطيور على أشكالها .. في ميزان الطبيعة لا يوجد طيور متوحشة
وأخرى مسالمة .. كلها طيورٌ تطير في السموات و تهبط الى الأرض ...
وهناك طيور لا تطير وإنما تبقى أسيرةً على شاطئها أو قرب وكرها ..
و لما الطيور على أشكالها تقع لكي لا يحدث الاختلاف في موازين الطبيعة وناموس الكون
فإن وقعت الطيور على غير أشكالها لتغيرت القوانين .. و اختلفت النواميس .
قيل المثل فيما قيل فيه و ليس لنا أن نرجع بالعقود إلى الوراء و إنما يفترض أن ننظر للأمام
ولكن لا بد من صحبة أهل الأمثال فهم محقين فيما ذهبوا إليه من بضع مئات من الأعوام
فهم قالوا إن الطيور على أشكالها تقعُ قاصدين بذلك بني الإنسان فاختروا له الطير بدل
مسميات أخرى ..
طيور الحمام نراها نحن بني البشر تتآلف مع أجناسها ومع روحها و مع المعنى الذي
تحمله تلك الطيور .. فأينما وجدت طيور الحمام يرفرف السلام وتعم المحبة .
طيور النورس تهاجر سوياً و تعود سوياً لا يغادر السرب نورس واحد فإن غادره هلك
ف طبيعة طيور النورس ترفض الانفراد بالارتحال من المناطق الباردة الى المعتدلة
لذلك تقع على بعضها وتعقد معاهدات الهجرة أسراباً أسراباً .
طيور الظلام كذلك تقع على أشكالها فهي تتفق فيما بينها أن لا تظهر إلا بعد منتصف
الليل لكي تقتنص فرائسها و تحيق الشؤوم بالأمكنة التي تسكن ..!
ف طيور الظلام وتلك الخفافيش تتفق بين بعضها لكي تؤلف سربها و تخترق العتمة
إلى حيث تكمن فرائسها ..
هل يحل لطير نورس او حمامة أن تسكن في وكر الخفاش .. لاأظن ذلك ولم يثيته العلم
أن في آونة ما قد تصالح الخفاش و الحمام ، أو أضحى بينهما عيشة مشتركة و وكر مشترك
ف كلٌ في ملكوت الله مهاجرٌ أو هاجع أو متفرس لفريسة ما .
ولا يحل للخفاش في ناموس الطبيعة و موازين الكون بأن يأنس مع النوارس فهي تعتبر
غريبة عن أفقها وعن منازلها فالنورس ذاك الطير المرتحل المحلق فوق شاسعات المسافات
لا يمكنه الهجوع إلى وكر الخفاش ولو مات في كبد السماء ووقع في سابع عمق البحار .
سبحان خالق الأكوان و خالق كل شيء بمقدار حتى الطيور تعلمنا الناموس و النظام
وهي تلك حال الإنسان .. سبحان خالق الإنسان من حمأ مسنون ..
ف الإنسان المخلوق بقدرة الخالق الله عز وجل يتمتع كذلك بالناموس التي يسيره في بوتقة
القانون فلا مجال للالتقاء الأخيار و الأشرار إلا لحكمة يعلمها المنتقم الجبار
فإن تلاقى القطبان اشتعلت شرارة من نار تنبه كلاً على أن أحدهما لا يوافق الآخر في التقاءه لذا سرعان ما يحل الشتات و الافتراق ويذهب كلاهما في درب قصي عن الآخر لا يلتقيان
مهما امتدا .. فهما طريقان مستقيمان في النظم الكونية و الفيزيائية و السيكولوجية و الرياضية.
وقد تشاء الأقدار أن يلتقي فيها خائن و أمين لمدة معلومة لدى عالم الغيب و الشهادة
وماذاك الا للخروج بأمثولة لا تأمن الخائن ولو تعلق بالاستار ..
أما المنافق قد يجالس المؤمن في مجالس الأذكار ومع ذلك لا يُرى للمنافق نوراً و لا يُرى له
صهيلاً .. لأنه منافق أشر و كذاب يضحك على رب العباد و يسوق الطهر على العباد و قد
نسي بأن المؤمن الحقيقي هو من يرى بعين الرحمن و يضرب بيد الرحمن فإلى أين أنت
ذاهب أيها المنافق ألم يبلغك قول الرحمن :
إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون، اتخذوا أيمانهم جُنَّة فصدوا عن سبيل الله انهم ساء ما كانوا يعملون، ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون، وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسنَّدة يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنَّى يؤفكون، وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله لوّوا رؤوسهم ورأيتهم يصدون وهم مستكبرون، سواء عليهم استغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم إنَّ الله لا يهدي القوم الفاسقين .
[/align][/cell][/table1][/align]
المفضلات