[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:85%;background-color:black;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
*
*
وموعد متجدد مع الجمال
وبوتقة من الرقى
كل اسبوع نستقى منا هتان الاشعارواجملها
ومعرفة تزداد وتنهمر كما المطر
اخى الساطع
الشكر وحده لا يكفى على هذا الاختيار
واسمح لى باضافة بعض من معلومات
كامل الشناوي أسطورة الشعر والصحافة
ان الذي لم يعرفه عن قرب قد فاته الكثير من الحب والأدب
هو الذي حمل أبناء جيل كامل من الموهوبين إلي مدار في السماء حول كوكب الصحافة فلا زهق ولا مل ولا امتن علي أحد..
كان بهجة الليالي وخرافة السنين وآخر الظرفاء في مصر
المرهف الرومانسي الذي غني أشعاره عبدالوهاب وفريد ونجاة وحليم..
صاحب الشعر الرقيق الذي يضج بالهوي والجوي والخيانة, وبطل سيرة الحياة العجيبة التي تقلب في دروبها
بين عوالم الصحافة وكواليس السياسة, وبدد معظم أيامها في تذوق مباهج الليل وارتشاف رحيق العشق العذري ــ فقد كان زعيما لطائفة عدم الإمكان ــ والهروب الدائب من مطاردات الأجل والوحدة والموت, وسار وحده شريدا محطم الخطوات تهزه أنفاسه وتخيفه اللفتات, الذي مزق بعضه بعضا,
يقول فى الحب.. يا حبيبتي حسبي من الوصل أني بالأماني ألقاك حينا فحينا...
ذا شهره مدوية من أنه متقلبا يحب ثم يكره ثم يحب من جديد, ويصنع التمثال ثم يحطمه ويقف علي أطلاله يئن ويذرف الدموع, ثم يجمع الأنقاض يبني بها ناطحة سحاب من العذاب الذي يؤججه بالاجترار ليشعل شموع إلهامه فيمضي في قصيدته يتعذب ويكذب ويغار ويتحول من محب لكاره ومن النقيض للنقيض
يزغزغ أصحابه بالسكاكين, وإذا تكلم جرح حتي ولو قام بعدها بدور المداوي, وكان موجعا حتي ولو كان إثر الوجع مواسيا, وكان أصدقاؤه المقربون ضحايا مقالبه الحراقة
كان يعتقدأن الناس أربعة: عالم يعرف أنه عالم وهذا حكيم فاتبعوه, وعالم يجهل أنه عالم وهذا نائم فأيقظوه,
وجاهل يعرف أنه جاهل فاضربوه وعلموه, وجاهل يجهل أنه جاهل فهذا **** فاركبوه
.. وكان كامل الشناوي مستعدا لركوب كل **** وكل غبي وكل ثقيل دم وكل أحمق, ويجد متعة لا حد لها
في هذا الركوب, وكان أعداؤه يكرهونه علي طول الخط وأصدقاؤه يحبونه علي طول الخط لأنه كان إذا أحب يحب بلا قيد ولا شرط,
وإذا كره فعلي المكروه السلام.. لقد كان مثل قائد الجيش في ساحات المعارك إذا قاد الهجوم دمر الهدف تمام
ا ودك مفاصله وجميع حصونه وسواتره, وإذا انسحب مضي يجر ذيول اللامبالاة لا يلوي علي شيء,
وعلاقته بالأشخاص أن يكون الشخص إما فوق في الأعالي أو في الدرك الأسفل, فهو يعشق لامعي الذكاء يتحاور معهم, وأيضا مظلمي الغباء ليركبهم, وكم امتطي كامل من الأبرياء غير الأغبياء, لكن نظرته كانت تدين البعض لصالحه.!
كامل الشناوي الذي كان بسمة علي ثغر الحياة, ولا تكاد الذكريات تفتح أوراق لياليه
إلا وتقفز إلي الشفاه ابتسامة لنكتة قالها أو بيت شعر طريف قد رواه أو مقلب هيأه لبعض الصحاب,
وكأن الله عندما خلق جبال الهموم فوق البسيطة شاء من لطفه بالعباد أن يجعل من البعض باقة موكلة بتبسيط الهموم إلي حد محوها ليزرعوا في أرضها ابتسامات وضحكات من القلب, وكان الألفة علي الباقة الندية كامل الشناوي..
وإذا ما كانت شهرة الشاعر في حبك المقالب للصحاب قد جابت الآفاق, فقد كانت هناك من تنافسه في هذا الميدان وهي كوكب الشرق أم كلثوم التي أرادت أن تداعبه يوما عندما كانت هناك جلسة تجمعهما
مع عبدالوهاب وتوفيق الحكيم ونجمة السينما الفاتنة كاميليا التي أحبها الشناوي إلي حد التدله, قالت أم كلثوم:
إنك يا كامل تتحيز لكاميليا صحفيا ولكن.. وهنا أراد الشناوي أن يقطع عليها الطريق قائلا: نعم أنا متحيز
لها.. وعادت أم كلثوم تكمل مداعبتها وتزيد من إحراجه فقالت له: إذا كان هذا صحيحا فقل فيها شعرا
, وبادر عبدالوهاب قائلا: وأنا مستعد أن ألحن هذا الشعر في الحال, وقالت أم كلثوم وأنا سأغنيه فورا,
ولم يجد كامل الشناوي مفرا من الانتحاء جانبا لينظم الأبيات التالية:
لست أقوي علي هواك ومالي أمل فيك.. فارفقي بخيالي
إن بعض الجمال يذهب قلبي عن ضلوعي.. فكيف كل الجمال..
ولحنها عبدالوهاب وغنتها أم كلثوم واستعادها الحاضرون حتي الصباح, ولأن كاميليا لم تكن تفهم العربية الفصحي
جلس توفيق الحكيم بالقرب من أذنها ليتولي ترجمة الكلمات إليها بالفرنسية.
في حياته العريضة رغم سنواتها القصيرة57 سنة التقي كامل الشناوي بأهم الشخصيات التي صنعت وجدان الثقافي والفني.. كان لها تلميذا وصديقا ونديما. أحمد شوقي الذي ضمه لصالونه الأدبي في كرمة ابن هانيء وكان يحلو له سماع قصائده بصوت كامل الباريتون المتهدج الفخيم, وكان موضع أسرار أستاذ الأجيال أحمد لطفي السيد
الذي أسر له قبل الثورة في فندق سيسل بالإسكندرية بالصفقة التي عقدها عبود مع فاروق لإقالة وزارة الهلالي
وتأليف وزارة برياسة حسين سري, وكيف أن الملك تقاضي من عبود نصف مليون جنيه, وأنه بعد كثرة قضايا العيب في الذات الملكية قد رأي القصر الإسراع بصدور الأوامر بأن يساق إلي مستشفي المجاذيب كل من يتناول الذات الملكية بالعيب أو التجريح..
واقترح الشناوي يوما علي الصديق توفيق الحكيم أن يقوم بتأليف دراسة عن آثاره يسميها توفيق الحكيم بقلم توفيق الحكيم لكن الأخير لم يتحمس للاقتراح واكتفي بقوله: أقوم بذلك من بعد طه والعقاد.
. ويسأل كامل الشناوي العقاد: هل أصيبت مي بالجنون؟.. فيجيب العقاد: هذا سؤال غاية في الصعوبة فلم تكن مي مجنونة لكن أعصابها انهارت نتيجة شعورها بالاضطهاد والوحدة وتنكر الأصدقاء..
تلك المحنة في هجر الصحاب عاني منها الشناوي من كان بتكوينه التاريخي غير قابل للانصهار في قالب
فكتب في مأثوراته ساعات يقول:
كلما ضاع مني صديق أبكي عليه كما لو كان قد فارق الحياة وأدفنه في
قلبي, واليوم وضعت يدي علي صدري فخيل لي أنه مقبرة تضم مئات من الأضرحة.!.
لم يترك لنا سوي القليل من الكتب الصغيرة النحيلة التي لا تشبع من جوع كلما استبد بنا الشوق والحنين إليه, وكان في أمر الكتب من رأيه: هل هذا الذي أقوله يستحق أن أجمعه في كتاب, إن الكتاب مسئولية لا يقوى علي تحملها إلا قادر عليها أو جاهل بها, وأنا لا أقوي عليها, ولا أجهلها...
وبقيت تعبيراته نصطادها من الهواء.. مثلما قال عند لقاء النجمة الحسناء: إزيهم كلهم؟ فردت عليه:
مين همه يا كامل بيه؟.. فقال: شعرك.. عينيك.. شفايفك.. صوابعك..
وقال إن الصيدليات ستقفل أبوابها لأن أغاني شادية علاجا لكل الأمراض, وأن سلوي حجازي المذيعة بلغ من رقتها أنها كانت قبل أن تفتح درج مكتبها تستأذنه: تسمح لي أفتحك.
كامل الشناوى الشاعر الغنائى الرقيق الظريف سيظل علامة فى حياتنا وكلما سمعنا عبد الحليم يغنى
ويقول حبيبها
سنقول رحم الله كامل الشناوى
*
*
[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]
المفضلات