صفحات من ذاكرة جود

[العَـــروب]

وأعود مجبرة إلى الصفحة الثالثة ..

كلما حاولت تجاوزها .. اجد من يجبرني على عيشها من جديد ..

أتعجب والله .. كيف ان كلمات تصف مشهد من ذاكرة طفلة قد تحدث هذا التأثير ..
وصفت مشهد رأيته قبل 18 عاما من الآن، عشت كل هذه السنوات وتفاصيله مخزنة بالذاكرة ..
خَفَتَ ألم هذا المشهد تدريجيا .. حتى استطعت التعايش معه ..

لكن بعد ما كتبته هنا .. انفتحت الجروح .. وكأني رأيته قبل ثواني ..

ارجوكم ..

كافي ..

[العَـــروب]

سامي

اللهم آمين ..

جزاك الله خير .. يا اخوي ..

[العَـــروب]

هنا .. سأخلف بوعدي معكم ..

العمر: 18 سنة

بعطلة الصيف، كنت أبحث عن كتاب اشتريته قبل فترة ولم تسنح لي الفرصة لقرائته ..
قالوا لي ستجدينه بالمخزن ..

ذهبت الى هناك للبحث عن غايتي .. وأنا بين الكتب، وجدت حقيبة سفر من الحجم الكبير ملقاة على ارضية الغرفة، ومن فوقها ما لا يقل عن مترين ارتفاعا من أكوام اشيائنا القديمة ..

ثار بي الفضول لمعرفة ما تحتويه الحقيبة .. فانا لم ارها من قبل .. او اني لم الحظ وجودها قبل هذه اللحظة ..

وبعد محاولات مستميتة، وجهد جبار .. استطعت الوصول اليها .. فتحتها .. وذُهلت مما رأيت ..

رصاصات مسدس - هوية والدي العسكرية - وسام - طاقية الجيش .. شفتها ومسكتها بسرعة ..
أخذت ازيل عنها اكوام الغبار، علني أصل لـ ريحة الغالي .. وضمّيتها .. وضمّيتها .. وضمّيتها ..

توقفت عندما رأيت الكتب .. كتب والدي القديمة هناك .. امسكت باول كتاب وفتحت الصفحة الاولى منه ..
رأيت عبارات وكلمات وأرقااام كتبها بيده ..
توقف نظري عند اسمه المنقوش بيده .. تأملته كثيرا .. ولكني مع الأسف افسدت نقوشه عندما تبللت الورقة بدموعي ..

الحقيبة .. هي الشيء المادي الوحيد الذي جمعني به ..

خرجت من المخزن وانا احملها .. ونسيت الكتاب ..

[العَـــروب]

من لا يقوَ على تصفح ذكرياتي .. فـ ليخرج بهدوء ..

سـ أستمر ..

[العَـــروب]

أجمل ما سمعت من زوجي ..

عندما قال : ..

" باكون لج الاب والاخ والصديق والحبيب والزوج "

بعد ثلاث سنوات من الزواج اقول .. لقد وفى بوعده .. بل وأكثر ..

عسى عيني ما تبجيه ..

[العَـــروب]

أجمل لحظات عشتها على الاطلاق ..

العمر: 19 ونصف ..

كنت مستلقية على السرير الأبيض بالمستشفى .. لا أشعر الا بالآلام المتفرقة بأنحاء جسدي ..
فتحت عيني بصعوبة .. لارى زوجي واقفا بجانبي .. يبتسم بطريقة رائعة .. وكأني أرى ما بقلبه من فرحة ..

قال: .. الحمد لله على السلامة يالغالية ..

وأدار ظهره ليحمل ابنه من سريره الصغير .. ويضعه بجانبي ..
أجمل منظر رأيته بحياتي .. قطعة من النور ملفوفة بمهاد أبيض ..

نسيت كل آلامي وأنا غارقة ببحر برائته ..

يوسف ..

نور عمري ..

يوسف يقفز الآن أمامي أثناء كتابتي لهذه الكلمات ..

ياااااااااا بعد زولــــــــي ..

[العَـــروب]

الله ياخذ ويعطي ..

[العَـــروب]

العمر: 20

أثناء إحدى المحاضرات المملة .. الدكتور يشرح وأنا اسمعه ولا اسمعه .. من شدة الملل ..

أحسست برجفة الموبايل .. يعلن لي عن وصول مسج ..
.. رسالة MMS .. من ابو يوسف ..

فتحتها بسرعة .. وشفت اروووع صورة ممكن أتخيلها بذاااك الوقت ..
صورة يوسف واقف من غير اي مساعدة .. ويضحك ..

شهقت بقوة لا اراديا .. وعم السكون بالقاعة الضخمة .. وسكت الدكتور للحظة ..
ثم أكمل الشرح دون تعليق ..

لم اهتم للموقف .. ولم اشعر بالحرج ..
انتظرت الدقائق القليلة الباقية لتمر وأطير للبيت .. مرت الدقائق وكأنها سنوات ..

رحت .. وشفته .. ولمّيته ..

يوسف وقف ..

[العَـــروب]

المتصفح مغلق ..

[العَـــروب]

كم اشتقت لـ جود ..

[align=right][/align]






.