[align=CENTER][table1="width:95%;background-color:black;"][cell="filter:;"][align=center]



{......

يَقَولُ جُبرانْ.. وقَولَهُ هَذا استَوقَفَنَيَ مِنذُ سَنَواتٍ
ولا يَزَالُ يَنتَصِبُُ كَ تِمثَالٍ هَرِمٍ أمَامَ نَاظِريَ..:

ويَلٌ لأُمَةٍ تَكثُرُ فيِهَا الطَواِئفَ و تخَلو مِنَ الدِيِنِ...!!
ويَلٌ لأُمَةٍ تَلَبَسُ مِمَا لا تَنسُجُ ، وتَأكلُ مِمَا لا تَزرَعُ ، وتَشَربُ مِمَا لا تَعصِرُ
ويَلٌ لأُمَةٍ تَحسَبُ المُستَبِدَ بَطلَاً، وتَرىَ الفَاتِحَ المُذلُ رَحيِمَاً
ويَلٌ لأُمَةٍ تَستَقَبِلُ حَاكِمهَا ب التَطبيِلِ وتودَعُهُ ب الصَفيرِ ...!!
ل تَستَقبِل آخرَ ب التَطبيِلِ والتَزمِيرِ
ويَلٌ لأُمَةٍ مُقَسمَةِ إلىَ اجزاءٍ وكلّ جزءٍ يَحَسَبُ نَفسَهُ أُمَةً....!!!

وكلّ جزءٍ يَحسَبُ نَفسَهُ أُمَةً...

ف هَل تَحقَقَتِ نَبُوءَةُ جُبران ؟ ربَمَا هي كذَلَكَ .. و لعَلهَا تَنمَو بيَنَ آفَاقِنَا
ولا نَدريَ بِها فَلقَدْ نَسيَنا عهودَ الاستِنْتَاجِ و صِرنَا أميَلَ نَحوَ الاستِنسَاخِ
ف ويَلٌ لأُمَةٍ .. كثرَت فيهَا الطَوائِفَ .. لعَلهَا أمتَنَا نعَم هيَ أمَتَنَا التَي كثُرَتِ
فيها الطوائفَ فصَارَ مِنَ السَهَلِ كَسرُهَا وَ تَحطِيمَهَا.
ويَلٌ لأُمَةٍ تلبسُ مِمَا لا تَنَسُجَ ... نَعَم نَحَنُ تِلكَ الأمَةَ إنَنَا نَستَورِدُ يَا جُبَران
نَستورِدُ المَأكَلَ و المَلبَسَ و الطَعَامَ و العِلاجَ و لعَلنَا على وشَكِ استِيرَادِ الهُويَةِ
ف العَولَمَةُ أيُهَا المُهَاجِرُ تَقَضي عَليَنَا رُويَداً وإِنْ لَمْ نَتَأمرَكَ لنْ يَكونَ لنَا حَيَاةٌ
علىَ سَطحِ كَوكَبْ.

ونحنُ الأُمَة التَي لَمْ تَعُد تَزرَعُ ف أجَيَالِنَا تَعَشَقُ العَمَلَ الوَظيِفِيَ وَ حُكُومَاتَنَا
تتَعَشَقُ قَطَعَ الأشَجَارِ و إِبَادَةِ الحُقولِ ل تَشييدِ مَجَراتٍ منْ نَاطِحَاتِ سَحَابٍ
و ابراجٍ اسمَنَتَيَةٍ .
ونحنُ الأمَةَ التي رأَتْ في طُغَاتِهَا أبطَالاً و في استبِدَادِهمْ بُطولَةً و نِيرِ ظَلامِهِمْ
نورٌ يُقتَدىَ فَأضَحوا في تَاريِخنَا و واقِعنَا و قَادِمنَا مَآثرَ خَالدةً وشُهَداءَ أمَةٍ .
ونحنُ الأمَةَ التي تَرى في الغَزوِ الأوربَي و الأمَريِكي و اليَهَوديَ و الصَهَيونَي
فتُوحَاتِ مُمَجدةٌ موغِلَةٌ في العَراقَةِ.

ونحنُ الأمَة الوَحَيدَة التي تَستَقبِلُ حَاكِمُهَا بالروحِ و الدَمِ و تُودِعُهُ ب الصَفَيرِ
و نحنُ أصحَابُ الشِعَاراتِ و أصحَابُ المنَابِرَ في البَرلمَانَاتِ و نحنُ أصَحَابُ
أكبَرِ طبَلٍ أجوفٍ في التَاريخِ و نحنُ أصحَابُ أكبرِ مَوسُوعَةٍ في النَكسَاتِ
في تاريخِ البَشَريَةِ ...

هاهيَ اليومَ تمرُ الذِكرىَ ال 60 لاغتصابِ فلَسَطيِنْ .. مَاذا فعَلنَا يا جبَران؟
لم نفَعَل شَيَئَاً...
بل احتُلَت العِراقْ و انَقَسَمتْ لُبنَان و المَآلُ إلى أكَثرَ .. لنْ نستغرِبَ نَحَنُ المُكَمَمَيِنَ
و غيرِ المُفَوهينِ ب القَضَايَا السَاخِنَةِ تقَسيِمَ المُقَسّمِ و تَجزِئَةَ المُجَزَأ ..
نَعَم نحنُ أمَة الأجَزاءِ و نحنُ أمَة الشَرذَمَةِ و نَحَنُ الأمَة التَي تَتَخَلىَ عن مبَادِئِهَا
ف تتَعَولَم و تَتَعَلمَن و تَنسحِقُ في أتونِ الامبَريَاليَة و الصُهيونيَةِ العَالمَيَةِ .
و تَحسَبُ نَفَسَهَا مُنْتَصِرةً و تحسبُ نفَسَهَا آبِدَةٌ
ف الويلُ لنَا ... إن لمْ نُصَححَ الخُطى
و الوعيِدُ لنَا ... إن استَشَرىَ جهَلُنَا
و الزوالُ مآلُنَا .. إنْ لَمْ نُحقَقَ نَهضَتَنَا..


.....}



[/align][/cell][/table1][/align]