السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال ابن القيم رحمه الله : ( وكم ممن أشقى ولده ، وفلذة كبده في الدنيا والآخرة بإهماله ، وترك تأديبه ، وإعانته على شهواته ، ويزعم أنه يكرمه وقد أهانه ، وأنه يرحمه وقد ظلمه ، ففاته انتفاعه بولده ، وفوت عليه حظه في الدنيا والآخرة ، وإذا اعتبرت الفساد في الأولاد رأيت عامته من قبل الآباء ) .
أن تربية الأبناء مسؤولية عظمى سوف يسأل ويحاسب عنها الوالدين ... وهي امانة ولتقصير في تربية الأبناء خيانة للأمانة قال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون ) } النساء ، 58 {
وقال ( يا أيها الذين آمنو قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة ) } التحريم ، 6 {
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( كلكم راعٍ ومسؤول عن رعيته ، فالإمام راعٍ ومسؤول عن رعيته ، والرجل راعٍ في أهله ومسؤول عن رعيته )
وقال : ( ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة )
إننا إذا رأينا ما عليه الابناء في هذهالأزمنة من التمرد والانحراف ، ورأينا ما عليه الآباء من الغفلة والإعراض ليكاد اليأس يدب في قلوبنا ...
فالكثير من الناس فرط واستهان وأهمل في تربية الأبناء ...
فأين نحن من السلف الصالح وأين تربيتنا من تربيتهم ولو رأينا وتمعنا لوجدنا إن وراء كل واحد منهم أباً عظيما أو أم عظيمة غرسوا القيم والفضائل في نفوس أبنائهم ....
إن الغصون إذا قوّمتها اعتدلت ** ولا يلين إذا قوّمته الخشب
وفيما يلي بعض الأمور التي يجدر بنا مراعاتها في تربية الأبناء
· غرس الإيمان والعقيدة الصحيحة في نفوس الأولاد وتنمي حب الله عز وجل في قلوبهم .
· غرس القيم الحميدة في نفوسهم والحرص على تربيتهم على التقوى والحلم والصدق والأمانة والعفة والصبر والبر والصلة والجهاد والعلم ....
· تجنيبهم الأخلاق الرذيلة فنكره لهم الكذب والخيانة والحسد والحقد والغيبة والنميمة وعقوق الوالدين وقطيعة الارحام حتى ينشأوا مبغضين لها نافرين منها .
· ينبغي للوالدين أن يكونا قدوة للأبناء في الصدق والاستقامة وغير ذلك من الخصال الحميدة ... وأن يفعلا ما يقولانه كصلة الرحم وبر الوالدين وكظم الغيظ وغيره ...
· الحذر من التناقض فالتناقض يفقد النصائح أثرها فلا يليق بالوالدين أن يأمرا الأولاد بأمر ثم يعملا بخلافه .
· إبعاد المنكرات وأجهزة الفساد عن الأولاد وإيجاد البدائل المناسبة المباحة كالألعاب والأجهزة التي تجمع بين المتعة والفائدة حتى يجدوا ما يشغلون به وقت فراغهم .
· زرع الثقة في نفوسهم وإشعارهم بقيمتهم وذلك باستشارتهم في بعض الأمور ....وتدريبهم على اتخاذ القرار .
· تشجيعهم على الصحبة الصالحة وإنقاذهم من رفقة السوء .
· ربطهم بالسلف الصالح في الإقتداء والاهتداء فسيرهم حافلة بكل خير ، بدلا من الإقتاء بالهابطين من المطربين واللاعبين والمنحرفين وغيرهم ...
· منعهم من التشبه بالكفار .
وأخيرا أسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يصلح لنا النية والذرية وأن يعيننا على أنفسنا وأولادنا ، إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم .
المفضلات