بعد صحبة ووفاق ، حب واشتياق ، اتفاق وشقاق
دلع وشقاء , شح وسخاء ، تكدر وصفاء
قابلتها بعد طول فراق ، في حفل لأحد العشاق
فبكينا بوجل ، ثم ابتسمنا بخجل
فقالت : فداك روحي وحياتي
فقلت : فداك حياتي ومماتي
فقالت : أنت الحبيب الوحيد
فرددت مبتسما وأنتِ القريب البعيد
فقالت : أنت أجمل اللحظات ، وألطف النسمات
أنت الشوق والحنين ، والحب الدفين
أنت العزة والإباء ، والنبل والكبرياء
أنت بلسم للجروح ، والقلب والروح
فقلت :
على هونك ، الناس من حولك ، قد يسمعون صوتك
فقالت :
دعهم يسمعون ، فإنهم لا يلومون ، عاشقة بجنون
ثم سلهمت بعينيها ، بعد ما تنبه من كان حولها
فقلت : بصوت دافئ خافت حبيبتي
أنتِ قمر هذا المساء ، وملكة كل النساء
أنتِ الغد والأمس ، والقمر والشمس
أنتِ وسط الضلوع ، وضوء للشموع
أنتِ الروح والريحان ، والورد والرمان
ثم تقدمت لتعانقني فقلت : مهلا
مهلا يا فوح العطور ، وعطر الزهور
لا بد أن تعرفي أنكِ وبنفس السطور
سعادة وشقاء ، وتعاسة وهناء ، يا أجمل حمقاء
ثم استدارت بابتسامة بيضاء
تلبية للشيف الذي قال يا أيها الناس العشاء
في حفل صديقتها نجلاء
فقالت : لا أريد إلا الماء ، وهي تمشي إلى ساحة العشاء
في غرور وكبرياء ، رافعة يدها إلى السماء
فبعثت برسالة مع أحد الأصدقاء ، بأن تنسى من كان لها ضياء
بقلب يشتعل حبا صباح مساء ، وأن لا أقابلها بعد هذا اللقاء
لأسباب هي تعرفها درة النساء ، وفعلا لم يحصل أي لقاء
فيا ليتني عرفت ما قالت هذه الحسناء ، بعد ما رفعت يدها للسماء
لا لشئ بل لأزخرف كلمات الدعاء ، كما زخرفتها بالمدح والثناء .
همسه ( لمن يتصفح لقراءة ما سطرته ( عفوا ) إن لم يصل فيض ما فجرته )
المفضلات