رغم ان هذا المقال هو تعقيب على الاخ عبد الله الكردوش العنزي الا انني احببت وضعه في موضوع منفصل لطول المقال
ان كتاب الامير محمد السديري به الكثير من الاخطاء ومن تلك الاخطاء التى وقعت في كتابة عندما تحدث عن قبيلة حرب.
اولاً :-
اورد المرحوم الامير محمد الاحمد السديري في كتابه ابطال من الصحراء اخبار بعض الوقائع بين عنزة جماعة الشيخ سعدون العواجي والشيخ مجول بن شعان وبين جماعة ابن فرهود من حرب ، وخلاصة ماذكره السديري ان مجول ابن شعلان من شيوخ الرولة من عنزة والشيخ سعدون العواجي ومن معهما من قبائل عنزة اغاروا على قبلئل حرب الموجودين باراضي رخا بالشمال واخذوا منهم مواشي كثيرة من بينها ابلاً تسمى شملا وكان زعيم قبائل حرب ابن فرهود وكان غائبا عندما اغاروا على ابله ولما رجع واذا عنزة قد رحلوا للشمال فارسل اليهم القصيدة التى منها
يا مجول الغيبات يقضى بها دين
--------------- غيبة جنبها يوم جاها الزوالي
لوا خسارة لبسنا للتوامين
-------------- يوم ان شملا غربت للشمالي
يا عقاب لا تقفي بثار الشعالين
--------------- انكس لدارك يا كريم السبالي
نجي على قب سواة الشياهين
--------------- سو على اللي ينزلون العبالي
نبي نطارد شاربين الغلاوين
--------------- وناخذ عوض شملا بكار(ن) جلالي
اما جدعنا عقاب ليث الغلامين
--------------- والا جدعنا حجاب ريف الهزالي
ثم ان سعدون العواجي لما وصلته القصيدة رجع ونزل منهل حرب رخا واغار على قبائل حرب واخذ منهم ابلا وخيلا كثيرة بعد ان تارى عنه ابن فرهود ....الخ ( ابطال من الصحراء ص 62 وما بعدها ).
هذا خلاصة ما ذكره السديري رحمه الله وعفا عنه ، لكن حقيقة هذه الاحداث تختلف تماما عما اورده وهناك دلائل واضحة تدل على عدم صحة ما ذهب اليه ومن ذلك ما يلي:-
1- ان ابن فرهود ليس من شيوخ حرب المعروفين مثل ابن مضيان وابن نحيت والفرم والذويبي وغيرهم ، وهكذا فقول السديري بانه زعيم قبائل حرب قول يفتقر الي الدقة علما بان ابن فرهود من الظواهرة من بنى سالم من حرب وشيخهم ابن مضيان ولا شك بان ابن فرهود رجل شجاع وعقيد مظفر والا لما توغل في ديار عنزة وزحمهم فيها.
2- ان منهل رخا المعروف في شمال المملكة ليس من مناهل قبيلة حرب ولا يقع في ديارهم بل هو من مناهل قبيلة عنزة في ذلك الوقت اما في الوقت الحاضر فهو من مناهل قبيلة بني رشيد.
3- يؤكد رواة حرب ان شملا ليس ابل ابن فرهود بل هي ناقة اصيلة كانت مع ابل ابن فرهود سميت بهذا الاسم لان عليها وسم الشعلان من عنزة وحصل عندها خلاف لان عنزة طالبوا بها بينما رفض ابن فرهود تسليمها فوصل الامر الى ان هدد الشيخ مجول بن شعلان باخذها بالقوة ورد عليه ابن فرهود بانهم لن يستطيعوا اخذها وهو معها ، ولذلك لما غاب ابن فرهودعن ابله في احدى المرات اغار فرسان عنزة على ابل ابن فرهود واخذوا شيئا منها بما في ذلك الناقة المسماه شملا وفي هذا يقول ابن فرهود مخاطبا ابن شعلان
يا مجول الغيبات يقضى بها دين
--------------- غيبة جنبها يوم جاها الزوالي
وهذا مما يدل على شجاعة ابن فرهود وهيبته حيث لم يجرؤ اعداه على مهاجتمة ابله الا عندما تاكدوا من غيبتة عنها.
ولا يخفى ان الامير محمد السديري رحمه الله قد تحيز كثيرا الى قبيلة عنزة في روايته لتلك الاحداث حيث نقل اخبارها عن رواة عنزة ولم يقارنها برواية الطرف الاخر وها من عيوب النقل المتفق عليها . وقد يكون رحمه الله معذورا في ذلك لان حياته مع عنزة ومصاهرته لبعض شيوخهم كآل الشعلان والطيار جعل اختلاطه بهم اكثر وتحيزه لهم اولى مع ان عنزة قبيلة كريمة وتاريخها حافل بالامجاد وليست في حاجه الي مثل هذا.
ثانياً :-
ذكر السديري ايضا انه حصل وقعة اخرى بعد هذه الحوادث تمكن فيها فرسان حرب من الانتقام من عقاب العواجي واذاقوه طعم الهزيمة ، وقد حاول المؤلف تبرير هزيمة العواجي بسبب كثرة اعدائه من فرسان حرب استنادا على قصيدة الشيخ عقاب العواجي التي منها
يا بنت ياللي عن حليلك تسالين
--------------- حنا لنا حي يسالون عنا
خمسة عشر ليلة على الوجه مقفين
--------------- ندور وضح(ن) بالاباهر تحنا
وشفنا هل البل شاربين الغلاوين
--------------- من دون رخم للحوير تحنا
جونا ثلاثمية وحنا ثمانين
--------------- مثل المحوص الشلف منهم ومنا
منا حليلك طاح بين المثارين
--------------- في ديرة فيها الوضيحي تثنا
.........الخ.
واكتفي الامير السديري رحمه الله بهذه القصيدة ولم يورد ما يمثل وجهة نظر الطرفالاخر.
اما سبب هذه القصيدة فان احدى بنات عنزة قابلت عقاب العواجي بعد عودته من غزوه على قبيلة حرب وكانت تساله عن زوجها فقال هذه القصيدة يخبرها ان زوجها قد قتل ويبرر اسباب الهزيمة بان عدد فرسان حرب ثلاثمائة وهم ثمانون. ( ابطال من الصحراء ص 64 ).
وهنا فان السؤال الذي يطرح لماذا ينسب انتصار العواجي الي شجاعته بينما ينسبون انتصار ابن فرهود الى كثرة فرسانه فقط ، فهل هذا من التحيز الواضح ام بسبب النقل من طرف دون الاخر . خصوصا ان الشيخ منديل الفهيد ذهب الي ابعد من ذلك فجعل شطر البيت هكذا
جونا ثمنماية وحنا ثمانين
--------------- مثل المحوص الشلف منهم ومنا
وحتى لا نظلم الامير محمد السديري رحمه الله فلا بد ان نشير الي انه بادر بروح طيبة الي التراجع عن موقفة واعتذر الي قبيلة حرب عندما تحقق من الامر وادرك انه قد تحامل عليها في روايته السابقة فكان اعتذاره من خلال قصيدته التي بعث بها الي الشاعر محمد بن عبدالله العسيلي الحربي ومعها كتاب اعتذار وتصحيح للحقيقة اشاد فيه بقبيلة حرب وكان العسيلي قد ارسل له قصيدة حول هذا الموضوع يضيق المجال عن نشرها . واكتفي بذكر بعض الابيات من قصيدة السديري
n
يا ابن العسيلي ما بكم كل معيوب
--------------- حاشا ولا في طيبكم ما يعابه
لكم على الجودى محاريف ودروب
--------------- وراسين مثل المعتلي من هضابه
ودياركم حامينها بكل مسلوب
--------------- والسيف باعداكم يروي ذبابه
حامينها من ضيم غاصب ومغصوب
--------------- وياما دخلتوا دونها من حرابه
يا ما نثرتوا دونها الدم مسكوب
--------------- واروى معاطيش الثرى من ترابه
يا اهل السبايا اللي لها الاصل منتوب
-------------- ومعمقات(ن) من عصور الصحابة
سلايل من فوقها حرب لحروب
--------------- دايم على الردات عوج رقابه
ان جا نهار مشعل الحرب مشبوب
--------------- فانتم على الطوعات مثل الذيابه
نعم(ن) بكم والسيف مشهر ومقضوب
--------------- وان حل باطراف الجهامة ضبابه
اعني بني سالم ومسروح ووهوب
--------------- ما قولها باهل الردى والخيابه
وادي الرمة من فعلكم صار مهيوب
--------------- بروس البلنزا محتمين(ن) رحابه
ليا غزوا يمة غزاة(ن) لقوا شوب
--------------- وطبوا على بحر(ن) تلاطم غبابه
..................الخ.
اخوكم الحربي
المفضلات