يقول الامير طلال بن عبدالعزيز أن أكثر الشعوب قوميةً هم الشعب الخليجي ، وسبق ان قال الامير خالد الفيصل ايام الغزو القومجي البعثي على الكويت (( حنا العرب يا مدعين العروبه )) .

وأنا العبد لله أقول أن العروبة كانت بالنسبة لنا الهواء والماء ، لدرجة أنها سيطرت على عقولنا وقلوبنا
واعمت بصيرتنا لننقاد خلف شعاراتٍ لا تتجاوز معاني العروبة الا في الكتابة .

بدايتي معها " القومية " كانت بواسطة والدي حفظه الله وما ان ترعرت حتى تمكنت مني واصبحت بالنسبة لي هي الوطن والاهل ، فخرجت في اول جنون لي بمظاهرة ضد كامب ديفيد وكنت وقتها في مرحلة الثانوي .

كان جمال عبدالناصر بالنسبة لي هو الرئيس وهو القائد لكل العرب واحرص على كل خطاب له واحلم بشعاراته الوحدوية ، وكلماته القومجية ، لدرجة انني اعتبرت انور السادات خائن للامة وللعروبة دون ان افكر لحظةً واحدة انه امتدادٌ لجمال عبدالناصر وحزبه .

جمال عبدالناصر الذي اسقط الحكم الوراثي في كل أغلب الاوطان العربية ، وحارب المملكة العربية السعودية من أجل ثوار اليمن القومجيين تاركاً ارض بلاده محتله من الكيان اليهودي ، ودعم كل الحركات القومجية في البلاد العربية ، والامة كانت خلفه كما هو حالي .

ثم خرج من بعده الزعيم البعثي صدام حسين الذي عزل ارض الكنانة عن العرب لمصالحتها مع الكيان اليهودي فانفرد بزعامة العرب فاعتقده جمال عبدالناصر الجديد ، وسرت كما فعل غيري الكثير
خلف شعارات العروبة والقومية التي ارتداها ، حتى بلغ الامر بي بغض البصر عن عقيدة حزبه ، وما يفعله بشعبه ، كان الامر بالنسبة لي العرب وقوميتهم وهو الذي كان على لسانه .

كبرت وبدأت أتابع الامور عن كثب متصارعاً مع عقلي الذي بدأ يعمل ببطء شديد ، وبحاجةٍ الى صدمةٍ كهربائية عنيفة تحركه جيداً ليصل الى واقع الواقع الذي لا يدركه .

وفي عام 1990م كانت تلك الصدمة التي افاقتني ومعظم من سار بنفس المسار ، فاسيقضت من حلمي الكبير لاجد نفسي في شوارع القومية التي هم يريدونها والعروبة التي هم حلموا بها ، فذبلت احلامي وتساقطت امالي وطموحاتي وأحسست يومها اننا فعلا عرب عرب عرب .


تحياتي