لقد انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة خطيرة
ومرض عضال ...
أصبح ينهش في جسد الأمة ...
فكان كداء الكلَب الذي يتجارى بصاحبه حتى يهلكه ...
انه جرح غائر في جبين هذه الامة المعاصرة ...
نسيه المريض ....
وأهمله الطبيب ....
[poem=font=",6,chocolate,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
إذا مالجرح رم على فساد = تبين فيه إهمال الطبيب[/poem]
أتدرون ماهذا الجرح الغائر ؟!
وما هو هذا المرض العضال ؟!
إنه الغش .... !
نعم الغش بكافة أنواعه وأشكاله وأصنافه ...
وأشدها وأخطرها بلاشك ...
هو غش الدين ....
من قبل أناس تزيوا بزي الدين ...
وتلبسول بلباسه ...
فنصبوا أنفسهم على مناصب الافتاء في القنوات الفضائية وغيرها ...
فتبعهم الجهال من أتباع كل ناعق ...
فأحلوا لهم الحرام فأحلوه ...
وحرموا عليهم الحلال فحرموه ...
إنه غش الدين ... وإدخال ماليس منه فيه ... وإخراج ماهو فيه منه...
انهم الرؤوس الجهال .... الذين يفتون بغير علم ..
فيَضلون ... ويُضلون ...
ثم يأتي ثانيها خطرا ...
وهو غش النصيحة .... أو غش الكلمة ...
وهم اولئك القوم الذين يضحكون للمخطئ ويثنون على خطئه ...
فيظن أنه على حق .. وأنه مصيب ...
فلاهم _هداهم الله _ بينوا له خطأه برفق ...
ولا هم _سامحهم الله_ أخذوا على يديه ....
انهم لهم النصيب الأكبر في تسلط كثير من أصحاب المناصب ....
وظلم كثير من أصحاب النفوذ ...
وثالثها ... وهو من أشدها في باب أكل أموال الناس بالباطل ...
وهو الغش التجاري ...
الذي أصبح سائدا بين الناس في تعاملاتهم التجارية ...
حتى أصبح البعض يعده من الشطارة ...الذهانة ...
وأنه من باب ... (الرزق يحب الخفية)
فأكلوا حق الفقير ...
ونهبوا مال المسكين ..
وقطعوا المعروف بين الناس ...
فأصبح الناس إذا رأوا بضاعة رخيصة الثمن أساوؤا الظن بصاحبها أنه يريد أن يغشهم ...
فخلت أسواقنا من البيع السمح ... وأصبح الكل يرفع أسعاره حتى لايظن به الغش ...
ونسينا أو تناسينا قول المصطفى صلى الله عليه وسلم :
(رحم الله امرء سمحا إذا باع سمحا إذا اشترى)
فياليتنا نعي تلكم الاحاديث ونعتبر بها ...
وننتفع بها كانتفاع صاحب الصرة الذي نصحه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له ...
ياصاحب الصرة ... هلا جعلتها في الأعلى حتى يراها الناس ... من غش فليس منا ...
كتبه
منصور الغايب
16/11/2007
المفضلات