[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:85%;background-color:black;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
أي غربة و أي اغتراب يشتت ما تبقى في الروح و النفس و الجسد من بقية باقية من انتماء
في حال قد ارتحلنا عن الوطن و قد انسلخنا عن الهوية و قد ابتعدنا عن العروبة .
فـكل ذلك مؤشر حيوي للانشقاق و الانشطار نصفين مابين كينونة ومابين استيراد ..
استيراد لا يحل مكان الكينونة ولو حاولنا غرسه في الأوردة و الأعماق ..
فأي استيراد ذاك الذي يتمكن من تغطية كافة الشقوق و رأب كافة الصدوع
إنني أعلم و كما يعلم غيري من ابناء هذه الأمة بأن كلمة وطن كلمة حروفها صغيرة
و ط ن ،،، ثلاثة حروف من فيض الأبجدية تشكلت داخل كل منا حين بلغنا دنيانا بأول صرخة
يطلقها المولود من رحم الأمومة .
وطن ... ثلاثة حروف شكلت تاريخ و صنعت حضارة و خلقت أجيالاً تعقبها أجيال ...
يشاء أحد العابثين أن يستبدل أحد حروفها و يخترع للأبجدية انموذجاً جديداً فلا يجد
سوى أصداء لا تغريه للمضي قدماً في جدلية استقرت في الوجدان فلا هي قابلة للانحناء
و لا هي قابلة للزوال .
و قد يشاء العابث بمستقبل وطن أن يبعثر الحروف الثلاثة و يمزق شملها فتأبى الحروف
صارخة أن استقم يا فتى فإني اقوى من عبثك و أقوى من الخطب و اللمى ..
و يستمر النزف من خاصرة الوطن حيث يترأى للعابث أنه قد أجهز و قد انتهى ...
يأتيه صوت الوطن مؤنباً أن لا .. يامواطن ... لا يا موطن ..
وبرغم كل الجراحات التي سكنت جسد الوطن و برغم نزف الوريد و انسكاب الدمع من بؤبؤ
العين .. إلا أن الوطن ... أقوى من جميع الأنواء ...
و ها هو لا يزال يستصرخ فينا رغم جحودنا فيه وارتكابنا لرذيلة قهقرة تاريخه و شموخه و كبرياءه ..
لأنه وطن .. و إن نحن ارتحلنا بأجسادنا و أفكارنا إلى اللاوطن ...
لأنه وطن .... يقول لي و لك و لكم و لـ أنت ،،،، تصبحون على وطن ،،،،، [/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]
المفضلات