ذكرت في المقال السابق أن هناك ارتداد قوي للسوق إن شاء الله خلال الفترة القادمة ولازلت عند نفس الرأي وأن السوق يجب أن يرتد للأعلى وبقوة. قد يستغرب الجميع ما يحدث للسوق من هبوط مستمر وحالة خوف وهلع بين المتداولين وهجرة أموال عن سوق الأسهم بعد ما كنا نرى تداولات بمليارات الريالات في يوم واحد ( وهذا في اعتقادي طبيعي جداً بل وكان متوقع) ، نحن نعيش الآن مرحلة الخوف وعدم الثقة بالسوق (وهي بالمناسبة عكس مرحلة الجشع التي كانت موجودة في 2005) حتى وإن كانت الأسعار أكثر من مغرية في كثير من الشركات وبالتالي تكون هناك مبالغة في مكررات الأرباح بشكل متدني ( نجد الآن مكرر 10 و 11 و 12 بعدما كنا نرى 37 و 38 و 40 وهكذا)


ما أريد أن أقوله ، هو أن قاع السوق الحقيقي لا يستطيع أحد أن يعرفه حتى التحليل الفني يعجز في معرفة ذلك ولكن نستطيع أن نعرف المنطقة القريبة من قاع السوق بمعرفة العائد على الاستثمار وباستخدام التحليل الأساسي والذي يجب أن يعتمد علية الآن. فنحن كمن يمشي في نفق مظلم جدا وليس فيه إنارة ولدينا ضوء بسيط وهو العائد على الاستثمار نستطيع من خلاله معرفة الطريق حتى نصل لنهاية النفق.


المراقب للسوق يجد أن هناك تلاعب بالمؤشر من خلال أسهم البنوك في الهبوط وفي الارتفاع ، ولكن يجب التركيز على الشركة وإهمال المؤشر فهو لا يقيس السوق بشكل عام ، فعلى سبيل المثال وليس الحصر هل تعلم أن سابك واسمنت السعودي لم تتغير أسعارها منذ 3 أشهر بالرغم من هبوط السوق بشكل عام ، إن الضغط الحاصل في السوق في الأسابيع السابقة كان نتيجة للضغط على أسهم القطاع المصرفي والانخفاض الذي شهده البترول في الفترة الأخيرة والتخوف من رفع اسعارالفائدة مرة أخرى من قبل الاحتياطي الفدرالي في الولايات المتحدة.


أما الآن بعد ارتفاع أسعار البترول مرة أخرى والإبقاء على أسعار الفائدة عند 5.25 نقطة في اجتماع الأربعاء ، استطيع أن أقول إن شاء الله أن الارتداد القوي قريب ، ولكن يجب انتقاء أفضل الأسهم والبعد عن المغامرات الغير محسوبة لآن نتائجها غالباً غير محمودة. ويجب على المتداولين أيضا نسيان الماضي ومعرفة أن ما حدث في 2005 لن يعود والتفكير بجد في تغير الإستراتيجية ، فالشخص الناجح هو من يغير الطريقة بتغير الظروف.

هناك نقطة غفل عنها الكثير وكأنها غير موجودة ولها تأثير كبير على الاقتصاد السعودي بشكل عام ، ألا وهي انضمام المملكة لمنظمة التجارة العالمية والتي بلا شك ستعود بالفائدة على الكثير من الشركات ، ولكن للأسف استغل هذا الخبر عندما كان المؤشر في مرحلة الجشع والآن كأن الخبر ليس له وجود!….. أتعرف لماذا ؟ لأننا باختصار في مرحلة الخوف .


فهل تستطيع أن تعرف من هو الرابح الأكبر من الشركات السعودية من انضمام المملكة لمنظمة التجارة العالمية ؟

في الختام ، لا تعني هذه النظرة التفاؤلية أن السوق سينطلق من اليوم ولن يكون هناك هبوط ، فالسوق قد لا يكون واضح خلال الأيام القليلة القادمة ولكنة واضح جداً بالنسبة لي خلال عام 2007 على الأقل.

هذه النظرة التفاؤلية مرتبطة بثبات الظروف الاقتصادية المحيطة بشكل عام


هذا ما اجتهدنا به فإن صواب فمن الله وحدة وإن خطاء فمني ومن الشيطان ،

لا تنسى دعوة في ظهر الغيب


د. محمد العجلان