كنا أنا و (عاطف) و (كيمو) في طريقنا إلى (البدرشين)
دعانا صديقنا (كيمو) لنقضي ليلتنا ببلدتهم
عندما تدخل إلى هذه البلدة تجد دفئا قلما تجده في مكان آخر
أحس هناك أنني وسط أهلي
الود و الحب اللذان يخيمان على أهل هذه البلدة يستحيل أن يتواجد في أي مكان آخر
رفض الدعوة للتمتع بهذا الود و لو لليلة واحدة ضرب من الخيال
عندما نزلنا من العربة
تجمع حولنا أحبة (كيمو) يرحبون بنا
تواعدنا على اللقاء بعد العشاء و قضاء ليلتنا على ضفاف النيل في جلستنا المعتادة على المقهى القابع هناك بجوار ( المعدية )
رحلنا إلى المنزل كي نتناول ما تجود علينا به الحاجة (أم كيمو)
عندما دخلنا سلمنا على الوالدة و الإخوة
ولجنا إلى غرفة الضيوف المنعزلة عن البيت
و هناك كان في استقبالنا أخونا (ياسر) الأخ الأصغر لكيمو
لم يصبر حتى نتكلم بل بادرنا يسأل)
: مالكم فيه إيه ؟
( نظرت أنا و عاطف لبعضنا البعض
لمعت عينانا
فلقد وجدناها فرصة لا تعوض
لنقوم باشتغال أخونا ياسر
خاصة و أنه هو الذي نبش نارنا بيده و محض إرادته
نفخ في هذه الرغبة الجامحة لدينا لاشتغال الناس فأججها
هذه الرغبة التي تعاهدنا أن نخمد نيرانها
لكننا وجدنا ياسر أمامنا بيضة (مقشرة)
خيل لي ساعتها أن ياسر ممن يقفون في ميدان التحرير ينادي
(اشتغلـــــــوني يـــــــا هوووووووه)
لذلك استحللنا اشتغاله
عندها قلت لعاطف على الفور
: عاطف ،إيه رأيك نقوله و إلا لأ ؟
(بادرني )
: لأ يا أخي ، ياسر لسه صغير على الحاجات دي
(عندها انتفض ياسر)
: صغير إيه يا عاطف ؟ ده أنا عندي سبعتاشر سنة يا جرع
: الموضوع مش بالسن يا حاج ياسر ، الموضوع بس محرج حبتين
: طيب ناخد رأيه برضه يا عاطف، ده أخوه و أكيد يهمه مصلحته
: و الله لانت قايل يا عاطف
: طب قوله انت يا سنجر
: و أنا مالي يا عم أنت عوزها تعك فوق راسي أنا و إلا إيه ؟
: فيه إيه يا جرعان و رحمة أمك لأنت قايل يا عاطف
( عندها دخل كيمو علينا ، غمزنا لياسر بأعيننا )
: طيب يا ياسر ها نشوف الموضوع و نبقى نرد عليك
( عندها سأل كيمو )
: موضوع إيه ده ؟
: لا ده ياسر كان عاوز حاجة كده من سنجر بس لسه سنجر ما وافقش
: يا أخي إنت ما تتبلش في بقك فولة
: موضوع إيه يا ياسر؟
: لا مافيش
( عندها خرج ياسر من الغرفة مسرعا )
: موضوع إيه يا سنجر ؟
: عاجبك كده يا عاطف ؟
: يا أخي ده أخوه الكبير و إذا ما قلنالوش هنقول لمين ؟
: موضوع إيه ؟ فيه إيه يا جماعة حرام عليكم
: طيب طيب ، خلاص ها قولك بس بالله عليك ما تقوله حاجة
: و الله مانا قايله ، بس قول
: أخوك عاوز من سنجر قرشين سلف
: نعم ليه إن شاء الله؟
: أظنه بيتعاطى حاجة ، بس سيبنا إحنا ، و إحنا ها نعرف و ها نقولك
( عندها جحظت عيناه و دارت به الدنيا )
: يا داهية دقي ، ( مناديا ) واد يا ياسر
: كيمو ، إحنا اتفقنا على إيه ، ها ترجع في كلامك و إلا إيه ؟
: خلاص ماشي بس و الله لتعرفوني فيه إيه بالظبط
(عندها دخل ياسر)
: بتنادي يا كيمو ؟
: لأ خلاص
: تعالى يا ياسر أنا عوزك ،
ممكن بعد إذنك تروح تحضر لنا العشا أنت يا كيمو؟
: ماشي ( خرج يضرب كفا بكف )
: بص يا ياسر ، إحنا كلمنا كيمو عشان نقولك بس هو طبعا مش موافق
: بس أنا و عاطف اتفقنا نقولك كل حاجة و رزقنا على الله
بص يا سيدي ، طبعا أنت عارف (حسين) صاحبنا
: هو ما جاش معاكم ليه؟
: هو ده الموضوع اللي إحنا عايزين نكلمك فيه
: أصل حسين سافر عشان أبوه بعيد عنك طلق أمه
: لا حول و لا قوة إلا بالله
: لأ المشكلة بقى إن دي الطلقة التالتة
: لا إله إلا الله
: و بيني و بينك والده كان بيدور على (محلل) و كلف حسين يجيب له حد يثق فيه عشان أنت عارف لو جابوا محلل من البلد عندهم ها تبقى فضايح
: طبعا معاه حق
: عشان كده إحنا جايين نقول لوالدك و نستأذنه في كيمو
: طيب ليه ما عملتش الموضوع ده أنت يا عاطف ؟
: والدته ما وافقتش و قالت له لو حصل و عملها لا هو ابنها و لا تعرفه و ها تتبرا منه ليوم الدين و تحرمه من الفرختين و الوزة و دكر البط اللي ها يورثهم
: هي أم عاطف مش ماتت من سنتين يا ولاد اللذين ؟
: يا أخي أقصد أخته الكبيرة ما هيه زي أمه بالظبط
: طيب ليه ما عملتش الموضوع ده أنت يا سنجر؟
: أنت عارف خطيبتي لو عرفت حاجة زي دي كانت فسخت الخطوبة
: عشان كده اتفقنا إن مافيش غير كمال اللي ممكن يشيل الليلة دي
: إيوه بس ده أمي لو عرفت ها تطين عيشته و عيشتكم معاه
: ما هو إحنا مش عاوزين أمك تعرف بالموضوع ، إحنا جايين عشان نطلب إيده من أبوك مش من أمك ، هوه فيه حد مكلم عليه و إلا إيه ؟
( عندها أتى كيمو يحمل الطعام )
: ياله عشان ناكل ، قولهم يولعوا عالشاي يا جزمه
: حاضر يا شرابة الخرج
( عندها خرج ياسر بينما كدنا ننفجر أنا و عاطف من الضحك )
:بتضحكوا على إيه أنت و هو ؟
: لا أبدا و لا حاجة
: عملتوا إيه مع الواد ده ؟ عرفتم هو عاوز فلوس ليه ؟
: الظاهر إنه مش موضوع مخدرات و لا حاجة ، إحنا كنا فاهمين غلط
: أمال موضوع إيه ؟
: شكل الواد ياسر حد دبسه في جوازه
: يعني إيه ؟
: شكله غلط و لازم يصلح غلطته ، و البت شكلها من عيلة محافظة
و أهلها مصممين عاوزين شبكة و فرح عشان شكلهم قدام الناس
: ده لو أبويا لو عرف كان دبحه
: ما هو إحنا مش عاوزين أبوك يعرف ،
: بس ممكن نكلم أمك و هي ها تقدر الموقف و ممكن تساعدنا
( عندها دخل ياسر حاملا الشاي )
: ياسر إحنا ربطنا مع كيمو خلاص
: المهم أمي ما تعرفش
: أمال عاوز أبوك هو اللي يعرف ؟
أنت بتستهبل يا بني ؟ ده أبوك كان دبحك
: أمال عاوز أمك اللي تعرف ؟ دي كانت ماتت فيها
( عندها حاولت التهدئة)
: يا جماعة لا أبوك و لا أمك المهم نستر على البنية
( عندها صرخ ياسر)
: بنية ؟ قول نستر على الولية
(صرخ كيمو)
: هي كمان ولية ، مش بنت بنوت ؟ إلحقينا يا أمه
( عندها جاءت أم كيمو )
: خير يا ولاد حصل إيه ؟
: اسألي ابنك الكبير الهايف بتاع النسوان
: أنا اللي هايف يا جزمه يا وسخ يا بتاع ( الشامورت )
( عندها طارت الأطباق و الأكواب في الهواء و انقلبت الدنيا رأسا على عقب ، اختلط السب العلني بالصراخ و العويل
عندها تسللنا أنا و عاطف نزلنا السلم نهرول هاربين قبل أن ينكشف أمرنا
ركبنا أول سيارة تتجه إلى القاهرة ،أخذنا نضحك و نضحك و نضحك
حتى تحشرج الضحك في صدورنا حتى مات
عندها غشيتنا حالة طارئة من الندم
نظرنا إلى بعضنا البعض )
: أعوذ بالله منك يا أخي ، ها نعمل إيه دلوقتي لو واحد فيهم عور التاني؟
: إنت بتقول لي أنا الكلام ده ؟ ما تقول لنفسك ده انت بوزك فقر ، الخضرا في ايدك تنشف ، يا جماعة فيه واحد نحس راكب معانا
: إيوه صح أنا اللي نحس بأمارة أمي اللي ماتت و هي بتولدني ؟
اللي عاوز يوصل بالسلامة يخلي السواق ينزل أبو بوز فقر ده يا جرعان
( عندها صرخ الركاب يحذرون السائق بينما انزلقت بنا السيارة إلى الترعة )
المفضلات