الصورة التي ظهر فيها صدام حسين عبر شاشات الفضائيات قبل مغادرته الحياة الدنيا إلى الحياة السرمدية بلحظات , لاتوحي إلا بما هو نقيض تماما لما أراد شانقوه وجلاده أن يكون النهاية المخزية لذلك الرجل الأسطورة , الذي تباينت حوله الأراء والأقوال , فجاءت خاتمة حياته لتقول القول الفصل فيه , والذي شاهده أعداؤه وأصدقاؤه على السواء00 !
لم يكن المشهد الذي شاهدته عن صدام عبر الشاشة , منظرا يوحي بأنه منظر لرجل يقبل عبر الموت من خلال أنشوطة حبل المشنقة التي ستلتف على رقيته بعد قليل, وتحيط بتلك الرقبة إحاطة الهلة بالقمر والأكمام بالثمر00 بل إنه لأشبه ما يكون بمنظر رجل صعد على المنصة يوم تكريمه ليعلق أرفع وسام على رقبته 0000 وإلا فأي وسام لصدام حسين المعروف عند العامة والخاصة بأنه بعثي ملحد , أرفع من وسام كون شهادة أن لاإله إلا الله وأن محمد رسول الله , آخر كلمات ودع الدنيا بالنطق بها00 وأي وسام أرفع وأثمن من أن تشهد الدنيا بأسرها لصدام حسين بأن آخر كتاب ودع الدنيا وأهلها باحتضانه , كان كتاب الله الكريم المنزل من رب العالمين على محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم000 وأي وسام أرفع من وسام علقه صدام على رقبته من وسام فضح الله لجلاديه بالإفتراء والكذب الذي هو من صميم مذهبهم , حين قال مندوبهم ( الربيعي ) عن صدام ما قال من الضعف والخوف والهلع ساعة إعدامه وهو الكذب المحض الذي لا يوازيه في قبحه , سوى مارمى به أولئك الفسقة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمهات المؤمنين مما برأهم الله جميعا منه 0
وأخير : ليت وهل تنفع ليت شيئا 00 ليت صدام حسين , لم يفعل بشعبه وأمته ما فعل من مقدمات أوردتنا المهالك00 وليته لم يستبح حمى جارته الكويت التي لم يقصر أهلها في الوقوف إلى جانبه 00 وليته أنصت واستمع لنصائح حكماء بلادي وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز رحمه الله وإخوانه البررة 00 وليته أخذ بنصيحة حكيم العرب الشيخ زايد بن سلطان رحمه الله 00 وليته00 وليته00 وكن ماذا تنفع ليت؟!
وأختم بالقول بأن الذين أفسدوا على المسلمين الأبتهاج بعيد الأضحى المبارك 00 وأفسدوا عليهم متابعة أعظم مناسبة تجتمع فيها كلمة المسلمين وهي مناسبة الحج 0000 إن الذين أفسدوا على المسلمين الاستمتاع بتلك المناسبات الكريمة بإعدامهم لصدام حسين يوم عيد المسلمين الأكبر ، قد فتحوا أعين الناس كافة على ما كانوا يجهلونه عن صدام حسين وهو : أنه مؤمن بالله عزوجل وبكتابه الكريم وبرسوله صلى الله عليه وسلم، وأنه ليس ملحدا كما يقولون ويزعمون 00 لقد أرادوا قتل صدام ومحوه من الوجود , فمات صدام حسين واقفا كما تموت الأشجار وهي واقفة شامخة , ناطقا بالشهادتين , الموعود بالجنة من كانتا آخر كلامه من الدنيا 00 وإلى الله مصيرنا جميعا وهو نعم المولى ونعم النصير 000
وانا اردد معك يادرداح كلام الانصاري
المفضلات