وضعنا المتغلب لا يمكن لاحدٍ تفسيره أو حتى الوقوف على أسبابه ومسبباته ، ولطالمنا كتبنا عن أوضاعنا المتردية ، وأنتقدنا الظلم والاستبداد الذي نعانيه من حكومات ديكتاتورية ومتسلطة لا قيمة للانسان في قاموسها ولا كرامة ، ومع ذلك نرى حبنا وشغفنا لبديلٍ يكون أقسى وأدهى من ذي قبله .
نطالب بالديمقراطية والعدالة والمساواه واحترام حقوق الانسان وكرامته ، وتعلو أصواتنا ضد الظلم والطغيان والاستبداد وامتهان كرامة الانسان وحريته ، فأذا بمطالبنا لا تعدو سوى انها شعارات طائفية وحزبية مقيته تمزق الامة وتقسم الوطن وتنذر بحروب أهلية .
نطالب بالديمقراطية لتحكمنا بالتساوي دون المساس بطائفة أو فئة معينة ، فأذا بمطالبنا تكون بمثابة القصاص من ظلمٍ سابق ، وثأرٍ من فئةٍ طغت ، لنمارس أبشع ما مورس علينا من من ننعته
بالظلم والطغيان .
نطالب بالديمقراطية لتكون لدينا دولة مؤسسات ، فأذا بمطالبنا تتحول الى محاصصة وتقسيمات طائفية وعرقية تمزق أشلاء الوطن والامة .
نطالب بالديمقراطية لرفع الظلم عنا من نظام واحد قد طغى وتجبر ، فأذا بنا نستبدلها بعدة أنظمة
وأحزاب أكثر طغياناً وتجبر .
نطالب بالديمقراطية لنرفع الفقر والقهر والرعب والخوف عنا ، فأذا بنا نستبدلها بمزيدٍ من الفقر والقهر
والخوف وعدم الأمان .
نطالب بالديمقراطية لنتكلم ونكتب ونصرخ ونتظاهر بكل حرية ، فأذا بنا نتكلم بالثأر ونكتب بنفس طائفي ونصرخ من أجل الحزب ونتظاهر من أجل الفئة متناسين الوطن والارض .
لا أدري ما أذا كانت جيناتنا لا تتقبل معنى النظام الديمقراطي الذي ينعم به الآخرون ؟ أم هي نتيجة أرثٍ ساقط غرس في أنفسنا الفئوية والطائفية والحزبية فنسينا الوطن ؟؟
هل هذه الديمقراطية التي نبحث عنها ؟؟؟ أم أننا لم نفهم معنى الديمقراطية حتى الآن؟؟
تقبلوا تحياتي
المفضلات