قبلاً سأورد طرفة سمعت بها بالأمس , وهي أن الجامعة العربية تدعو لعقد قمةٍ " طارئة " لبحث المستجدات الأخيرة في غزةَ ولبنان !!
وطارئة أي مستعجلة .. أي لا تقبل التريث .. أي أنها مصيرية .. أي أنها تأتي لأمرٍ جلل .. وعارضٍ وحدثٍ ومصيبةٍ عظيمة وكبيرة .. أي ولأجل كل ذلك فهي ستُعقد بعد .. ثلاثة أيام !!
أقول لضِباع ايران في المنطقة العربية وأخص ما يُسمى بحزب الله , إن هذا التعالي وذلك الشموخ وتِلك القوة والجبروت وغير ذلك مما تزعمون , لن يتجاوز شموخ خيال المآتةِ وعلو هامته وتصلبهِ واعتزازهِ بنفسه يوم أن يُفزع غراباً !
لقد دأب هذا الحزب الموالي والتابع والسائر على نهج الخمينيةِ على مثل تلك التحرشات ضد اليهود , وإن كانت هذه الأخيرة أكثر وأعظم من سابقاتها , وقد دأب اليهود كذلك بالرد عليهم بأن تقوم طائراتهم بدخول الأجواء اللبنانية متجاوزةً مقرات حزب الله , لتضرب هؤلاء المساكين واللاجئين المشردين في المخيمات الفلسطينية !
ولم يمر على هذين الطرفين يوماً يعكر صفو الحالة القائمة بينهما من تجاذبٍ خفيف وطريف تمثله تصريحات نارية من نصر الله وتهميش واضح من قِبل اليهود لمثل تلك التصريحات التي هي أبرد من الثلج ..
ولإن التحرشات في هذه المرة أشد , فقد تجاوز القصف اليهودي الأحراش والغابات التي يختبيء بها حزب الله , ليسقط على الجسور والمباني والأماكن الخدماتية في لبنان .
لقد سبق هذه الإنتفاضة حزبٌ آخر يحمل الإسم نفسه وهو حزب الله - العراق والمجلس الأعلى للثورة الإسلامية قسم العراق أيضاً , وكذلك الأطراف المتشددة والمدموجةِ فيما يُسمى بجيش المهدي صاحب البيات الصيفي - الشتوي .
حيث أُحرقت المساجد وهُجرت البيوت وقتلت الأنفس وعُذبت الأجساد وذلك على أُسس طائفية . بل إنها في الآونة الأخيرة قد زادت وظهرت على السطح بمقتل خمسين سنياً وعلى مرأى ومسمع من القوات العراقية أيضاً والتي يمثلها مغاوير الشويان !
كل هذا يأتي بعد أن ضيقت أميركا والدول الأوروبية على ايران وعلى تطلعاتها النووية , خاصةً وقد أثرت تلك الدول على روسيا والهند والصين حتى تراخت ولم تكن في تصلبها في مواقفها كما كانت قبلاً .
ثم وضعت تلك الدول الغربية وقتاً محدداً لإيران في أن تُبدي إما موافقتها على تلك المقترحات أو تكون قد عرضت نفسها لعقوبات دولية ..
لقد فطِنت ايران لما يُحاك ضدها وما ستؤول إليه قضيتها , حتى مع تعاونها الفاضح والواضح للغزوات الأميركيه ضد إفعانستان والعراق , حيث إنصاعت الرقاب الموالية لإيران في هاتين الدولتين بالطاعة والقناعة لهذا الغزو .
ونذكر كيف بدأت تلك التضييقات تظهر بعدة تفجيرات مميتة وقاسية في ما نُسميه بالأحواز وهو القسم العربي المغتصب في ايران .
فما أؤمن به هو أن ايران قد أخرجت ضباعها من جحورها وذلك لإلهاء العالم وإشغاله عنها , بل وليعود هذا العالم إليها متمنياً ومتودداً لها بأن تُعيد ضباعها إلى مكانها الطبيعي . كما حدث وأن أُجبرت أميركا للتباحث مع ايران عن الشأن العراقي , مع أن العداء بين ايران وأميركا كان على أشده !!
لنؤمن بأن العداء الغربي لإيران وأعوانها في المنطقة هو عداء مصلحي وليس ديني كما يصوره لنا الإيرانيون . فهو قد يخبو إن حدث عارضٍ ما وقد يعلو إن غاب مثل ذلك العارض .
المفضلات