يصنّف البعض كتاب المقالات والحوارات الى صنفين ، الاول منهم صنف هادف والثاني صنف عابث ، ومن الواضح جلياً وجود هذان الصنفين بساحتنا المحلية " العربية " .
فهناك من يكتب من خلال رؤية واضحه وهادفة في طرح القضايا المتعلقة بواقعنا كأمة ، ويتلمس الحقائق والوقائع من منظور منطقي وواقعي مبتعداً عن الحساسية العاطفية أو المصلحة الشخصية ، فيكون لطرحه أكثر مصداقية وشفافية ، كما أنه يحاول محاولات جادة في تسليط الضوء على المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وغيرها من خلال توجيه النقد البناء والهادف حول تلك القضايا لطرحها على طاولة النقاش والتحاور مع من يؤمن بلغة الحوار .
والمتصفين بصفة الطرح الهادف عادةً ما يكون طرحهم بعيداً عن التشنج والمحابات ويتصفون بالهدوء والمنطق والدليل ، وتكون لهم حظوة كبيرة من القراء المثقفين والواعين .
وهناك من يكتب بلا رؤية ولا هدف ، ويتسم بالعبث والمراوغة ، فيكون معول هدم وتفرقة فيما يخطه قلمه وينشره فكره ، وعادةً هذا الصنف العابث ما يعتمد على المراوغة والتزوير ، وتحريف الحقائق وأخفائها ، ودغدغة مشاعر القراء بأسلوب الخطب والجمل الرنانة ، كما أن هذا الصنف لا يعتمد على طرح القضايا العامة والتي تهم شرائح المجتمع بأكملها بل يتعمد الى أثارة فئة على فئة ليستفيد من أبراز كتاباته لصالح بعض من يستهويهم .
وكتاب العبث عادةً ما يضمحلوا ويتوارو عن الانظار ليخرج غيرهم ممن هم بنفس أسلوبهم في محاولاتٍ يائسة لمزيد من كسب المؤيدين .
الكتابة أمانة كبيرة على من يعمل بها ويستهويها أن يراعي الله وضميره فيما يكتب ، وعليه أن لا يكون أسيراً أو مقيداً لفئة أو شخوص بعينها ، وعليه أن يكون عاقلاً لا تتغلب عليه عواطفه ومشاعره
فيعجز أن ينتقد زعيمه أو صديقه أو حتى أخاه ، فالنقد لا يعني الكراهية ولا يعني الحقد والعداء ، بل هو أصلاح وتهذيب ، ونصح وترغيب .
وعلينا جميعاً أن نكون في منتهى الحرص والشفافية فيما نكتب وفيما نقرأ ، وأن نقول للهادف أحسنت وللعابث أسأت ، وبذلك نكون قد ميزنا الغث من السمين .
تقبلوا خالص الود .
المفضلات