بسم الله الرحمن الرحيم
أحبتي في الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يحكى أن رجل كان يعتقد أنه حبة شعير وكان يخاف الدجاج كثيراً
فقرر أصدقاؤه مساعدته لتجاوز هذه الحالة وتم عرضه على متخصص نفسي فأثبت له أنه بشر وأنه ليس بحبة شعير
فهمّ الرجل بالخروج من عند الطبيب ولكنه وما أن فتح الباب حتى عاد مضطرباً قبل أن يخرج وقال للطبيب:
يا طبيب لاتزال المشكلة قائمة
فسأله الطبيب ماذا تعني
قال:
أنا الآن مقتنع 100% أنني لست بحبة شعير
ولكن من يقنع الدجاجة بذلك؟؟؟
هذه الطررفة سمعتها وقرأتها مراراً
وفي كل مرة كنت أضحك منها وأقول
لله في خلقه شئون
لكن هذه المرة عندما قرأتها في هاتفي خطرت ببالي هذه الفكرة،
خصوصاً أنني قرأتها بعد خروجي من المركز بعد يوم طويل في المساهمة في حل مشكلة زوجين
المشكلة باختصار أن المرأة تريد من الرجل أن يطلقها لأنها لا تطيق العيش معه
والرجل مستغرب ويقول أنا لم أفعل شئ يستحق هذا التضخيم
وبالجلوس معهما والحديث عن الماضي بعض الشيء
ومن ثم السماع من كل منهما على حدة
ومنهما مرة أخرى ماذا اكتشفنا
مشكلة بسيطة وصغيرة جداً في بداية حياتهما الزوجية لم ينهيانها بالشكل السليم
وإنما بعد أن حدث الاختلاف بينهما تدخلت أخت الزوج وطلبت من كلاهما أن ينسى الأمر ويتصالحا
طبعاً في وعي كل منهما أن الاختلاف انتهى
لكن بداخل اللاوعي والذي غالباً ما يدفعنا لعمل وقول الكثير المشكلة لم تنته
ومع الزمن توالدت تراكمات لها أوصلت المرأة لطلب الطلاق
فعدنا معهما للمشكلة الأولى
وتوصلنا لأمر وسط بين الطرفين وتأكدنا أن كلاهما قبل بهذا الحل وقلنا لهما شكراً لوقتكما وصراحتكما ولقد رتبنا موعداً مع مأذون أنكحة تلتقيان معه فيرتب لكما أمر الطلاق
وفوجئنا بهما يقولان معاً ولماذا الطلاق فنحن نحب بعضنا البعض ولا نستطيع أن نفترق
وانتهت المشكلة
الرسالة التي أردت توصيلها من خلال ذكر الطرفة والقصة هي:
أننا نستطيع أن ننهي أي اختلاف بالصلح ولكن قبل أن نطلب من أي اثنين أن يتصالحا علينا أن نعرف أولاً لماذا اختلفا من الأصل.
فبقاء القناعة السابقة أو (المعتقد) في لا وعي كل منهما سيجعلهما يقولان كما قال الأخ للطبيب:
من يقنع الدجاجة ؟؟؟
المفضلات