الى قطاع غزة لا الى الأردن
من النتائج المأساوية للمحنة وحالة الفوضى العارمة في العراق ، ما يتعرض له الفلسطينيون في هذا البلد من حملات تنكيل ، ودفعهم للرحيل باتجاه الاردن . حدث ذلك قيل ثلاث سنوات في اعقاب الاجتياح الاميركي للعراق ، وها هو يتجدد منذ أسابيع وخاصة في العاصمة بغداد . ليس اللاجئون هناك طرفا في الحياة السياسية ، ولكن ذلك لم يعفهم من تبعات النزاعات السياسية والطائفية .إذ تجري عملية تعبئة ضدهم في أوساط الشيعة السياسية ، لكونهم ينتمون لأهل السنة، ولأن النظام السابق كما يقول هؤلاء قد حاباهم ، ومنحم مساكن متواضعة في العاصمة وخصوصا في حي البلديات .
الحكومة العراقية اتخذت موقفا سلبيا من هؤلاء ، ولم تعمد لتوفير الحماية المعنوية والقانونبة لهم ، حتى إن احدى الوزيرات دعت ذات مرة الى اجلائهم . لم تستجب الحكومة لهذا الطلب ، غير أنها في الوقت نفسه لم تطوق الآثار السلبية لمثل هذا التصريح .
منذ بداية آذار مارس الحالي ، تم قتل عشرة منهم وتهديد أعداد اخرى . وقد لا يبدو هذا الأمر مستغربا في ظل حالة الفوضى وفلتان المجموعات المسلحة ، وسقوط عشرات الضحايا العراقيين يوميا على أيدي مختلف الفرقاء ، بمن في ذلك بالطبع الجيش الاميركي . غير أن هناك استهدافا منظما ومقصودا لهذه الفئة ، من جهات معروفة للحكومة العراقية ولأحزاب مثل حزب الدعوة (ابراهيم الجعفري ) والمجلس الأعلى للثورة الاسلامية ( عبد العزيز الحكيم ) .
وفي النتيجة وأمام المخاطر المتمادية والسلبية الرسمية ، فإنه يتم دفع الكتلة الفلسطينية : أقل من أربعين ألفا للرحيل وبالذات الى الأردن ، الذي سبق له استقبال أعداد منهم ، لاعتبارات انسانية ،وقد بقي القليل منهم عالقا في مخيم الرويشد ، فيما غادر البعض الآخر الى جهات متعددة .
يذكر هنا أن اللاجئين في العراق ، غير مسجلين في سجلات وكالة الغوث ، لأن الحكومات العراقية المتعاقية كانت تتشكك في هذه المنظمة الدولية المنبثقة عن الامم المتحدة ، وبالتالي فإن الاونروا لا تتحمل مسؤولية تجاههم . غير ان هناك مسؤلية ناشئة تحملتها منذ ثلاث سنوات المفوضية السامية لشؤون اللاجئين ، المسؤولة عن اوضاع كل اللاجئين في مختلف دول العالم .والخدمات التي تقدمه هذه الهيئة مؤقتة ، ويفترض أنها تعمل على تأمين اللاجئين في كل مكان ، وتسهيل عودتهم الى ديارهم الأصلية ، ومنع دفعهم لمزيد من الهجرات .
وبدلا من معالجة نتائج وتداعيات الأزمات ، فإنه يستحسن بالحكومة العراقية التي ترفع شعارات حقوق الانسان ورد المظالم ، أن تسعى لمنع تفاقم المشكلة وأن تفعل ما يسعها فعله لوضع حد لها ، لا أن تلقي بالمشكلة المفتعلة على عاتق الاردن ، الذي يضم أكبر نسبة من اللاجئين ، كما يستضيف أعدادا طيبة من الإخوة العراقيين .
وتبقى في هذا المجال ملاحظتان . الأولى أننا إذا كنا ننتظر من العالم أن يحسن التعامل مع العرب والمسلمين ، فعلى هؤلاء أن يحسنوا التعامل ما بينهم أولا . والملاحظة الثانية ، أنه من المنطقي والواجب وضع مشكلة اللاجئين الفلسطينيين في العراق ، في الإطار السياسي الأصلي لهذه المشكلة ، وذلك بتمكينهم من العودة الى ديارهم ، وعدم اعفاء الاحتلال الاسرائيلي من المسؤولية الجسيمة . ألم ينسحب الاسرائيليون من قطاع غزة وأعادوه الى أصحابه ، إذن لماذا لا تتيسر عودة لاجئي العراق الى هذا القطاع ، ولماذا لا يتم الجهر هنا وهناك بذلك ؟ .
لماذا لايعود هؤلاء الى غزة بدل الاردن اين هي السلطه الفلسطينيه التي عقدت اتفاقية اوسلو مع اسرائيل لماذا لاتتدخل وتعيدهم الى غزة التي حررتها حماس من الاسرائيليين
وهم يضعون العصي بالدواليب الان امام حماس لا فشالها
الاردن موارده قليلة ومياهه لاتكفي لسد حاجة ابناءه فهل مطلوب من الاردن ان يتحول الى
مخيم للفلسطينيين من الشتات بدل ان يعود هؤلا الى وطنهم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
المفضلات