بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نتابع الجزء الثاني من سلسلة كلمة إلى أهل البلاء ...
كيف نساعد اصحاب البلاء؟ وكيف يكسبون أجراً أخروياً ونكسب منهم أجراً أُخروياً؟ وكيف تزداد همه المسلم عندما يرى هؤلاء؟
الإيمان بالآخرة يمد المسلم بالعزاء والسلوان، ويُذهب عنه الضيق واليأس والقلق والأضطراب.
وبيت كل إنسان هو دنياه الصغيرة بل جنته المصغرة إذا لم يكن الإيمان بالآخرة حاكماً ومهيمناً فى هذا البيت لوجد المبتلى اضطراباً اليماً وعذاباً شديداً فى علاقة بعضهم ببعض حسب درجات رأفته ومحبته لهم؛ فتتحول تلك الجنة إلى جحيم لا يُطاق...
ويتاكد لدينا أن النور القادم من الإيمان بالآخرة يعطى نقطة استمداد تجاه الآمال والرغبات التى يعانيها أهل البلاء..
تأملت ذات مرة ...فوجدت أن تجليات الرحمن الرحيم تتجلى فى تنويع البلاء فى هذه الحياة؛ كي يستشعر الإنسان أنه لم تتخل عنه رحمه الله تعالى، وانه رغم معاناته لكنه مستشعر رحمه الله فى جوانب من حياته، وشعور المسلم بحاجته إلى الله تعالى يبعث الرجاء ويشيع النور فى قلبه؛ حتى يتحول إلى ربيع الصابرين ودار المكرمين فى مساكن أبدية فى ثمان جنات خالدات ملأى بنعم غير محدودة لزمن غير محدود أعدها الله تعالى لعباده الصابرين (لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلْ الْعَامِلُونَ)
ورغم ما يلاحظه المبتلى أنه مكره على بلائه مغلوباً على أمره لا اختيار له فى هذا الحال... لكن إحساسه أن غيره أشد معاناة منه وانه مقبلٌ على الله تعالى أكثر من هذا الباب الذى يستشعر من خلاله مدى لطف الله تعالى وبغيره...
ويقين المبتلى لا يتزحزح عندما يرى علامات الشفقة من بعض الرحماء، وعلامات الاستهزاء والسخرية من بعض الجهال ، فهو على الحالتين شاكر صابر...
والمسلم الصحيح لا يُذكر صاحب العاهة بعاهته ولا يشعره أنه أقل من غيره ولا أنه (عاجز) وإنما يُشعره بفضل الله عليه وأنه ليس عاجزاً بل ميزه الله بالصبر والتحمل والرضا واليقين فيما عند الله تعالى... وهؤلاء المبتلون أصحاب طاقات خاصة وعطاء متميز فى بعض الجوانب ينبغى توجيه همتهم إليها, والانتفاع بهم وبوقتهم فى اعمال تتناسب مع طبيعتهم، وإطلاق خيالهم فى بعض الأعمال والرياضات والهوايات التي تجعلهم متوازنين مع انفسهم، فضلاً عن مصاحبة الأخيار والجلوس مع رفقة صالحة يندمجون بعضهم فى رحاب إيمان صادق نقىٍ يعيش فيه المبتلى على انه طبيعى مُكرم فى الأرض والسماء...
ويتواصل الحديث بإذن الله تعالى ...
منقول للفائدة الإيمانية الكبيرة ... أحباب الله
المفضلات