بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ..
في أجواء الاستشعار بالمحبة و النصرة لسيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام ..
كان لابد من ايراد كلمة موجهة ... لمن ؟
إنها كلمة إلى أهل البلاء
اللهم لك الحمد على جزيل نعمائه وكريم فيضه وفضله والصلاة والسلام على نور الأنوار وسر الأسرار سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى الآل والصحابة الكرام
إن البلاء نعمة عظيمة من الله سبحانه وتعالى والمرض ليس علة بل هو دواء وما أسعد المسلم أن يكون ممن قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إذا إبتلى الله العبد المسلم ببلاء فى جسده قال الله عزوجل اكتبوا له صالح عمله)
ومن توزيع الرحمات من الله انه يجعل الذين ابتلاهم الله سبحانه وتعالى ببعض البلاء فى جسدهم مما هو إعتقاد بذهاب نعمة البصر أو السمع أو المشي أو الكلام فهذا تكريم من الله لصاحب البلاء وتذكرة للأصحاء ، وهذه من ظاهر رحمه الله عز وجل وتجعل المسلم فى حالة دعاء وضراعة عندما يعلم أن الله سبحانه وتعالى يريد أن يبلغه منزلة لا يصل إليها بعمله وانه مدفوع إلى التقوى والعمل الصالح لأنه يستشعر حاجته إلى الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الرجل ليكون له عند الله المنزله فما يبلغها بعمل فما زال الله يبتليه بما يكره حتى يبلغه إياها).
وإن تباهى بعض الغافلين بالعافية هو جحود بالنعم التى ينبغي أن نسأُل الله دوامها وحفظها، وان نحمد الله تعالى عليها وعندما نفهم أن الأمراض والبلايا تحمل في مضمينها منافع كبيرة فلا يجوز الشكوى منها بل يجب الأعتماد على الرحمه الألهية بالتوكل والصبر ثم بالحمد والشكر.
فمثلاً حرمان نعمة النظر أو البصر يمنع الأنسان من الأستمتاع بجمال الحياة الظاهرية ولكنه عندما يموت ويرد عليه بصرة فيرى جمالاً فى الآخرة لايحيط به بشر لأجل هذا فمن أراد أن يلتقي بقافلة الأنبياء فإن سبيله هو الصبر على البلاء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل).
وإن الإنسان صاحب العاهة هو صاحب نعمة عندما يعجز عن القيام بعمل خير معين ببدنه فكفاه أن الله سبحانه جعل له أضعافاً من الأجر والحسنات ويطمئن المسلم عندما يعلم أن دعوة المريض وأهل البلاء مستجابة وهذا ما علمنا أياه رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلمنا أن رعاية هؤلاء أصحاب البلاء تجلب لأهل الإيمان ثوابا عظيماً وزيارتهم والترفق بهم باب من أبواب تكفير الذنوب وإن الذى يصاب بمرض مثل الشلل فهذه بركة من الله تعالى فإن الله تعالى يجعله قاعداً عن الشهوات متمسكاً بالإيمان معتكفا فى طاعة وطائعاً فى شكر وصبر، وهومُنعم مرفوع فى كلٍ.
وإن الأطفال الأبرياء المرضى بحكم العجز أو الضعف هي لمسات ربانية لأجسادهم الرقيقة للأعتياد عليها والأعتياد على مشاق الحياة وتوظيف باقى العطاءات الربانية لهم بطاقة أكفأ وعطاء لا يوجد في الأصحاء، ورغم ما يتحمله الوالدان من مشاق في رعاية هؤلاء فإن جلب الحسنات وتكفير السيئات والأستشعار برحمة لله تعالى تجعل المسلم الصحيح شاكراً على نعمة العافية وتفتح له باب من أبواب الطاعة في مساعدة هؤلاء ذوى الحاجات والأخذ بأيديهم لمواجهه المشاق الصعبة دون سخرية أو تهكم أو لمز أو إشارات تدخل فى إطار المعاصى الكبار.
فكيف نساعد هؤلاء؟ وكيف يكسبون أجراً أخروياً ونكسب معهم أجراً أخروياً؟ وكيف تزداد همة المسلم عندما يرى هؤلاء هو الموضوع القادم إن شاء الله تعالى ..
تم الإعداد بتصرف .. المصدر ... موقع أحباب الله
المفضلات